الخميس , مارس 28 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

دسم سوري فوق اطباق تركيا السياسية .. ماالفرق بين عنصرية ترامب وعنصرية اردوعان؟؟

دسم سوري فوق اطباق تركيا السياسية .. ماالفرق بين عنصرية ترامب وعنصرية اردوعان؟؟

شام تايمز

عندما تصير الدولة تبحث عن مجموعة بشرية لتصب اللوم عليها وتعزو احباطاتها اليها لتكون كبش فداء لمشاكلها فانها تصبح عنصرية أو نازية او تسير في اتجاه العنصرية والنازية .. والسير في اتجاه العنصرية بفتح الباب امام المجازر والمحارق والظلم .. وهذا ماقامت عليه العقليات التمييزية الفاشلة في المجتمعات العربية فهي تبحث عن تناقضات قبلية او عشائرية او طائفية لتركب عليها فشلها الجماعي وتفرز ثقافة الكراهية ..

شام تايمز

فتجد ان المعارضين العراقيين للرئيس صدام حسين ينسبون فشل الدولة في العراق الى السنة لاستئثارهم بالحكم فيما ينسب السنة فشل الدولة للشيعة لانهم مالوا الى الخمينية .. وتجد السنة والشيعة في لبنان ينسبون احباطهم في لبنان الى المسيحيين وميولهم الفرانكفونية فيما يرى المسيحيون الموارنة انهم لاقدرون على تطوير لبنانهم وأرزهم بسبب السنة والشيعة وارتباطهم بثقافتهم الاسلامية التقليدية ..

وفي الاردن يدفع الاردني لاحساس ان الفلسطينيين هم سبب البلاء وانهم يحتكرون كل التجارة والمال فيكرههم ولايبالي ان ارتكب ايلول الاسود او غيره بحقهم .. وهكذا في سورية يتحدث المتعصبون عن ان كل مشاكل سورية تحل اذا ما تم ابعاد الاقليات عن السلطات الرئيسية وتركيزها في يد سنية وحصرها بها .. ولذلك فان الربيع العربي وكل الحروب والمجازر في المنطقة العربية قامت على هذه العقلية العنصرية التي تنسب الفشل للآخر وتحمله مسؤولية الخلل الاقتصادي والسياسي ..

رغم ان الفشل جماعي ومسءوليته على الجميع ولم تحل مشاكل اي مجتمع بتغيير ادوار الاقليات والاكثريات لأنه لايزال ينتج نفس الفشل والتخلف وعقلية البخث عن كبش فداء للفشل .. فهو لايعمل بجد لأنه ان فشل دفع بكبش الفداء الى المحرقة ..

ولذلك تتضخم دوما مشاعر البغض والكراهية ضد الاخر التي تكون هي بذور العنصرية وتجد ان قتل الآخر هو السبيل الى التخلص من عبء الشعور بالتقصير والفشل .. وانها عملية التطهر التي تشبه تقديم القرابين للآلهة كي ترضى وتغفر ويزول الغم والكرب وغضب السماء .. كما كانت اوربة القديمة تفعل في الكوارث وموجات الطاعون حيث كان يؤتى باتباع الديانات والمذاهب المغايرة وتقطع رؤوسهم في الساحات .. فترتاح الرعية من الشعور بالاثم وتأمل في انفراج الغمة ..

في الغرب هناك عنصرية اليوم تجاه اللاجئين من كل الالوان والأعراق وخاصة تجاه العرب والمسلمين .. والتيار العنصري الشعبوي الناهض في اوروبة يضيق على المهاجرين باي طريقة تصل احيانا الى حد الاهانة مثل ارغام المسلمات أحيانا على فحص العذرية للتأكد من وثيقة الزواج او ارغام الام والاب على الاقرار بحقوق الشذوذ الجنسي .. ويحاول الغرب بهذه الطريقة التخلص من المهاجرين عبر اتقلاع اسنانهم الثقافية والتقاليد لصهرهم في ثقافته واستئصال ثقافتهم .. ويكون امام اللاجئ اما خيار الهجرة مجددا بجسده او تذويب عقله وروحه وثقافته كي يبقى جسده ..

واليوم في تركيا يبدو اللاجئون السوريون هم الدسم الذي يضيفه السياسيون الاتراك على برامجهم الانتخابية في مرحلة صارت تشبه تطور النزعة العنصرية الغربية تجاه الغرباء .. والاتراك يتفننون في اهانة السوريين ويغدقون الوعد بتهجيرهم والحد من تمددهم .. فالاتراك صاروا علنا يتحدثون عن اثرياء الحرب السوريين الذين يتريضون في استانبول ويشترون محلاتها وعقاراتها ..

ويتحدثون أيضا عن الطبقة من المجرمين والعاطلين التي تنتشر (كالكلاب الضالة) كما يصفهم الاتراك الغاضبون .. ويتحدثون عن العمالة الرخصية السورية التي تؤثر على عمل الاتراك وتسرق منهم لقمة عيشهم .. ولايغفلون عن حقيقة الجنوب التركي الذي صار يتحدث العربية كما الخليج العربي (المحتل) الذي يتحدث الانكليزية والاوردو الهندية .. وبالكاد يشكل العرب 7% من السكان في بعض التجمعات المدنية الخليجية ..

عندما يخاطب العنصريون الاوروبيون شعوبهم محرضين ضد العرب نقول ان العرب يواجهون موجة عنصرية .. وعندما يمنع ترامب المسلمين من عدة دول اسلامية من دخول اميريكا فاننا نقول انه عنصري ويؤسس للكراهية .. ولكن الانتحابات التركية البلدية في استانبول كانت مهرجانات للعنصرية تبارى فيها المتنافسون ضد السوريين المهاجرين .. وكانت في منتهى العنصرية وتسابق مرشح حزب العدالة مع غيره للقول ان استانبول امتلأت بالسوريين ويجب افراغها منهم .. ويجب ترحيلهم والتخلص من مشاكلهم .. ويجب ..ويجب .. ويجب ..

ولذلك فان اي شائعة او حادثة بسيطة ستجعل الغوغاء والعنصريين الاتراك يصبون جام غضبهم وحقدهم على السوريين كما حدث في وهذه اول الرقص .. واول المشوار

اردوغان استفاد من العنصر السوري في كل شيء من اجل مجده الشخصي ومن اجل حزبه .. فالسوري حارب لديه لتدمير حلب المدينة التي دمرت الاقتصاد التركي في الجنوب بصناعتها وريادتها في الشرق .. والسوري هو الذي كان يبيع كل ممتلكاته في سورية ويشتري عقارات واستثمارات في تركيا نهضت باقتصاد تركيا في بداية الازمة السورية حيث هاجرت الاموال ونزف الاقتصاد السوري وصب المال في عروق الاقتصاد التركي الذي زاد انتعاشه في بداية الحرب على سورية ..

والسوري الاردوغاني الهوى يحمل السلاح ويقاتل الاكراد وحزب العمال الكردستاني .. والسوري يبوس يدي اردوغان وأمينة في المخيمات كي يبدو الزعيم الحنون الاسلامي الذي يحمل الاطفال ويرضعهم امام الكاميرات .. والسوري اللاجئ في المخيمات هو وسيلة لكي يحصل على اموال طائلة من الاتحاد الاوروبي بذريعة ان تركيا تنفق عليهم وقد ارهق اقتصادها فيشحذ الاتراك كما يفعل المتسولون في الطرقات وهم يعرضون اطفالهم قربهم ..

والسوري في المواجهة التركية الاوربية كان مثل المنجنيق الذي يضرب به اسوار اوروبة فكانت المخابرات التركية ترمي بالسوريين في البحر نحو اوروبة بالقوة او بافراغ المخيمات عبر ترغيب اللاجئين بالهجرة ..

واليوم بعد ان استنفذ حزب العدالة والتنمية كل الطرق للاستفادة من السوري وتم عصره تماما الى آخر قطرة ان الاوان للتخلص منه ورميه كعظمة لعقت لمدة 8 سنوات .. وهاهم الاتراك يهاجون السوريين في الشوارع التي يتكثفون فيها وهاهي وسائل التواصل الاجتماعي التركية تدعو الى تركيا بلون واحد بلا سوريين .. وهاهي العنصرية التركية الرسمية ضدهم في منعهم رفع بافطات بغير اللغة التركية .. والقادم أعظم .. ولاندري متى ستحدث أول مجرزة ..

الغريب ان السوريين في تركيا لم تتحسس كرامتهم الشخصية والوطنية بسبب هذا التمييز العنصري الفاقع والتصريحات الانتخابية المهينة .. فهم في كل المناسبات وامام كل الشاشات يقولون انهم ثاروا ليس بسبب الجوع والحرمان ولا الحاجة بل بسبب الحاجة للشعور بالكرامة ..

وسموا ثورتهم بثورة الكرامة .. الكرامة التي تداس في تركيا بالقول والفعل .. الكرامة التي ديست في المخيمات التي كان الحراس الاتراك يغتصبون الصبايا والاولاد فيها .. الكرامة التي يصبح السوري فيها هدية المرشح للانتخابات الى ناخبيه كما هو الخروف في العيد .. فالمرشحون لديهم قرابين من السوريين وقد يصبحون ضحية تعيد انتاج اسكورة كاوا الحداد الشهيرة ..

اسطورة كاوا الحداد التي تقول ان الملك ازدهاك أصابته لعنة من السماء فنبت ثعبانان على كتفيه .. وكانا عندما يجوعان يسببان له الما فظيعا فأوصاه الأطباء بأن يأكل دماغي شابين كرديين كل يوم ليهدأ الثعبانان .. وكان الملك يقتل كل يوم اثنين من أبناء الكرد .. ومن بين ضحاياه كان أبناء كاوا الحداد الذي قتل أزدهاك أولاده الست عشرة .. ولما جاء الدور على ابنته الباقية أرسل كاوا بدلا من دماغها دماغ خروف ثم فر بها وخبأها في الجبال .. وتبعه في تلك المنجاة الكثيرون من الكرد الذين ارسلوا ابناءهم الى الجبال حتى كثروا وهجموا على أزدهاك السفاح وقتلوه مع ثعبانيه ..

نصيحتى لكل السوريين في تركيا .. اهربوا قبل ان يفوت الاوان ..المجتمع التركي امتلأ عنصرية وحقدا عليكم وستكونون وقودا لمحرقة وانتم الأغراب والضعفاء .. فلايوجد لاجئ قوي حتى اذا منح الجنسية .. حزب العدالة والتنمية تتراجع قبضته ومستقبله في تركيا يزداد غموضا وخطورة .. والاخطر ان الاحزاب التي تحتضر تضحي بكل مالديها من أغنام وخرفان كالقرابين كي تبقى ..

اقرأ المزيد في قسم الاخبار

وقد يصبح دواء السلطان أردوغان أن يأكل كل يوم قلوب اللاجئين السوريين .. وقلوب الشباب الاكراد في قسد .. وعندها .. قد يتدفق اللاجئون جنوبا .. نحو البلد الذي سرقوه او تخلوا عنه وباعوه .. ولايجدون في الدنيا كلها أمنا الا في الوطن الذي ملؤوه دما وجورا وكراهية .. وسيعرفون معنى حضن الوطن الذي يسخرون منه اليوم .. ولكن حضن الوطن عندما يتعافى قد لايعطيهم عندما يتدفقون الا مخيمات لأن من يبيع بيته ويتخلى عن هويته لايستحق الا خيمة .. سزاء في تركيا او في سورية .. ان الوطن لمن بقي فيه .. والخيمة لمن باع الوطن ولم يدافع عنه او مات فيه ..

==========================

الفيديو المرفق سببه اشاعة غير مؤكدة عن تحرش سوري بطفلة تركية .. وسواء نفيت الحادثة ام لا فان دلالتها واضحة وهي ان الاتراك ينتظرون اي عذر او ذريعة للتحرش بالسوريين والتعبير عن حالة الاحتقان والغضب وانتظار اي حادث لتنفيذ حكم العقاب بالخصم المكروه والذي ينسب اليه كل البلاء .. ويكون التخلص منه او طرده او قتله سببا للراحة والطمأنينة والرضا .. فهل اذا كان المتحرش غربيا او سعوديا او اسرائيليا مثلا سيثور الاتراك بهذه الطريقة؟؟ .. ام ينطبق المثل الذي يقول: (مو من الرمانة بل القلوب مليانة)؟؟

 

شام تايمز
شام تايمز