وكالة أوقات الشام الإخبارية
“هرم ضخم” في بحر إيجة “يخفي” أسرارا حضارية مثيرة!
يمكن لجزيرة صغيرة على شكل هرم، تقع على بعد نحو 200 كم خارج أثينا، أن تفسر لغز البدايات اليونانية القديمة.
وتنافس علماء الآثار مؤخرا على دراسة (استغرقت 4 سنوات) موقع في بحر إيجة يُسمى Dhaskalio، ويُعتقد أنه يعود إلى زهاء 4600 سنة خلت.
وتوحي السمات المعمارية المعقدة، بما في ذلك السلالم وأنظمة الصرف الصحي التي أعادت تشكيل الجزيرة البالغ عرضها 150 مترا، بأن Dhaskalio كانت موطنا لحضارة متقدمة- تفوقت في صهر المعادن وربما تداول الأسلحة.
ويقول الباحثون إنه تم جلب آلاف الأطنان من الرخام وأدوات بناء الحجارة، من جزيرة تبعد أكثر من 6 أميال، ما يشير إلى أن السكان كانوا أيضا من البحارة الماهرين.
وقالت البروفيسورة كولينرينفرز، من جامعة كامبريدج، والمديرة المشاركة في أعمال الحفر: “في Dhaskalio نرى عددا من التقنيات المعمارية المعقدة المستخدمة بطريقة مدروسة جيدا، بما في ذلك المداخل الضخمة والسلالم ونظام الصرف الصحي المعقد الذي يغطي الجزيرة بأكملها. وهذا يعطي انطباعا واضحا للمهندس المعماري الماهر والأيدي التوجيهية، التي تخطط وتنفذ برنامج بناء لا يمكن مقارنة نطاقه إلا بموقع Knossos الشهير”.
اقرأ أيضا: لتجنب دفع رسوم الأمتعة الزائدة في المطار.. ما فعله لا يُصدق
وأطلق علماء الآثار مع مشروع “كامبريدج كيروس”، أعمال الحفر في الموقع عام 2015، وقضوا السنوات الأربع اللاحقة في اكتشاف أدلة على حضارة ما قبل التاريخ المتقدمة.
ووجد فريق البحث أن مستوطنة Dhaskalio ازدهرت خلال فترة عُرفت باسم العصر البرونزي Cycladic المبكر، والتي امتدت من زهاء 3200 إلى 1050 قبل الميلاد.
وعلى الجزيرة، وجد الباحثون مسارات شديدة الانحدار تؤدي إلى القمة ومنصات هائلة مصممة للبناء عليها. وبالنسبة للجزء الأكبر، كانت جميع المباني في الجزيرة الصغيرة مصنوعة من الرخام ذي النوعية الجيدة.
ومن المحتمل أن تتضمن عملية البناء الآلاف من الرحلات ذهابا وإيابا بين Dhaskalio والجزر المجاورة، والتي تطلبت كل واحدة منها طاقما كبيرا من البحارة.
وترسم الاكتشافات في Dhaskalio صورة نابضة بالحياة للعصر البرونزي في بحر إيجة.
وفي الجزيرة الصغيرة، وجد الباحثون مجموعة من المصنوعات المعدنية، بما في ذلك المحاور والدبابيس ورؤوس الحبار والخناجر. وبناء على ذلك، يشك علماء الآثار في أن سكان Dhaskalio ربما لعبوا دورا مهما في توريد الأسلحة والمنتجات المعدنية الأخرى، إلى الجزر المحيطة.
المصدر: ديلي ميل