الخميس , مارس 28 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

صيف الساحل بأسعار ’ملتهبة‘.. وشواطئه المفتوحة فرصة لسكان المحافظات الساحلية فقط!

صيف الساحل بأسعار ’ملتهبة‘.. وشواطئه المفتوحة فرصة لسكان المحافظات الساحلية فقط!

شام تايمز

غالباً ما يكون الساحل السوري في الصيف الأكثر جذباً للسوريين، الذين يأتون من محافظاتهم لقضاء عطلتهم والاستمتاع بالبحر، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها “معظم” السوريين ويسافرون إلى البحر للتخفيف من هذا الضغط، ليُصدموا بضغوط أكبر وبعيدة عن أي منطق، وليكتشفوا أن مصيبة الأجارات المرتفعة ستلاحقهم أينما ذهبوا.

شام تايمز

الصيف في الساحل مشتعل

تذهب إلى البحر بقصد السباحة و”تغيير الجو” فتكتشف بأنّك خرجت من تحت عباءة الغلاء لتجلس تحت طربوشه، والمزاد يكبر ويرتفع كلما اقتربت من الشاطئ الذي من حقك أساساً أن تستمتع به بعيداً عن “الخورفة” في الأسعار.

وبجولة لـ “هاشتاغ سوريا” لمعرفة أسعار الشاليهات ليوم واحد، نجد أن الأسعار تبدأ من أقل الشاليهات تخديماً وأكثرها بعداً عن الشاطئ بتكلفة 15000 ليرة لليوم الواحد، وكلما اقتربنا من الشاطئ يبدأ العداد بالقفز بين شاليهات وأخرى بمعدل 5000 ليرة لتصل إلى 35 ألف ليرة، هذا الحال بالنسبة للشاليهات “الشعبية” والتي يعتبر معظم مرتادوها من أصحاب الدخل المتوسط.

أما الشاليهات التي يُطلق عليها أصحاب الدخل المتوسط والمتدني “الشاليهات الحلم” يقول أحدهم “ليش بتبلش سعر اليوم من 50 ألف شو بدا تحققلي أحلامي؟”.

هذه الشاليهات التي تُصبح أغلى كلما تمَّ الابتعاد عن مركز المدينة وخاصة شاطئ الرمال الذهبية والمناطق المحيطة به ويبدأ أجار الشاليهات لمدة يوم في تلك المنطقة من 50000 (خمسون ألف ليرة) وصولاً إلى 125 ألف ليرة.

وعند سؤال أصحاب الشاليهات عن أسباب ارتفاع الأسعار بهذه الطريقة الجنونية، كان ردهم بأنّها “أملاك خاصة ومن الطبيعي أن يتم رفع الأسعار فنحن ننتظر موسم الصيف لنعمل، بينما في الشتاء تبقى مغلقة”، ويضيف آخر “مثلنا مثل أي مواطن حقه أن يعمل لتأمين لقمة عيشه، كل التقارير تشير أن المواطن السوري يحتاج إلى 200 ألف ليرة معيشة “على قدو”، فكيفَ لنا أن نعيش إن لم نعمل في الموسم الخاص بنا”.

الشواطئ المفتوحة

دائماً ما يبحث الناس عن بديل لأي مشكلة تعترضهم وخاصة على الشواطئ، حيث يعتزم عدد لا بأس به من سكان المحافظات الساحلية الذهاب إلى الشواطئ المفتوحة لقضاء يومهم على طاولة وكرسي وعلى الشاطئ مباشرة دون عناء التكلّف بمبالغ مالية كبيرة لقضاء يوم في الشاليهات.

وتعتبر هذه الشواطئ رخيصة مقارنة بباقي الحلول، حيث يبلغ أجار الطاولة مع 4 كراسي 2000 ليرة لمدة مفتوحة، وتسمح للزائر بإحضار طعامه وشرابه معه في حال أراد أن يعمل بنفسه، ما يعني أن بإمكان الزائر الجلوس من الصباح حتى المساء بـ 2000 ليرة بدلا 20000 ألف كأقل تقدير.

وقام مجلس مدينة طرطوس خلال هذا الصيف بافتتاح شاطئ الكرنك برسم دخول رمزي وقدره 100 ليرة (مئة ليرة)، وتم تزويده بكل الخدمات المطلوبة من مظلات ومشالح وحمامات ومنقذين، ويسمح لجميع الناس بدخوله بنفس السعر دون صعود أو هبوط، طبعا على أن يتحمل الخدمات المحدودة هناك، إضافة إلى أن مثل هذه الشواطئ لن يستطيع سكان المحافظات الأخرى اللجوء إليها فهي غير مخصصة للإقامة.

وزارة السياحة توضح

وزارة السياحة بدورها أوضحت لـ “هاشتاغ سوريا” أنه تم طرح مشاريع الشواطئ المفتوحة بالتعاون مع الشركة السورية، وهي عبارة عن مساحات شاطئية مستثمرة تلبي متطلبات السياحة الداخلية والشعبية بحيث يمكن الدخول إليها مجاناً، وتتوفر فيها الخدمات الأساسية بأجور رمزية بحيث يمكن للمواطنين من ذوي الدخل المحدود التمتع بمقومات بلادهم السياحية لاسيما الشاطئية ذات الطلب الأعلى وبما يتناسب مع دخله.

ولفتت الوزارة إلى افتتاح شاطئ ( لابلاج ) في منطقة وادي قنديل بمحافظة اللاذقية كأول شاطئ مفتوح في سورية ضمن اهتمامها بالسياحة الشعبية ودعم أصحاب الدخل المحدود في هذا المجال. إضافة إلى افتتاح فندق (روز ماري) بالدريكيش ومنتجع (بلو باي) بطرطوس وبأسعار تشجيعية تناسب معظم شرائح المجتمع.

اقرأ المزيد في قسم اخبار سريعة

يُذكر أن هذا الصيف شهد عدة حالات غرق في طرطوس واللاذقية ومعظمهم زائرين للمدينة بقصد السياحة الداخلية، ويوجد في كورنيش طرطوس أماكن غير مخصصة للسباحة الأمر الذي يتجاهله الكثير من الناس ويُعرضهم للخطر بسبب توزع الصخور الكبيرة والتي من الممكن أن يعلق بها أي شخص ويغرق.

إلى أجل غير مسمى!

وعلى الرغم من وجود الكثير من المناطق الساحلية والجبلية في سوريا والتي من الممكن الاستفادة منها في السياحة الداخلية، إلى أنها لا تزال مهملة، ويقتصر زوارها على عدد قليل من السوريين معظمهم من سكان المناطق المجاورة لها، بسبب ضعف خدماتها من جهة وضعف الترويج لها من جهة أخرى.

وعن سبب تواجد أماكن سياحية غير مروج لها وغير مخدمة سياحياً قالت الوزارة بأنها قامت بتنفيذ ما يقارب من 500 فاصل ترويجي لأهم مواقع الجذب السياحي وأخرى لمواقع غير معروفة لدى المواطن لفتح مقاصد جديدة ونظراً للغنى الطبيعي والتاريخي الذي تتمتع به سورية، فهناك أماكن ما زالت غير معروفة لكن العديد منها مدرج ضمن خطة الوزارة لتنفيذ فواصل ترويجية عنها.

مشيرة إلى التعاون مع اتحاد غرف السياحة من خلال عقد ورشات عمل تهدف لتنشيط السياحة الداخلية وخلق مقاصد سياحية جديدة في جميع المحافظات السورية وتسليط الضوء على جميع المقومات السياحية فيها، وإقامة أنشطة وفعاليات على مدار العام للحد من الموسمية وتشجيع القطاع الخاص في هذا المجال، وإقامة عروض وبرامج سياحية تتناسب مع كافة الشرائح وتوسيع الخارطة السياحية السورية.

يومين سياحة!

وهكذا يبقى السوريون ممن يفكرون بيومين أو ثلاثة للسياحة الداخلية، مقيدون بقلة المال وقلة المعرفة بالأماكن المناسبة لهذا السياحة السنوية، التي من المفترض أن تكون خطط توفيرها أولوية سواء من خلال الاستفادة من المناطق السياحية وتخديمها، و توفير التمتع بها بأسعار تتناسب مع دخل السوري المنخفض، فأضعف الإيمان أن تستطيع العائلة السورية أن تصطاف يومين خلال عام كامل!

هاشتاغ سوريا – فراس معلا

شام تايمز
شام تايمز