الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ملحمة “هجوم الأموات”.. هكذا سمم الألمان الجنود الروس

ملحمة “هجوم الأموات”.. هكذا

شام تايمز

في مثل هذا اليوم قبل 104 أعوام، خاضت فرقة من الجيش الروسي القيصري معركة بطولية، لا مثيل لها خلال الحرب العالمية الأولى، أطلق عليها اسم “هجوم الأموات”.

شام تايمز

جرى ذلك في قلعة “أوسوفيتس” الروسية في بولندا الحالية، التي لا تزال حتى اليوم تعتبر موقعا عسكريا استراتيجيا، لدرجة أن السلطات هناك لا تسمح إلا للمواطنين البولنديين بالدخول إليها.

وفي الحرب العالمية الأولى كانت هذه القلعة الواقعة على ضفة نهر بيفر غرب مدينة بياليستوك، من أهم المواقع الدفاعية الروسية الأمامية على الجبهة الغربية، وكان موكلا إلى حاميتها الروسية الدفاع عن ممر استراتيجي بين نهري نيمان وبوسلا، وكذلك حماية طرق السكك الحديدية والطرق السريعة المؤدية إلى مدينة بياليستوك.

شن الجيش الألماني عدة هجمات عنيفة على القلعة الدفاعية الروسية بالمدفعية وبالقوات البرية لكنه عاد في كل مرة مهزوما مدحورا، ولجأ في نهاية المطاف إلى استعمال السلاح الكيميائي، وكان أول مرة يستخدم فيها مثل هذا السلاح الفتاك في تلك الجبهة.

فجر السادس من أغسطس عام 1915 شن الجيش الألماني هجوما بالسلاح الكيميائي مستغلا اتجاه الرياح، وانتشرت الغازات السامة داخل القلعة حيث تحصنت الحامية الروسية وغطت مساحة عرضها 8 كيلو مترات وارتفاعها 15 مترا وعمقها 20 كيلو مترا.

دمرت الغازات السامة كل شيء يقف في طريقها وتحول لون الأشجار إلى الأصفر فيما تحول لون الأعشاب إلى الأسود، وقال شهود عيان فيما بعد إن صمتا رهيبا هيمن على المكان، وانتشرت رائحة موت مرعبة.

سقط عدد كبير من أفراد الحامية الروسية جراء الغازات السامة التي لم يكن لديهم حينها أي معرفة بوسائل الوقاية منها، ولم يتبق إلا نحو 50 عسكريا يقاومون في تلك الظروف الرهيبة باستماتة أسطورية.

ومن جديد أطلقت القوات الألمانية قذائف مدفعية، وشحنات أخرى من الغازات السامة، وأرسلت مشاتها لاقتحام القلعة بعد أن ظنوا أنهم أبادوا الحامية الروسية تماما.

تقدم أكثر من 7000 لاجتياح القلعة الروسية، وتمكنوا بسهولة من اجتياز أول خطي دفاع ثم اندفعوا وكلهم ثقة في النصر، إلا أن قائد الحامية الروسية الجنرال نيكولاي بروزوفسكي أمر من تبقى من جنوده بشن هجوم مضاد.

ونفذت تلك الخطوة اليائسة بقيادة ملازم ثان يدعى فلاديمير كوتلينسكي ويبلغ من العمر 21 عاما، وصفه زملاؤه بأنه جسور لا يساوره الخوف مطلقا.

وكان المشهد مروعا، تحرك الجنود الروس نحو العدو برباطات متسخة وعلى وجوهم حروق مرعبة يسعلون دما ويتنفسون بحشرجة مخيفة.

ذهل الجنود الألمان من هجوم “الموتى” وانتابهم رعب لا حدود له من هذا المشهد الرهيب، ففرت أعداد كبيرة منهم مذعورة متدافعة وهم يتساقطون أمام نيران مفرزة صغيرة من الجنود الروس المصابين بالغازات السامة، ومن ابتعد من هؤلاء أصابته مدفعية القلعة التي صبت حممها من جديد.

اقرأ أيضا: بعد استخدامها في سوريا مقاتلة “سو-30” تتطور إلى “سوبر سوخوي”

في الساعة الثامنة صباحا، انتهت المعركة الدموية، وصد الهجوم الألماني تماما، ودخلت هذه الملحمة سجل التاريخ العسكري الروسية بمعركة مجيدة حملت اسم “هجوم الأموات”.

المصدر: RT

سمم الألمان الجنود الروس

شام تايمز
شام تايمز