الثلاثاء , أبريل 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ما صحّة الحديث عن صفقةِ مُقايضةٍ بين إدلب وشرق الفُرات؟

ما صحّة الحديث عن صفقةِ مُقايضةٍ بين إدلب وشرق الفُرات؟

يشُد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الرحال غدًا الثلاثاء إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث جدول أعمال مُزدحم بالقضايا الخلافيّة، أبرزها التوتّر الراهن في مدينة إدلب، وتقدّم الجيش العربي السوري باتّجاه مركزها بعد استعادته لبلدة خان شيخون، والمخاوف الأمنيّة التركيّة المُترتّبة على ذلك.

التصريح الذي أدلى به اليوم سيرغي لافروف، وزير الخارجيّة الروسي، ونقلته وكالة أنباء روسيّة رسميّة، وأكُد فيه “أنّ تحرير الجيش العربي السوري لأراضيه بدعمٍ روسيٍّ لا يُعتبر خرقًا لأيّ تفاهمات بما فيها توافقات آستانا وسوتشي، لأنّها تستثني المجموعات الإرهابيّة”،

هذا التّصريح كان بمثابة ضربةٍ استباقيّةٍ لزيارة الرئيس التركي ورسالةً واضحةً تُحذّره بأنّ هُجوم الجيش السوري المدعوم بغطاءٍ جويٍّ روسيٍّ لاستعادة إدلب إلى سيادة الدولة السوريّة سيستمر وليس موضع تفاوض، وأنّ القضاء على المجموعات المُسلّحة

المُصنّفة على قائمة الإرهاب مِثل هيئة تحرير الشام (النصرة) هدفٌ روسيٌّ قبل أن يكون سوريًّا.
روسيا تتفهّم أولويّة الرئيس أردوغان في الحِفاظ على الأمن القومي لبلاده، مثلما تتفهّم أيضًا مخاوفه من تدفّق مِئات الآلاف من اللّاجئين واندساس مُسلّحين في أوساطهم الأمر الذي يُشكّل عبئًا اقتصاديًّا وأمنيًّا،

ولكن من الواضح، ومن تصريحات لافروف، أنّ روسيا لن تتسامح مع أيّ حُلول أو مُقترحات لبقاء جبهة “النصرة” وحُلفائها في مدينة إدلب واستمرار سيطرتهم عليها، واتّخاذها قاعدة لشن هجمات على قواعدها الجويّة في مدينة حميميم في شمال غرب سورية.

هذا الموقف الروسي ربّما هو الذي يكمُن خلف تصريحات للرئيس أردوغان التي يُكرّر فيها قُرب دخول القوّات التركيّة إلى شرق الفُرات تمهيدًا لإقامة المِنطقة الآمنة بالتّنسيق مع قوّات الاحتلال الأمريكيّة، فالرئيس أردوغان يُريد تحويل الأنظار عمّا يجري في إدلب أوّلًا، والإيحاء بحُدوث نوع من المُقايضة، أيّ نترك لكُم إدلب ولا نتدخّل فيها مُقابل إقامة المِنطقة الآمنة في شرق الفرات حِفاظًا على الأمن القوميّ التركيّ.

اقرأ المزيد في قسم الاخبار

لا نعتقد بوجود مثل هذه المُقايضة، أو احتمال نجاحها حتى لو كانت موجودةً فعلًا لأنّ الوجود التركي المُسلّح شرق الفُرات يُواجه مُعارضةً شديدةً من قبَل القيادة السوريّة التي ترى فيه غَزوًا واحتلالًا تُركيًّا لأراضيها، وهي مُعارضةٌ تلقى دعمًا من الجانب الروسي، والمسألة مسألة أولويّات بالنّسبة إلى دِمشق.

الاقتراح الروسي الذي تحدّث عنه لافروف وكشف فيه عن تشكيل شريط خالٍ من الأسلحة في مِنطقة إدلب ربّما هو العنصر الجوهري في الاتّفاق المُحتمل في القمّة الثنائيّة الروسيّة التركيّة في موسكو غدًا، والهدف منه إيجاد ملجأ آمن للمدنيين، وعزلهم عن المُسلّحين من جبهة النصرة، وبِما يُؤدّي إلى تحقيق المطالب التركيّة في عدم اقتحامهم للحدود التركيّة بحثًا عن الأمان.

عزل المدنيين عن المُسلّحين المُدرجين على لائحة الإرهاب، ربّما تكون الخطوة التمهيديّة لتشريع دخول الجيش العربي السوري إلى قلب مدينة إدلب والقضاء على المُسلّحين كُلِّيًّا بدعمٍ روسيٍّ.. واللُه أعلم.

“رأي اليوم”