السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سامي كليب يحذر..

سامي كليب يحذر..
بعد استقالة وزراء القوات اللبنانية، واللهجة التحذيرية العالية التي أستخدمها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وتحديد رئيس الحكومة سعد الحريري مهلة ٧٢ ساعة كي ينجح أو يستقيل، صار حراك الشارع اللبناني الهائل أمام لحظات مفصلية قد تصل الى مرحلة الخطر الأمني الحقيقي.
ماذا في الوقائع والنتائج أولا؟
• خرج اللبنانيون عن كل الضوابط السابقة، فوحدتهم الثورة ضد الفقر والفساد واليأس للمرة الاولى في تاريخ لبنان من الجنوب حتى الشمال، ومن البحر الى الجبل بعيدا عن الطائفية والمذهبية المناطقية. هذا سابقة منذ العام ١٩٤٣.
• فوجئت الطبقة السياسية كلها بأن حراك الشارع قد تخطّاها، وأن البيئات جميعا رمالٌ متحركة تحت أقدام السياسيين والزعماء والقادة الذين كانوا حتى الأمس القريب مطمئنين الى أن الشعب قابلٌ بكل ما يفعلون حتى لو سلخوا جلده. نحن اذا امام رأي عام جديد لا ينتمي الى أحد ولن يتأثر بأحد وهو كافرٌ بالدولة ومن فيها وبمعظم الأحزاب والقوى السياسية التقليدية، الا ما ندر.
• تبّين من خلال تكسير المحال التجارية واشعال الدواليب وقطع الطرقات ورمي حاويات النفايات، بأن العنف الكامن في النفوس والغضب المُستتر أكبر بكثير مما يتوقع البعض، وأنه قد يحطم الهيكل على الجميع، ما لم يسارع الجميع الى تهدئته وضبطه.
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
• لم تنفع الخطابات السياسية في ثني الشارع عن عزمه وعزيمته. فهو يريدها ثورة كاملة حتى ولو أن شروطها لم تكتمل لتصبح ثورة. فلا يوجد حتى الآن مشروع واضح، ولا قيادة، ولا هدف محدد، وانما نقمة وغضب ويأس حيال ما هو قائم، وأمل بأن يتغير شيء ما.
ما هو المتوقّع ثانيا؟
• أرادت بعض القوى السياسية وفي مقدمها القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب التموضع مع الناس وتوجيه بوصلة النقمة صوب رئاسة الجمهورية والحكومة وحزب الله. لكن يبدو أن رئيس اللقاء الديمقراطي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط بدا أكثر إدراكا من رئيس القوات سمير جعجع لحجم خطر الانزلاق وأكثر حرصا على عدم خروج الأمور من ضوابطها، فانضم الى مشاورات التهدئة ودعم رئيس الحكومة سعد الحريري.
المتوقّع اذا ان تستمر القوات في رفع سقف التحدي وتشجيع الناس على النزول الى الشوارع، وهي في ذلك تلقى حتما دعما خارجيا من دول تناهض بشدة حزب الله. كما ان من مصلحة القوات اهتزاز العهد وضعفه، لاعتقادها بأن ذلك يضعف تماما حظوظ منافسها الاول وزير الخارجية جبران باسيل الى الرئاسة.
• بدا واضحا من كلام نصرالله أمس وتهديده باحتمال الانتشار في كل المناطق اللبنانية وقلب المعادلة، أن الحزب لن يترك الشارع يصل الى نقطة الخطر الفعلي على العهد والحزب أو ان يحدث فراغا باستقالة الحكومة. لذلك نشطت اتصالات الحزب مباشرة بعد خطاب الحريري، وجرى بحث سلسلة من النقاط الهامة مع ممثلي الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري والتيار الوطني الحرب والحزب الاشتراكي، على أمل الخروج بقرارات تهدئ الشارع.
• من المنتظر أن يعلن رئيس الحكومة إذا سلسلة من الاجراءات المهمة شرط أن يكون عنوانها الاول عدم المساس بجيوب الناس ووقف فرض أي ضرائب وصولا الى سلسلة من الوعود الحقيقية التي تلبي الكثير من مطالب الناس، على أن يصار الى التواصل مع ممثلي المتظاهرين والنقابات وغيرهم لتنفيذ الوعد والبحث في مخارج يقبلها الناس. واذا ما كان من الأفضل تغيير بعض الوزراء فهذا ممكن خصوصا بعد استقالة فريق القوات.
ماذا لو تشدد المتظاهرون؟
هذا الاحتمال وارد، لكن اذا فقد الحراك مبرراته بعد سلسلة الاجراءات التي ستعلنها الحكومة، فهذا سيعني بنظر العهد وحزب الله أن ثمة انقلابا يُعد داخليا وبدعم خارجي على الطرفين، وأن الشارع يُستخدم لهذه الغاية.
هنا سنكون أمام شارعين متناقضين تماما. ما يجعل احتمال التصادم على الأرض قائما. كما يجعل احتمال تدهور الوضع الأمني ممكنا، ما سيؤدي الى تدخل الجيش والقوى الأمنية بعد اتفاق الأطراف السياسية الفاعلة والوازنة والتي لا تزال تملك شعبية واسعة جدا، لفض التظاهرات بالقوة بذريعة عدم السماح بالإخلال بالأمن الذي قد يهتز.
الأكيد أن ما قاله نصرالله رسم خطوطا حمراء، من منطلق شعور الحزب وحلفائه بأن ثمة شيئا يُطبخ منذ فترة ضدهم ليلاقي العقوبات الأميركية ويمنع أي انتعاش لهذا الفريق بعد مشارفة الحرب السورية على نهايتها، وبعد قرار الفريق نفسه بالانفتاح الواسع على سوريا، وهو ما عبر عنه صراحة وزير الخارجية جبران باسيل بقوله انه ذاهب الى دمشق، وذلك في أعقاب اجتماع ٧ ساعات مع السيد نصرالله.
لذلك فان الحل المأمول، هو أن تكون الاجراءات الإصلاحية الحكومية جديدة وجذرية بحيث تُلبي مطالب المتظاهرين وتخفف الاحتقان، وأن يتجاوب معها الناس، أو يعطونها فرصة قبل النزول مجددا الى الشارع.
هذا يعني باختصار ان لبنان سيكون أمام أيام حاسمة، فإما الأمل أو الانفجار. لكن الأكيد ان المحور الذي يعتبر انه هزم إسرائيل وربح الحرب السورية عسكريا، ليس من النوع الذي سيترك فريقا يعتبره أضعف منه بكثير، يأخذ منه بالشارع ما عجز عنه بالسياسة والأمن.

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز