السبت , أبريل 20 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الآن أصبح بإمكانك محو ذكرياتك المؤلمة

الآن أصبح بإمكانك محو ذكرياتك المؤلمة

شام تايمز

الأجهزة الماسحة للذاكرة مثل تلك التي تظهر في أفلام “رجال البزات السوداء” (Men in Black) و “الإشراقة الأبدية للعقل النظيف” (Eternal Sunshine of the Spotless Mind) يمكن أن تصبح قريباً شيئاً من الماضي (فيما لو كانت موجودة بالأصل)، حيث اكتشف الباحثون مؤخراً طريقة أرخص بكثير وأقل تعقيداً لمحو الذكريات غير المرغوب فيها.

شام تايمز

وفقاً للدراسة الجديدة التي ظهرت في مجلة (Psychonomic Bulletin and Review)، يمكن لمفتاح النسيان أن يكمن في تغيير الطريقة التي نفكر بها “بالسياق” المحيط بذكرياتنا.

يعتبر السياق أمراً واسعاً النطاق لدرجة يمكن معها أن يكون من الصعب تحديد ماهيته، وفي الأساس، فإنه يشير إلى أي شيء آخر يجري حول الحدث المعين، ووفقاً لمؤلفي الدراسة، فإنه يمكن أن يكون لديه تأثير كبير على الكيفية التي يتم فيها “تنظيم واسترجاع” الذكريات من قبل الدماغ.

على سبيل المثال، إذا حدث ومررت بتجربة سيئة بعد تناول الكثير من الحلوى، فمن المحتمل أن يؤدي مجرد تفكيرك بتناول ذلك النوع من الحلوى مرة أخرى إلى نبش ذكرياتك غير السارة التي مررت بها خلال تلك التجربة، وفي حين أنه ربما يكون عليك لوم نفسك فقط لأنك أفرطت كثيراً في تناول ذلك النوع من الحلوى ووضعت نفسك في تلك التجربة، يمكن للأشخاص الذين قد مروا بأحداث مؤسفة أكثر خطورة أن يطوروا أحياناً اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، حيث يمكن لبعض العلامات السياقية أن تتسبب لهم إعادة عيش ذكرياتهم المؤلمة، ولكن إذا ما تعلم أولئك الأشخاص أن يقوموا بفصل هذه الذكريات عن سياقها، قد يكون عندها من الممكن التخفيف من اضطرابات ما بعد الصدمة التي يعانون منها.

لاختبار ما إذا كان ذلك ممكناً، قام الباحثون في جامعة برينستون وكلية دارتموث بتعريض المتطوعين لاختبار ذاكرة، قاموا خلاله بعرض قائمة من الكلمات على المشاركين وقيل لهم إما أن يحفظوها أو ينسوها، وفي الفترة التي تفصل بين عرض كل كلمة، كان يظهر صورة لمنظر طبيعي، مثل جبل أو غابة، على أمل أن ترتبط هذه الصورة تلقائياً بذاكرة الكلمات التي تأتي ضمن إشارتها السياقية.

اقرأ أيضا: كيف تنشط قدرة عقلك على التعلم؟

أثناء ذلك، استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمراقبة النشاط الدماغي للمشاركين، والأنماط العصبية التي حدثت أثناء ترميزهم لهذه الصور السياقية.

بعد ذلك طلب الباحثون من المشاركين محاولة تذكر قوائم الكلمات، أثناء قياسهم مرة أخرى للنشاط الدماغ باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي، ومن خلال ذلك أظهرت النتائج أن أولئك الذين طُلب منهم تذكر القوائم كانوا أكثر ميلاً لتكرار الأنماط العصبية ذاتها المرتبطة مع السياق عندما تذكر الكلمات، وهذا يشير إلى أن الذاكرة وسياقها أصبحا متشابكين ضمن أدمغة المشاركين.

ولكن من جهة أخرى، لم يقم أولئك الذين لم يتذكروا الكلمات التي توجد في القوائم بتكرار هذا النمط العصبي عندما كانوا يحاولون دون جدوى تذكر الكلمات، مما يدل على أن الحدث وسياقه لم يكونا متشابكين في عقولهم، والأهم من ذلك، كان أن مقدار تناقص ذلك التذكر السياقي كان مترابطاً بشكل مباشر مع قدرة المشاركين على تذكر الكلمات من القائمة.

أوضح رئيس فريق الباحثين (جيريمي مانينغ) في بيان له بأن هذه العملية مشابهة لـ”دفع فكرة طبخ جدتك من عقلك إذا كنت لا ترغب في التفكير في جدتك في تلك اللحظة”، ومن خلال تحديد ذلك كآلية للنسيان، يأمل (مانينغ) أن يُستخدم هذا البحث كمنصة لتطوير مجموعة جديدة من علاجات الذاكرة.

شام تايمز
شام تايمز