نقعُ الدجاج النيئ في الخلّ أو عصير اللّيمون.. هل يقتلُ البكتيريا؟
بينما تميل كثير من ربّات البيوت إلى غسل وشطف الدجاج النيئ قبل طهيه حرصًا منهنّ على تناول الأكل نظيفًا، لاسيما وأنهنّ يرون أنّ هناك بعض القطع اللّزجة التي تكون عالقة بالدجاج يجب التخلّص منها قبل طهيها حرصًا على صحّة أفراد عائلاتهنّ، فقد اتّضح أنّ غسل الدجاج لن ينظفه، بل أنّه قد يتسبّب في الإصابة بالأمراض!
وأشار باحثون وأطباء بهذا الخصوص إلى أنّ المشكلة هي أنّه وبدلاً من أنْ يتسبب شطف الدجاج نيئًا في تنظيفه، فإنّه قد يتسبب في بعثرة البكتيريا الضّارّة على أرفف المطبخ وكذلك على الأطعمة الأخرى، التي تمّ غسلها بشكل صحيح وتعتبر جاهزة للأكل.
وعلَّقت على ذلك ميندي براشيرز، نائب السكرتير الثاني لشؤون سلامة الأغذية في وزارة الزراعة الأمريكية، التي أجرت الدراسة بقولها “يُحَضِّر كثير من الناس أطباق السّلطة بالقرب من حوض الغسيل، وهو ما يلوّثها”. وقد تعاونت وزارة الزراعة مع باحثين من جامعة نورث كارولينا للتحقّق من الطريقة التي تتعامل بها ربّات البيوت مع الدجاج النيئ، والطريقة التي تؤثّر بها تلك الجزيئات على الأطعمة القريبة.
وتابعت براشيرز بقولها “ويمكنكِ أن تسألي نفسكِ كم عدد المرّات التي تقومين فيها بتقشير الخضروات وتضعينها في حوض الغسيل، ثمّ تعاودين التقاطها لاستخدامها في أغراض الطّهي أو الأكل؟ وهنا تتلوّث الخضروات في تلك المرحلة”.
واكتشفت براشيرز وزملاؤها أنّ البعض ممن شاركوا في تلك الدراسة كانوا يغسلون الدّجاج بنقعها في الحوض، إما بالمياه فقط، أو بإضافة صابون، خل أو عصير ليمون.
وقال بين تشابمان وهو اختصاصيّ سلامة الغذاء والأستاذ في جامعة ولاية نيويورك “تلك القصص بمثابة قصص رعب من وجهة نظر ميكروبيولوجية. وليس هناك أيّ أدلّة جيدة تثبت أنّ نقع الدجاج النيئ في الخلّ أو عصير الليمون يمكن أنْ يقتل البكتيريا”.
وأضاف تشابمان “وكان أكثر ما أدهشني هو كميّة الأطعمة التي يتمّ تحضيرها داخل وحول حوض الغسيل، بعد أنْ تنتهي ربّة المنزل من غسل الدجاج. واتّضح لنا أنّ أغلب المشاركين يشطفون الخسّ في مصفاة حوض كان به دجاج نيئ. وتبيّن لنا أنّ المياه الملوّثة في الحوض تتناثر بعد ذلك على الخسّ، وهو ما لم نكن نعلمه من قبل”.
ونوّه الباحثون إلى أنّ السلمونيلا هي أكثر أنواع البكتيريا التي يتمّ الربط بينها وبين الدواجن النيئة، وأنّها تقود لحوالي مليون مرض في الولايات المتّحدة بصورة سنويّة. ولفتوا إلى وجود بكتيريا أخرى تعرف ببكتيريا التّسمّم الغذائيّ أو (campylobacter)، وهي البكتيريا التي توجد في الدواجن النيئة أو غير المطبوخة، وهي المسؤولة عن ما يقرب من 1.3 مليون مرض كلّ عام. وأكّد خبراء سلامة الغذاء على أهميّة إعادة تعليم الأجيال القادمة، وتعريف الأطفال بكثير من مبادئ التعامل في المطبخ، لتثقيفهم بطريقة الطّهي وكذلك بضمان فعل ذلك بأمان.
اقرأ أيضا: تعانون من مشاكل المعدة؟.. غذاء شائع يقضي على الإنتفاخ المزعج