الخميس , أبريل 25 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هل ثمة ما يشغل بال الأسد هذه الأيام؟

هل ثمة ما يشغل بال الأسد هذه الأيام؟

الدكتور محمد بكر
في الوقت الذي تُوصّف فيه دمشق شخص أردوغان وسلوكه في الشمال السوري بالاحتلال والمعتدي والمجرم واللص، تَرسَخ في المشهد السوري وتعقيداته في الشمال “برودة” روسية في التعامل مع خصوم دمشق، وجل الحراك حيال العمليات العسكرية التركية هو ماتقول موسكو أنه تنسيق بين عسكرييها ودبلوماسييها مع نظرائهم الأتراك على مدى أربع وعشرين ساعة،وأن الوضع هناك يتغير كل ساعة كما قالت ماريا زخاروفا، ذات البرودة حيال الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية المتكررة على مواقع سورية تكتفي موسكو بوصفها بالمستفزة والمهددة للاستقرار ، البرودة الروسية أو ربما الصمت او حتى ” عدم الوضوح” في السلوك الروسي حيال الحليفة دمشق، هو يقابله في جبهة الخصوم استراتيجيات وأداء سياسي وميداني سمته الأساسية وعنوانه الأبرز ” الوضوح”، يعلن أردوغان وبالفم الملآن أن عملية ” نبع السلام” مستمرة حتى تحقيق النصر وأنهم لن يغادروا المنطقة حتى تغادر جميع القوات الأجنبية في سورية، شرعت تركيا ببناء قاعدة عسكرية لها بريف رأس العين، وتقارَبَ أردوغان مع الأميركيين تقارباً غير بريء أقل مايمكن وصفه بالورقة التي سيُلوّح بها عند أول خلاف أو ربما شائبة تشوب العلاقة مع موسكو، والأخيرة تحصد مزيداً من الانتصار لأردوغان كان آخره الاتفاق مع من وصفتهم بالانتهازيين ( قسد) لدخول بلدات عين عيسى وتل تمر وعامودا وهي تدرك أن ذلك لن يفرمل التركي ولن يحد من تواجده العسكري، فالمسألة ربما هي أعمق من الظاهر بكثير، يُسرق النفط السوري وعلى العين الروسية ويُهرّب عبر جرابلس واربيل ولمن؟ للأتراك ومسلسل الصمت الروسي هو العنوان، أما ادلب التي قال عنها بوتين يوماً أنهم لايسمحوا بأن تكون محمية للإرهاب باتت هي الأخرى من حلقات مسلسل الصمت الروسي.
قيل أن ثمة مرحلة سياسية قادمة يصوغها الروس ولاسيما أننا نتحدث عن تسع سنوات من الكباش العسكري في سورية، فصّل فيها الروس وورسموا وأداروا وقدموا الدماء وبطبيعة الحال أنفقوا المال في يوميات المعارك على مدى أكثر من أربع سنوات منذ أيلول من العام 2015، هذه المرحلة وإن بدت في الجانب الميداني منها أنها في خواتيمها لجهة السيطرة على الأرض، لكن ماتم صياغته في هذه الخواتيم هو أكبر ربما لجهة المدلولات والرسائل والأبعاد من كل المراحل السابقة.
للبحث أكثر ولفهم تفاصيل الدور الروسي القادم إن صح التعبير، يمكن الاستدلال مما يكثر الحديث عنه إسرائيلياً وتحديداً الإعلام الذي هو بطبيعة الحال مرآة تعكس بشكل دقيق كل مايدور في دوائر القرار والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فعندما يقدم مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية الإسرائيلية ورقة بحثية يتحدث فيها عن خطر الجانب الإيراني وتعاظم دوره ودور حلفائه في المنطقة، وأن استراتيجية إسرائيل هي مواجهة إيران بالتشاور مع الولايات المتحدة وروسيا، وعندما يكتب ليفانون السفير الاسرائيلي الأسبق في مصر مقالاً في صحيفة إسرائيل هيوم المقربة من نتنياهو يكشف فيه أن الأسد يبني على الأرض السورية قدرات عسكرية لإيران لمهاجمة ” إسرائيل” ،وأن تغيير هذه المعادلة هو ضروري من خلال استمرار الغارات على سورية ” بتفهم روسي” والايضاح للأسد بأن نظامه في خطر وهو ماسيكون كفيلاً في النهاية باستيلاد ضغطاً من الأسد على إيران وحزب الله لتقييد أنشطتهم في الداخل السوري، مقابل الوحدة الإقليمية للأراضي السورية، وأن يناقش المجلس السياسي والأمني المصغر ( الكابينيت) وفي ذروة الأزمة الصهيونية في الداخل المحتل، مسألة إسقاط الأسد أو بقائه ومسألة تقسيم سورية أم دعم وحدتها كما كشف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق عيران عتصيون ، كل ذلك يوصلنا لرأس الخيط في تفكيك صورة السلوك الروسي، وهذا ماينسحب اسقاطاً على مايقوله الاعلام الاسرائيلي، على مايحدث في الشمال من سرقة أميركية للنفط وهي ( أي أميركا) ليست بحاجة أصلاً إلى ثلاثين مليون دولار شهرياً مقارنة مع ماتنتجه وقد أصبحت من الدول الرئيسة المنتجة للنفط على مستوى العالم، وكذلك تعنت التركي واستطالة أهدافه في الشمال “وبتفهم روسي”، هو له ذات المدلولات على طبيعة وماهية المرحلة التي ربما يقودها الروس ويدعمها الأميركيون والاسرائيليون والسعوديون على قاعدة أن كل تلك ” الظواهر” والمشاهد التي تحدث بتفهم او ربما دعم أو غض طرف أو تجاهل روسي أو… والأسماء كثيرة هي بهدف اقناع والضغط على الأسد بقبول التخلي أو بالحد الأدنى الطلب الرسمي من الإيرانيين وحزب الله بالمغادرة الكاملة من الأراضي السورية ولاسيما أن الهدف الرئيس من تواجدهم قد انتهى مع السيطرة شبه الكاملة على الجغرافية السورية، مقابل أن تصبح تلك المشاهد( سرقة النفط – التعنت التركي – ادلب – الغارات الإسرائيلية) من الماضي، المقرون بطبيعة الحال فيما لو فشل هذا المسعى باستمرار الصمت الروسي، الذي من المؤكد أنه لن يشن حرباً على تركيا ولا على الولايات المتحدة، ولن يكاثر “موقفاً قومياً” حيال إسرائيل ، وربما أكثر من ذلك وتحديداً فيما يتعلق بالحل السياسي والدستور.
كثرة الحديث عن عودة سورية للجامعة العربية وللمنظومة العربية، هو لكي يُصرف سياسياً على حساب العلاقة مع طهران، وهو مايدعمه ربما الجانب الروسي الذي يوطد علاقته كثيراً مع هذه المنظومة ولاسيما المملكة السعودية هذه الأيام ، والقادمات ستكشف أكثر إذا ماكان ثمة قلق بالفعل، أو مايجعل العيون يقظةً لاتنام.
رأي اليوم

إقرأ أيضا: قوة سوريا… حرب وحصار ومضاربين… والكنز السوري يعبر بالبلاد إلى بر الأمان