الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

تذاكر السورية للطيران أغلى من الإماراتية بـ 230 دولار.. صدق أو لا تصدق!

تذاكر السورية للطيران أغلى من الإماراتية بـ 230 دولار.. صدق أو لا تصدق!

شام تايمز

بدأت القصة عندما توجهت مجموعة من المواطنين السوريين المقيمين في دولة الإمارات إلى (تشرين) لفتح موضوع استخدام المسافرين السوريين الموجودين في الإمارات لشركات الطيران الإماراتية بسبب فارق في سعر تذكرة الطيران بين السورية والإماراتية يصل إلى نحو 50%! الأمر الذي يفقد مؤسسة الطيران السورية مئات آلاف الدولارات سنوياً، خاصة إذا ما علمنا أن عدد المقيمين السوريين في الإمارات يصل إلى نحو 250 ألف مقيم سوري تبعاً إحصاءات الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب.

شام تايمز

مقيمون في الإمارات طرحوا عدة تساؤلات منبعها الغيرة على قطاع سوري رسمي خاصة وهم يرون دولتهم تحاربها كبرى دول العالم، ويعتقدون أنه بعلاج هذا الخلل قد تتحقق عوائد بالقطع الأجنبي البلد في أمس الحاجة لها، وذلك من خلال تخفيض أسعار التذكرة لتنافس مثيلاتها من شركات أخرى.

أما السورية فتسوّغ الأمر على طريقة «فسر الماء بعد الجهد بالماء»، وتعيد الأمر إلى ارتفاع التكاليف وبطريقة غير مقنعة.
هنا.. حاولنا طرح موضوع «تطفيش» ركاب السورية إلى شركات أخرى دون مبرر، وحاولنا الوقوف على الأسباب وهذا ما عدنا به.

أسعار مرتفعة

يقول نائل الرزج (مواطن سوري يعمل ويقيم في الإمارات) إن قيمة بطاقة السفر من الإمارات إلى دمشق على السورية للطيران وبقية الشركات السورية، وفي الدرجة السياحية العادية، تبلغ 1700 درهم، أي ما يعادل 500 دولار (275 ألف ليرة)، (هذه الأسعار حُسبت حين كان سعر صرف الدولار 550 ليرة)، وهذا السعر خارج المواسم، أي في الفترات التي يقل فيها السفر قبل وبعد شهري تموز وآب، بينما سعر البطاقة من الإمارات إلى مطار بيروت وفي الفترة ذاتها، 700 درهم، أي ما يعادل 270 دولاراً (148500ليرة)،

وفي المواسم، يرتفع سعر البطاقة في الشركات السورية إلى 2200 درهم، أي نحو 650 دولاراً (357500 ليرة)، بينما يكون في الطيران الإماراتي بين 1000 و 1200 درهم، أي نحو 350 دولاراً (192500 ليرة)، (أرخص من سعر السورية من دون موسم)، لذا، فالمنطقي أن يختار المسافر السوري الطيران الإماراتي بكل مزاياه، مع إضافة مبلغ 100 دولار (55000 ليرة) أخرى قيمة سيارة الأجرة من بيروت إلى دمشق، ونكون بذلك قد وفرنا 130 دولاراً (71500 ليرة) من ثمن تذكرة السورية للطيران.
إ
لى بيروت.. طِرْ

وأضاف الرزج الذي يدير إحدى الشبكات الإخبارية المرخصة على موقع «فيس بوك»، أنه تواصل مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في الإمارات، وحصل على أعداد السوريين المقيمين بشكل نظامي، وقد بلغ عددهم 250 ألف سوري – عدد طلاب – يزورون بلدهم الأم سورية بانتظام، هذا غير المخالفين وغير الزائرين، والمنطق يقول إن الأغلبية العظمى من المذكورين يتبعون طريق الإمارات – بيروت – دمشق،

اقرأ المزيد في قسم الاخبار

لأنهم بهذه الطريقة سيوفرون مبالغ غير قليلة، وخاصة إن كانوا من أصحاب الأسر الكبيرة، ويضرب نفسه مثالاً، موضحاً أنه في حال كانت بطاقته مدفوعة من قبل الشركة الإماراتية التي يعمل فيها، فإنه يفضل السفر على السورية للطيران، لكنه يرسل عائلته المؤلفة من خمسة أشخاص بالطيران الإماراتي، ويكون بذلك قد وفّر نحو ألف دولار لينفقها في سورية، إضافة إلى أن الحجز من سورية أغلى بـ 50 دولاراً من الحجز من الإمارات، لذا، فالمسافر يحاول حجز رحلتي الذهاب والإياب من الإمارات.

ما سبق يفتح أبواباً جديدة للنقاش ولحساب خسائر أخرى، خسائر قد لا تكون فرعية كما تبدو، فلو تم حساب ما ينفقه المسافر السوري في مطار بيروت بدلاً من مطار دمشق، وما يستفيد منه قطاع سيارات الأجرة اللبناني بدلاً من السوري، وما يتم دفعه في الفنادق اللبنانية بدلاً من السورية، لوجدنا أن الخسارة كبيرة ومتعددة، ولا ننسى أنها خسارة قطع أجنبي نحتاجه بشدة.

ردّ رسمي.. جداً

سؤال أهمّ وأخطر، طرحه أحد الذين التقيناهم وهو مادامت أغلبية جاليتنا موجودة في الشارقة، وأغلبية السفر يتم من الشارقة، فلماذا رحلات الشركات الخاصة من الشارقة وإليها أكثر من رحلات السورية للطيران بكثير؟ ولماذا يُهمل سوق بهذا الحجم؟
نقلنا كل ما سبق إلى مؤسسة الطيران العربية السورية، مع أسئلة إضافية تتعلق بموضوع التخفيضات المتبعة في أغلبية الشركات، وبالضعف الشديد في الترويج لخدمات الشركة التي – بعضها – تنفرد بها عالمياً تقريباً.

فجاء الرد روتينياً جداً، ولم يدخل إلى عمق المواضيع التي أثارتها أسئلة المغتربين السوريين ونحن معهم:
عن موضوع التسعير وآليته وسبب ارتفاع سعر التذكرة، جاء الجواب على النحو الآتي:

(إن أسعار تذاكر السفر في مؤسسة الطيران العربية السورية يتم وضعها وفقاً لآلية مدروسة، تعتمد على تكلفة التشغيل التي تردنا من مديرية التخطيط والدراسات الاقتصادية في المؤسسة، ووفقاً لوضع السوق في كل محطة وخلال كل موسم (مرتفعاً أو منخفضاً) مع الأخذ في الحسبان تحقيق الجدوى الاقتصادية من التشغيل).

ولم يفصل الرد أو حتى يجمل تكاليف التشغيل التي أرجع إليها السبب.. وتابع:

(إن أسعار تذاكر الطيران تعتمد في حسابها على تكاليف التشغيل التي تقدر بالدولار الأمريكي، ويتم تحويل سعر التذكرة إلى الليرة السورية وفقاً لمعادل سعر الصرف الوارد من مصرف سورية المركزي، إذ كان سعر الصرف قبل الحرب المفروضة على سورية (1 دولار=47 ل.س)،

بينما سعر الصرف حالياً وفقاً لنشرة أسعار صرف الطيران (1دولار=436 ل.س)، وتالياً، فإن التذكرة التي سعرها 400 دولار كانت تعادل (400×47=18,800ل.س) قبل الأزمة، وأصبحت التذكرة نفسها تعادل (400×436=174,400 ل.س)، علماً أن المؤسسة قامت بتخفيض أسعار التذاكر بالدولار الأمريكي للسفر من وإلى الكثير من المحطات الخارجية لامتصاص فارق سعر الصرف الذي ازداد بشكل كبير).

أيضاً هنا، كان الرد هو مجرد عملية حسابية لفرق سعر صرف الدولار قبل وبعد الأزمة، وتمنينا لو تم تزويدنا بأمثلة بعينها عن التخفيضات التي قامت بها المؤسسة حسب الرد.

تناقض معلومات

أما عن السؤال الأهمّ، حول ترك سوق الشارقة لشركات أخرى، والتركيز على دبي برغم ارتفاع تكاليفها قياساً بالشارقة، فقد نفت المؤسسة المعلومات الواردة، مؤكدة أن (دبي هي المحطة ذات الطلب الأكبر من قبل المسافرين في سوق الإمارات، وأن تسيير الرحلات الإضافية من وإلى المحطات الخارجية خلال فترات الضغط، يتم بالتنسيق مع المديرين الإقليميين والممثلين التجاريين لتلبية الطلب المتزايد على السفر في تلك الفترات (أفراداً ومجموعات) وذلك وفقاً لمتطلبات السوق في كل محطة، وحسب الإمكانية الفنية المتوافرة لطائرات المؤسسة).

وهنا، عُدنا إلى المغتربين الذين كانوا أساس الموضوع، فكانت دهشتهم واضحة من المعلومة، وأكدوا أن العكس هو الصحيح تماماً، إذ من مصلحة أي مسافر إلى الإمارات، التوجه إلى الشارقة حتى لو كان مقيماً في دبي، لسبيين، الأول: إن الرحلة أرخص من حيث كلفة الخدمات الأرضية وأن معظم السوريين مقيمون في الشارقة وثانياً: إن المسافة بين الإمارتين (دبي والشارقة) قصيرة، أي إن المسافر لن يتكبد الكثير من العناء قياساً بفرق التكاليف، وكذلك المطار صغير ولا يحتاج المسافر فيه وقتاً طويلاً للانتهاء من كل الإجراءات، بينما يحتاج في مطار دبي الكبير جداً إلى نحو ساعة ونصف الساعة للانتهاء من الإجراءات ذاتها.

ويتابع ردّ المؤسسة: (فيما يخص سوق الإمارات من حيث تكاليف تشغيل الرحلات، فإن تكاليف محطة دبي لمرحلة (دمشق- دبي- دمشق) هي أقل من تكاليف محطة الشارقة لرحلة (دمشق – الشارقة – دمشق) أو من رحلة (اللاذقية – الشارقة – اللاذقية) وفقاً لنشرة تكاليف التشغيل الصادرة عن مديرية التخطيط والدراسات الاقتصادية في المؤسسة، علماً أن أسعار التذاكر من وإلى محطات الإمارات (أبوظبي – دبي – الشارقة) متساوية).

هذه النقطة بالذات، نُقضت على لسان اثنين من موظفي السورية للطيران ذاتها، ففي اتصال هاتفي مع معاون مدير العمليات الأرضية حسان فياض، سألناه فيه عن سبب ارتفاع تكاليف رحلة دبي قياساً بالشارقة، فقال إن بعض المسافرين يفضلون مطار دبي بسبب خدماته وتسهيلاته الكثيرة، لكن ارتفاع التكلفة أو انخفاضها يكونان حسب المطار وبموجب اتفاقيات بين الشركات، والمطار الذي يشهد ضغطاً كبيراً من الطبيعي أن تكون تكلفته أكبر، خاصة أن مطار دبي من المطارات العالمية الشهيرة.

مصدر من داخل المؤسسة فضّل عدم ذكر اسمه، تساءل: إن كانت رحلات دبي مطلوبة أكثر، فما المانع من إدراج رحلة إليها من مطار اللاذقية، علماً أن هناك رحلة دائمة في البرنامج من اللاذقية إلى الشارقة؟

وأضاف: خلال الموسم الرئيس، أي شهري آب وأيلول، كان هناك أربع رحلات يومياً للشركات الخاصة إلى الشارقة، وبأسعار تفوق أسعار السورية، بينما تغيب السورية عن الخط تماماً ولم يتم إضافة أية رحلة.. صحيح إن رحلاتنا ممتلئة، لكنها ممتلئة لأننا لا نملك سوى طائرتين، ولأن عدد الشركات الخاصة لا يزال قليلاً جداً، لكن هذا لا يسوّغ غيابنا أبداً.

تخفيضات غير معلنة

وعن العروض والتخفيضات التي تساعد في الترويج للمؤسسة، وزيادة الطلب عليها، قال رد المؤسسة: (قامت المؤسسة بتطبيق درجات سعرية مختلفة تتدرج من الأسعار المنخفضة صعوداً، ويتم البيع على هذه الدرجات وفقاً لوضع السوق خلال المواسم المختلفة، وهذه السياسة السعرية مطبقة لدى كل شركات الطيران العربية والأجنبية, إضافة إلى طرح أسعار تشجيعية خلال مواسم الركود تتناسب مع الأسعار المطروحة من قبل الشركات الأخرى).

أيضاً هنا، لم تُغنِ المؤسسة ردها بأرقام وأمثلة تثبت صحة ما تقوله، واكتفت بالعموميات، وقال المصدر ذاته من المؤسسة: تخفيضاتنا تتحكم بها مصالح القائمين على المؤسسة، وهي أساساً غير متاحة للبيع، ولا يعلم بها الزبون لأنها غير مذكورة على موقع المؤسسة، وتستخدم للمعارف والأقارب، وهذا يشبه ما يحدث عندما تدخل إلى أحد مكاتبنا وتطلب منه تذكرة سفر إلى دُبي مثلاً، فيكون الجواب بأن الرحلة ممتلئة، حينها ليس عليك سوى أن تقصد أحد مكاتب الطيران الخاصة، وأن تطلب الطلب ذاته وعلى طيران السورية، فيتم الحجز بقدرة قادر، برغم أن الرحلة يفترض أن تكون ممتلئة؟! والحقيقة أن الأمر يوحي باتفاق غير معلن مع المكاتب الخاصة لتحقيق نسب عمولات!

أين الترويج للمؤسسة؟

معرفتنا بميزات تكاد تنفرد بها مؤسسة الطيران العربية السورية على مستوى العالم، دفعنا إلى السؤال عن سبب عدم الترويج لهذه الميزات التي لا تعرفها إلا قلة قليلة، فجاء الرد على سؤالنا، كالردود على الأسئلة السابقة:

(اتبعت المؤسسة سياسة تسويقية جديدة تواكب بقية شركات الطيران من خلال تطبيق درجات سعرية وتم إطلاق الموقع الإلكتروني المحدث للمؤسسة الذي يقدم لمحة تعريفية عن المؤسسة، ويتم من خلاله التعريف بنشاطات المؤسسة من حيث المحطات التي تشغل إليها المؤسسة وبرامج التشغيل والأسعار والعروض التي يتم طرحها, وتم ربط الموقع مع برنامج الحجز حيث يمكن للمسافر أن يقوم بالحجز عن طريق الموقع الإلكتروني).

وكي لا نُتهم بأننا لا نرى إلا التقصير، ولا نثمّن الجهود المبذولة، والميزات التي وصفناها في بداية الفقرة بالفريدة، طلبنا من المؤسسة تزويدنا بها، لكن للأسف، انتظرنا وصولها أكثر من عشرة أيام.. لكنها لم تصل حتى اللحظة.

وكما يُحسب لمؤسسة الطيران السورية صمودها وبقاء خدماتها من مبدأ (الجود بالموجود)، يؤخذ عليها التعامل بمبدأ (لسنا الأفضل لكننا الوحيدون)، إذ إن التوقف عن التطوير وعن مجاراة الواقع التنافسي لعالم الطيران ولو بأبسط الأمور، لا بد من أنه سيتسبب بالخسارة، فمنطق الأمور، والتجارب، يؤكدان أن التاجر المحارَب يحاول ترويج بضاعته بشكل أكبر، معتمداً على طرق جذب جديدة، أولاها تخفيض أسعارها. صحيح أن هذه الإجراءات القسرية لن تحقق له ما يريد من مرابح، لكنها على الأقل ستضمن عدم خسارته.

تشرين

شام تايمز
شام تايمز