الثلاثاء , أبريل 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سوريا: مرحبًا بخلف الحريري

سوريا: مرحبًا بخلف الحريري

لطالما كان اللاعب السوري حاضرًا بتشكيل حكومة لبنان، حتى أنّه كان دومًا أحد المشاركين الأساسيين فيها.

هذا قبل العام 2005، أما بعده، فسُحِبَت الأيادي السورية من الداخل اللبناني لصالح أيادٍ شقراء أكثر حينًا، وأكثر سمرةً في أحيانٍ أخرى.

وكان لخروج السوريين من لبنان أن يكشفَ عقم اتفاق الطائف في حل الأزمات، فبات تشكيل الحكومات يحتاج لأشهرٍ والإنتخابات الرئاسية يمتد الصراع لأجلها لسنتين ونيّف. ولكن هل كانت سوريا خارج إطار اللعبة اللبنانية؟ الأجوبة والمعطيات تقول، أنّها سعت لإخراج نفسها ولكن استمرَّ اللبنانيون في إقحامها مرة تلو أخرى بشؤونهم.

ومع الكلام عن اقتراب ولادة حكومة ما بعد 17 تشرين الأول، يتحدّث الجميع عن توافقٍ ايرانيٍّ أميركيٍّ غير مباشرٍ أنتجَ تسمية حسان دياب، وسينتج تشكيلةً من وزراء التكنوقراط، ولكن ماذا عن سوريا؟

يكشف مصدرٌ سوريٌّ رفيعٌ لـ”ليبانون ديبايت”، ارتياح سوريا لتسمية حسان دياب، معتبرًا، أنّ هذه التسمية تُرضي معظم الأطراف اللبنانية ولاسيّما الشارع، حيث لا بدّ للسلطة السياسية الإنصياع لرغبة الحَراكِ النظيفِ الذي يعبّر عن هموم وشجون اللبنانيين.

في هذا السياق، يؤكد المصدرُ، أن ليس هناك أي علاقة تجمع مسؤولين من الدولة السورية بالرئيس المُكلَّف تشكيل الحكومة، ولكن يأتي الإرتياح انطلاقًا من ثقة سوريا بحلفائها وعلى رأسهم حزب الله وتيار المردة وكتلة اللقاء التشاوري.

ولا يخفي المصدر السوري، فرحته بعدم تسمية الرئيس سعد الحريري، لكنه يعلّلها بحاجة لبنان لشخصيةٍ قياديةٍ قادرة على إبعادِ شبحِ الهيمنة الخارجية عنه، ويكون بمقدورها انتاج حلولٍ اقتصاديةٍ حقيقيةٍ وبنّاءةٍ، وهو ما ليس بمقدور الحريري إنجازه.

اقرأ المزيد في قسم الاخبار

هذا ويعتبر المصدرُ، أنّ الحريري لطالما وقفَ سدًّا منيعًا بوجه العلاقات الرسمية بين الدولتَيْن، فيما لم يستطع وقف التبادل الإقتصادي الإجتماعي العضوي بين “الشعب الواحد” على طرفَيْ الحدودِ.

وفي الإطار نفسه، يرى أنّ أبرزَ تحدٍ اليوم أمام حكومة لبنان يكمن في موضوعِ اعادة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم، كاشفًا، أنّ دمشق ترحّب برئيس حكومة لبنان، فاتحةً أبوابها للتعاون والتنسيق لما فيه مصلحة البلدَيْن.

فإذًا، أمام حسان دياب تحديات عدّة بإمكان سوريا معاونة حكومته، في حال تشكيلها، على حلّها. فهل يجرؤ إبن الجامعة الأميركية على زيارة الدولة التي تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية؟

مصدرٌ من فريق الثامن من آذار، يؤكد، أنّ حسان دياب سيتّخذ الخطوات التي يراها مناسبة، من دون أن يرجّحَ فكرة زيارة الرئيس المكلّف لدمشق قريبًا.

فبين تزكية اقليمية للرجل من جهة، وبين تباينٍ في موقفِ الشارعِ اللبناني، تترقّب دمشق ما يحصل في بيروت حتى تبني على الشيء مقتضاه، حيث تطغى سمة الإرتياح على المشهد “رحل الحريري فمرحبًا بأي كان غيره”

“ليبانون ديبايت” – صفاء درويش