الثلاثاء , أبريل 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

لماذا روجت قناة “العربيّة”لحقائق مفبركة عن “كورونا”..وهل تمت صناعته في المُختبرات الأمريكيّة؟

لماذا روجت قناة “العربيّة”لحقائق مفبركة عن “كورونا”..وهل تمت صناعته في المُختبرات الأمريكيّة؟

شام تايمز

يُمارس الإعلام بجميع أنواعه المكتوبة، والمسموعة، والمرئيّة، دوراً يُفترض توعويّاً، وتحديداً في أوقات الكوارث الطبيعيّة، أو البشريّة، وحتى الأمراض المُعدية، والعالم اليوم بُحلول العام الجديد 2020، يشهد انتشار فيروس كورونا، لكن الإعلام العربيّ، اختار بعضه نهج التّهويل، ونشر الرعب بين مُتابعيه، إلى درجة وضع خيار عدم النّجاة من الفيروس نهائياً، الذي بات مُجرّد ذكر اسمه يُشكّل رُعباً، ووسواساً قهريّاً للبعض خلال التّعاملات اليَوميّة.

شام تايمز

لا شك أنّ فيروس كورونا الجديد أو المُستجد ما يُسمّى علميّاً بمُتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، مرضٌ قد يكون قاتلاً، وهو سلالة جديدة “لم يتم تحديدها من قبل لدى البشر” بحسب توصيف منظمة الصحّة العالميّة في ظِل تزايد أعداد ضحاياه، وتحديداً في الصين، وانطلاقاً من مدينة ووهان، وهو مرضٌ يُصيب الجهاز التنفّسيّ ويُلحِق أضراراً بالرئة، وينتقل من الحيوان إلى الإنسان، ويبدو أنّ ثمّة هُنالك ترجيحات تقول إنّ سبب انتشار المرض، يعود لأكل الحيوانات البريّة، والبحريّة، فالصينيّون كما قال دليل سياحي على إحدى الشاشات، يأكلون كل شي يسير ويزحف ويطير على الأرض، عدا طاولة الطعام، وهو ما قد يُشكّك برواية تسلّل المرض من مختبر بيولوجي صيني، كانت قد حذّرت منه الولايات المتحدة الأمريكيّة قبل خمس سنوات.

نظريّة المُؤامرة الدينيّة، والسياسيّة، دخلت على خط أفكار مُتتبّعي المرض، فالسياسيّة ذهبت إلى تصنيع هذا الفيروس في المُختبرات الأمريكيّة، ومن ثم نشره في الصين، على أساس مُحاصرة الصين بذلك المرض، وإغلاق أسواقها التجاريّة، والاقتصاديّة التي فرضت نفسها كأقوى اقتصاد ثاني في العالم، وضمن سِياق الحرب التجاريّة الأمريكيّة- الصينيّة، وبالنّظر إلى واقع تلك النظريّة دون وجود دلائل علميّة لتأكيدها تماماً، فالصين بفعل الفيروس القاتل باتت معزولةً عن العالم، يتجنّب الجميع التعامل مع مُواطنيها، المصانع وإنتاجها وأسواقها مُتوقّفة، وأُجِّل إعادة فتحها بعد العطلة السنويّة لأسبوع، وتزامن ذلك التأجيل مع احتفالات رأس السنة الصينيّة في كُل عام، هذا عدا عن الخسائر الماليّة التي تتكبّدها لمُكافحة الفيروس.

الأسواق العربيّة التي تعتمد أسواقها على الاستيراد، وانعدام الإنتاجيّة، بدأت الحديث عن البحث عن بدائل للبضائع الصينيّة، من الملابس، والأحذية، وحتى الكمامات الطبيّة الواقية كلها صناعة صينيّة ولا بدائل عنها، والسوق الأردني على سبيل المثال وتجّاره، بدأوا يتحدّثون عن مدى اكتفاء السوق المذكور (الأردني) وتلبية احتياجاته من بضائع الصين، وأنّ تلك البضائع تكفي لمُدد زمنيّة تصل إلى ستّة شهور، حيث التّعاقد عليها جرى قبل أزمة كورونا، وإغلاق المصانع الصينيّة، وما بعدها تأمل تلك القطاعات أن تُعلن الحكومة الصينيّة عن القضاء على الفيروس، أو التقليل من أضراره المُميتة، ومُحاصرته، ولا بدائل عن البضائع الصينيّة في كُل الأحوال، وعليه ربّما يُواجه السوق الأردني توقّفاً ما فيما لو مارست “كورونا” ضغطها الاقتصاديّ على الإنتاجيّة الصينيّة.

نظريّة المُؤامرة الدينيّة أيضاً حاضِرة، فالمُسلمون أو بعضهم يجدون في هذا الفيروس الذي ضرب الصين، وتبعه تفشّي انفلونزا الطيور، ما دفع الصين إلى إعدام عشرات آلاف من الدجاج، إلى جانب الزلزال الذي ضرب مدينة صينيّة، عدّه هؤلاء انتقاماً من الله، لأفعال الحكومة الصينيّة بأقليّة الإيغور، وتصديق تفسير هذه المُؤامرة الإلهيّة، لعلّه كان صعباً عند آخرين، أكّدوا أن انتشار هذا الفيروس ليس حكراً على الصين، وقد يصل إلى الدول العربيّة الإسلاميّة، كما أنّ هُناك الشعب الفلسطيني الذي يُواجه “صفقة القرن”، واحتلال بلاده، ولم يُسلّط الله على عدوّه مرضاً أو سقماً، بل ويزدادون قوّةً، وهو جدل بيزنطي افتراضي، رصدته “رأي اليوم” على المنصّات العربيّة.

الصين من جهتها، انتقدت الولايات المتحدة الأمريكيّة، وفرضها قيوداً على المُواطنين الصينيين لدُخولها أراضيها، وكانت أمريكا أوّل من قامت بإجلاء طاقم قنصليّتها في مدينة ووهان، وسحب جزئي لطاقم السفارة، بل وهاجمت المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة هوا شونيانغ الاثنين الولايات المتحدة، بالقول إنها لم تُقدّم مُساعدةً مُهمّة، واتّهمت واشنطن ببث الذّعر في ردّة فعلها على انتشار الفيروس، واعتبرتها نموذجاً سيّئاً، وهو لعلّه ما يطرح التّساؤلات حول أسباب هذا الهُجوم الصيني العنيف، واستشعار صيني لدور أمريكي ما أقلّه في صناعة الوهم، وبث الذّعر، وتضخيم العجز الصيني في مُواجهة المرض، خدمةً لمصالحها، وتقديم الخِلاف الاقتصادي وحتى السياسي على المصلحة الإنسانيّة.

وفيما يُثار جدل، حول فائدة ارتداء الأقنعة الطبيّة (الكمامة) من عدمها، وقُدرتها على منع تسلّل الفيروس إلى الجسم غير المُصاب، أكّدت الناطقة شونيانغ أنّ بلادها بحاجةٍ عاجلةٍ إلى مواد مثل الأقنعة والنظارات، وبدلات الوقاية، بينما تقول آخر الإحصاءات التي أعلنتها الحكومة الصينيّة إنّ أكثر من 17 ألف شخص أُصيبوا بالوباء، وتجاوز عدد الوفيّات 360.

بالعودة إلى تقدمة التقرير حول التباين الإعلامي في التعامل مع فيروس كورونا، وتحديداً العربي منه، كان لافتاً أنّ قناة “العربية” فيما يبدو اختارت المسار الأمريكي في التّهويل من المرض، فحتى قبل ساعة من كتابة هذه السطور، نشرت القناة السعوديّة تقريراً مرئيّاً تحت عُنوان حقائق يجب أن تعرفها عن الفيروس القاتل.

تابعت “رأي اليوم” التقرير الذي كان من دقيقتين وأرفق في خلفيّته موسيقى حماسيّة، تحدّثت فيه القناة عن إعلان منظمة الصحّة العالميّة أعلنت حالة الطوارئ، وخدمة “جوجل” وضعت خدمات خاصّة لتتبّع أماكن الفيروس حول العالم، وهذا كلّه في السياق الخبريّ الصّحيح، ومن ثم دخلت القناة إلى ما أسمتها الحقائق عن الفيروس، ولم تذكر هُنا مصدراً طبيّاً موثوقاً لتلك الحقائق “المُرعبة”.

الفيروس قادرٌ على الحفاظ على حياته لمُدّةٍ تصل إلى ستّة أيّام على الأسطح الجافّة، وفي البيئة السائلة، مما يعني تفسيراً أنّ جميع تلك الأسطح دون استثناء في حال تلوّثها قد تكون سبباً كافياً للفتك بالإنسان وإصابته بالفيروس، وهو تعميمٌ مُرعبٌ يحتاج تفسيراً طبيّاً للأخذ به من عدمه مع اختلاف الأعمار وتفاوت الصحّة العامّة بين الأفراد، ينتقل الفيروس بين الأشخاص “بسهولة” لمُجرّد التنفّس، وليس عن طريق العطاس والسعال والتعامل مع المرضى عن قُرب والاختلاط بهم، وهذا يعني تفسيراً جازماً بعدم القُدرة على اتّخاذ احتياطات السلامة، فبمجرّد السّير بشارع مدينة ينتشر فيها الفيروس ممّا يعني الموت المُحتّم.

حقيقةٌ ثالثة قدّمتها القناة دون مصدر تشابه أعراض الانفلونزا العاديّة بأعراض الكورونا، ولا يُمكن التمييز بينهما إلا من خلال الفحوص المجهريّة، وهو ما ينسف النصائح الطبيّة التي تحدّثت عن تمييز الفيروس القاتل من خلال ارتفاع درجة الحرارة، وضيق التنفّس الحاد، وبعد تلك الحقائق التعجيزيّة غير التفصيليّة، التي قدّمتها المحطّة عن المرض، نصحت بالابتعاد عن الأسطح المُلوّثة، المُداومة على غسل اليدين بالماء والصابون، عدم التعرّض لعطاس شخصٍ آخر، استخدام الكمّامات في الأماكن العامّة والمُزدحمة.

بالبحث والتّدقيق، وعند الخوض تفصيليّاً بالحالات المُصابة، ووفق ما ذكر موقع “بي بي سي” عربي، نقلاً عن حساب يُديره أطبّاء يعملون بالصّفوف الأماميّة من مستشفى جينينتان في ووهان الصينيّة، وتفسير طبيعة إصابتها، تبيّن أنه لو وقعت الإصابة التي تبدو وفق حقائق “العربيّة” حتميّةً دون مهرب للجميع، وتخضع للتعميم دون التّفصيل في ظل حالة رعب وذعر، فإنّ هُناك تباين بأسباب حالات الإصابة وأسباب الوفاة، فعلى سبيل المثال، اثنين ماتا بالمرض كانا بصحّة جيّدة لكن الاثنين كانا مُدخّنين، وبالتالي الرئة عند كليهما مُتعبة، الرجال أكثر عُرضة للإصابة بالمرض بطريقة شديدة، فيما الهرمونات الجنسيّة تلعب دوراً مُهمّاً في المناعة عند النساء، كما ساهمت أمراض القلب والضعف المناعي أيضاً عند بعض الحالات بجعلهم أكثر تأثّراً بالكورونا.

اقرأ المزيد في قسم الاخبار

أخيراً، قد تجب الإشارة، إلى المُصادفة والمُفارقة، التي برزت إلى جانب تهويل الإعلام، وبعض العربي تحديداً القريب عادةً إلى الرواية الأمريكيّة، وسياساتها، حيث فيلم الدراما والخيال العلمي “كنتاجيون” (عدوى)، والذي تتشابه أحداثه مع وقائع تفشّي فيروس كورونا، واللّافت في كُل هذا، أنّ العمل عُرِض في العام 2011 أيّ قبل ظهور كورونا بتسع سنوات، وهي مُصادفةٌ قد تُعيد البعض بالتّأكيد إلى مُربّع المُؤامرات الأمريكيّة، وتوقيت تفشّي الفيروسات، والتي لا نُؤكّدها في تقريرنا هذا أو ننفيها، ونتركها للتأمّل.

“رأي اليوم”- خالد الجيوسي

شام تايمز
شام تايمز