الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

مبادرات سورية:”صورني وأنا ومو منتبه”تضيع الصالح بالطالح

مبادرات سورية:”صورني وأنا ومو منتبه”تضيع الصالح بالطالح

شام تايمز

ميساء رزق
انتشرت ظاهرة المبادرات الخيرية مع بداية الأزمة السورية،وقد اتخذت أشكالاً عديدة حسب كل حالة كانت ترافقها.
ومع ظهور أزمة كورونا خرجت المبادرات الخيرية لتتماشى مع هذه الحالة،هي بالمجمل أفعال قد تكون تحمل ذلك البعد الإنساني الجميل الذي يدعو للتكافل والتكاتف والإحساس بمعاناة المحتاجين لمساعدتهم بأشكال عديدة إن كانت مادية أو معنوية.
ولطالما كان فعل الخير مرحباً به ومطلوباً منذ بدء الخليقة وقد دعت إليه جميع الديانات السماوية والأخلاق البشرية،ولكن أن تفعل الخير وتدعم المحتاج لا يعني أن تطبل وتزمر لفعلك هذا وتذل من تقدم له العون،فللصدقة وفعل الخير أصوله وسريته المقدسة التي تعطيك جزاءك وتحفظ للمقدَم له ماء وجهه وكرامته.
وطفت مع “كورونا” مجموعة من المبادرات الجيدة والمشكور أصحابها عليها،وهي لا تخلو من حسن نية مطلقها والقائم عليها ولكن بالمقابل ظهر العديد منها التي استعرض أصحابها أفعالهم أمام عدسات المطبلين والمستفيدين وبات توزيع ربطة الخبز استعراضاً بابتسامة العاطي وغصة المعطى له التي وثقتها العدسات.
حدث أنه قد يكون ظُلم بعض من بادروا بالإساءة لأفعالهم عن قصد أو بدونه، ولكن بالعموم استغلال حاجات العباد لغايات ومآرب شخصية ودعائية أمراً مرفوضاً جملة وتفصيلاً.
بالمحصلة،معروف على الشعب السوري حبه لبعضه وتآخيه وإحساسه الصادق بظروف بعضهم ووقوفهم على مر المآسي يداً بيد،ولكن قلة متباهية تضيع المعروف وتسيئ للعملية الإنسانية وتذهب هيبة العمل الخيري بالاستعراض الزائف.
نحن هنا لن نبخس حق فاعلي الخير الحقيقيين ومبادراتهم الصادقة وما أكثرهم،ولكننا نشير لقلة أفقدت العمل الخيري معناه وقدسيته وسريته.
وفي الختام،بادروا وتصدقوا وساعدوا بعضكم البعض ولكن لا تجاهروا وتتصوروا وتذلوا.
المشهد

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز