الثلاثاء , أبريل 23 2024

الفاتنة التي رفضت الجنسية التركية، تعرف على در الشهوار ابنة آخر الخلفاء العثمانيين

الفاتنة التي رفضت الجنسية التركية، تعرف على در الشهوار ابنة آخر الخلفاء العثمانيين

شام تايمز

لقد مر ما يزيد عن عقد من الزمن منذ أن توفيت التركية الفاتنة المعروفة بالأميرة “در الشهوار” في تركيا، والأميرة “برار” في الهند، التي كانت ابنة آخر الخلفاء العثمانيين وزوجة الأمير الهندي أعظم جاه ابن أغنى رجل في العالم في ذلك الوقت.

شام تايمز

غالباً ما كانت الأميرة تظهر في الصور وهي ترتدي الزي الهندي التقليدي، بدون مجوهرات أو مكياج، وتميزت بهيئتها الملكية وملامحها الحادة والجذابة بنفس الوقت والتي تذكر بأسلافها العثمانيين، كما عرفت بشخصيتها القيادية وحبها للعلم، وإتقانها لعدة لغات كالفرنسية والإنجليزية والأوردية إلى جانب اللغة التركية.

فلنتعرف معاً على هذه الأميرة الحسناء، ونكتشف سر رفضها للجنسية التركية بعد أن أصبحت متاحة لعائلة آل عثمان:

در الشهوار ابنة آخر الخلفاء العثمانيين

عاشت الأميرة خديجة خيرية عائشة در الشهوار سنوات قليلة في قصر “تشامليجا”، في منطقة أوسكودار بإسطنبول قبل أن يتم نفيها مع عائلتها من تركيا من قبل مصطفى كمال أتاتورك.

كانت در الشهوار محبوبة والدها الخليفة عبدالمجيد الثاني آخر الخلفاء العثمانيين، الذي حرص على رسم العديد من اللوحات لها وتعليقها على جدران القصر.

وبعد عشر سنوات من تاريخ مولدها (26 يناير/كانون الثاني 1914)، رحلت در الشهوار عن بلدها لتستقر مع عائلتها في مدينة نيس الفرنسية، وعن تلك الأيام كتبت الأميرة في مذكراتها قائلة:

“إلى أين نحن ذاهبون؟ ربما إلى مأساة غير متوقعة وربما إلى أيام غربة مملوءة بالجفاء والألم”.

لم تخطئ الأميرة الصغيرة في تخوفها من المجهول، فقد قضت مع عائلتها أياماً صعبة في فرنسا، ومع مرور الوقت أصبح وضع عائلة آخر الخلفاء العثمانيين تعيساً لدرجة أن بعض المنظمات الإسلامية ناشدت العالم الإسلامي تقديمَ يد العون لهم.

وبعد تلك المناشدات، منحه السلطان عثمان علي خان، نظام حيدر آباد، راتباً قدره 300 جنيه شهري مدى الحياة.

الفاتنة التي رفضت الجنسية التركية، تعرف على در الشهوار ابنة آخر الخلفاء العثمانيين
الفاتنة التي رفضت الجنسية التركية، تعرف على در الشهوار ابنة آخر الخلفاء العثمانيين

زواجها من ابن أغنى رجل في العالم

بعد أن بلغت الأميرة الفاتنة سن الزواج، تسابق الأمراء لخطبتها، وقد كان من بينهم ابن الملك فؤاد الأول ملك مصر وابن رضا شاه الأول من بلاد فارس.

لكنها في نهاية الأمر تزوجت من الأمير أعظم جاه ابن السلطان عثمان علي خان آخر حكام دولة حيدر أباد بجنوب الهند، والذي كان أغنى رجل في العالم آنذاك، إذ كان يملك سنة 1930 ما يُقدّر بمائة مليون جنيه إسترليني من الذهب والفضة إلى جانب ما قيمته 400 مليون جنيه إسترليني من المجوهرات.

أقامت در الشهوار حفل زفاف متواضع في نيس الفرنسية في العام 1931، وباتت تحمل لقب الأميرة برار، بينما تزوجت أختها الأصغر الأميرة نيلوفر من الأخ الأصغر لزوجها.

أنجبت در الشهوار ابنها مكرم جاه في عام 1933 والأمير مفخم عام 1939.

ويُعتقد أن السلطان من خلال هذه المصاهرة، كان يهدف إلى الحصول على الشرعية الإسلامية كخليفة مقبل للمسلمين.

عملها الخيري في الهند

كان الخليفة السابق عبدالمجيد الثاني قلقاً على ابنته وكان يخشى ألا تستطيع التكيف مع البيئة غير المألوفة في حيدر آباد، إلا أن در الشهوار كانت فتاة ذكية وسريعة التعلم، إذ تعلمت اللغة الأوردية وباتت تتحدثها بطلاقة خلال فترة وجيزة.

واستطاعت التأقلم بسرعة مع العادات والتقاليد الجديدة، فكانت ترتدي دائماً الساري الأنيق وحرصت على أن تبدأ مشاريع خيرية في بلدها الجديد “حيدر أباد”.

اهتمت الأميرة بشكل خاص بالنساء، فافتتحت مراكز تعنى بصحتهن وتعليمهن وناضلت في سبيل حقوقهن في العمل والمساواة مع الرجل.

كما افتتحت الأميرة أول مطار في الولاية وأنشأت مستشفى Durre-i-Shahwar للأطفال والنساء في المدينة القديمة.

حاربت لدفن جثمان والدها في تركيا

في عام 1944، توفي الخليفة السابق عبدالمجيد، وبدأ سعي درّ الشهوار المرير لدفن جثمان والدها في أرض أجداده.

فقامت الأميرة بزيارة لتركيا بصفتها الأميرة برار الهندية، وقابلت رئيس الجمهورية التركية آنذاك عصمت إينونو.

وعلى الرغم من حسن استضافته وحرمه لها، فإنها لم تستطع إقناعه بدفن والدها في تركيا، لكنها قررت الاستمرار في المحاولة، لذلك تم حفظ جثمان الخليفة عبدالمجيد الثاني في أحد مساجد باريس.

وفي عام 1954، قامت بزيارة ثانية لتركيا، واستطاعت أن تقنع عدنان مندريس، رئيس الحكومة آنذاك، بدفن جثمان والدها في تركيا .

لكن المجلس الوطني التركي علَّق البتَّ في هذه المسألة بعد معارضة بعض النواب، فتحطمت آخر آمال درَّ الشهوار بدفن والدها في مسقط رأسه، وقررت أخيراً دفنه بالمدينة المنورة.

رفضت الجنسية التركية

جارت الأيام مرة أخرى على درّ الشهوار عندما انهارت سلطنة حيدر آباد وضمَّتها القوات الهندية عنوة إلى الهند في عام 1948.

حينها توجهت الأميرة إلى لندن، التي قضت فيها معظم حياتها بعد ذلك وحصلت على الجنسية البريطانية.

وعندما سُمح لعائلة “آل عثمان” بالحصول على الجنسية التركية التي كانوا محرومين منها فيما مضى، لم تستطع درّ الشهوار أن تنسى رفض الحكومة آنذاك لطلبها دفن جثمان والدها بأرض أجداده، لذلك رفضت ابنة آخر الخلفاء الحصول على الجنسية التركية.

وفاتها

توفيت درّ الشهوار ببريطانيا في العام 2006م عن عمر يناهز 92 عاماً، وقد أوصت ولدَيها بدفنها بمقبرة المسلمين في لندن .

عربي بوست

ما الذي يخبرك به رقم يوم ميلادك عن أسرارك؟

شاركنا تعليقك على هذه المقالة في فيسبوك

شام تايمز
شام تايمز