الأربعاء , أبريل 24 2024

ألمانيا تتهيّأ لرفع تدريجي للقيود المفروضة بسبب كورونا

ألمانيا تتهيّأ لرفع تدريجي للقيود المفروضة بسبب كورونا

تستعد ألمانيا لرفع تدريجي للقيود المرتبطة بتفشي فيروس كورونا، مستفيدة من وضع أقل مأسوية نسبياً من الدول الأوروبية الأخرى خصوصاً مع معدل وفيات أقل. المستشارة ميركل ستقرر مع رؤساء حكومات الولايات كيفية العودة التدريجية.

في توصيات نُشرت اليوم (الإثنين 13 نيسان/ ابريل 2020)، دعت أكاديمية ليوبولدينا الوطنية للعلوم إلى عودة “على مراحل” إلى حياة أكثر طبيعية في حال “استقرت” أرقام الإصابات الجديدة بفيروس كورونا “عند مستوى منخفض” وفي حال “تم الحفاظ على تدابير النظافة الصحية”.

ومن المتوقّع أن تستند المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى توصيات هذه الأكاديمية واستنتاجاتها لتتّخذ مع رؤساء حكومات 16 ولاية ألمانية يوم بعد غد الأربعاء قراراً بشأن العزل المفروض منذ أواسط آذار/مارس والمقرر أن يستمر حتى 19 نيسان/أبريل.

كما أوصت أكاديمية ليوبولدينا التي تستند إلى آراء عدد كبير من الأخصائيين، بإنهاء إغلاق المؤسسات التعليمية المستمر منذ 16 آذار/ مارس “في أسرع وقت ممكن”، والبدء بالمدارس الابتدائية والثانوية. أما الامتحانات المدرسية فيمكن أن تجرى بما تيسّر، في حين يوصى بإبقاء غالبية دور الحضانة مغلقة.

كما شدد رئيس أكاديمية ليوبولدينا، غيرالد هاوغ، على أهمية إلزام الأشخاص بوضع الكمامات الوقائية في وسائل النقل المشترك إذا ما تم تخفيف القيود. وقال لمجلة دير شبيغل الألمانية “في المستقبل سيتعين على كل مواطن أن يضع كمامة وقائية على فمه وأنفه في كل مرة يتعذّر فيها التقيّد بتدابير التباعد الاجتماعي”.

وأكد على ضرورة “تجنّب موجة عدوى ثانية بأي ثمن”، علما أن حصيلة الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 في ألمانيا بلغت الإثنين 123016 وسط تراجع ملحوظ في أعداد الإصابات المسجّلة يوميا.

وتأتي هذه التوصيات في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى تخفيف القيود في بلد يتمسّك بشدة بالحريات العامة ويرزح اقتصاده تحت وطأة تداعيات الإغلاق.

دعت أكاديمية ليوبولدينا الوطنية للعلوم إلى عودة على مراحل إلى حياة أكثر طبيعية في ألمانيا في حال استقرت أرقام الإصابات الجديدة عند مستوى منخفض.

وكان وزير الصحة الألمانية ينس شبان قد أشار يوم أمس الأحد إلى إمكان تخفيف القيود المتفاوتة بين ولاية وأخرى والتي تطال سكان ألمانيا البالغ عددهم نحو 83 مليون نسمة وتسبب تداعيات كبرى على أكبر قوة اقتصادية في أوروبا. وقال شبان إنه بعد عيد الفصح “سننظر في كيفية العودة على مراحل” إلى حياة أكثر طبيعية، من دون أن يحدد ماهية القطاعات التي تتمتع بالأولوية.

ويطالب رئيس حكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا في غرب ألمانيا أرمين لاشيت المستشارة الألمانية بوضع “خارطة طريق” ترمي إلى “تطبيع” الأوضاع من أجل الخروج من القيود الصارمة. وتعد الولاية البالغ عدد سكانها 18 مليون نسمة من المناطق الأكثر تضررا من كوفيد-19 في ألمانيا. وقال لاشيت وهو حليف لميركل ومرشّح لرئاسة حزبها المسيحي الديموقراطي “نحن بحاجة إلى خارطة طريق ترشدنا نحو العودة إلى الحياة الطبيعية بكل مسؤولية”.

من جهتها أشارت الرئيسة المستقيلة للحزب أنيغريت كرامب – كارنباور إلى إمكان “اتخاذ خطوة أولى” نحو الخروج من الإغلاق بعد عطلة عيد الفصح”.

ويبدو أن البيانات الأخيرة لمعهد روبرت كوخ تؤكد حصول تحسّن طفيف في الأوضاع. وفي حين سجّلت ألمانيا 2799 وفاة بكوفيد-19 وهي حصيلة أدنى بكثير من جارتيها فرنسا وإيطاليا، تتباطأ وتيرة الإصابات اليومية الجديدة، وقد بلغت الإثنين 2537 إصابة.

وبات عدد المتعافين من كوفيد-19 في ألمانيا يتخطى عدد المصابين بالوباء، وهو ما يعدّ عاملاّ مشجّعاً لتخفيف القيود. لكن وزير الصحة حذّر من أن تداعيات فيروس كورونا المستجد ستستمر طويلاً مؤكداً أن “الفيروس سيبقى، وسيتعين علينا أن نتعايش معه”.

م.م/ أ.ح (أ ف ب)