الجمعة , مارس 29 2024

5 عادات طبيّة لن تصدّقوا أنها لازالت موجودة في سوريا

5 عادات طبيّة لن تصدّقوا أنها لازالت موجودة في سوريا

شام تايمز

ينتشر اليوم في مناطق مختلفة في “سوريا” عادات طبية غريبة يعتقد البعض أنها من حقب زمنية سحيقة ولم يعد هناك أشخاص يؤمنون بها بسبب وجود الطب الحديث، في حين رصد “سناك سوري” بعضاً من تلك العادات التي لازال قسم كبير من السكان في عموم البلاد يثقون بقدرتها على علاج العديد من الحالات المستعصية أفضل من الطب الحديث.
يفسر بعض الأطباء أن انتشار تلك العادات اليوم يعود لسببين رئيسيين، الأول هو عدم قدرة الطب الحديث على معالجة بعض الحالات المرضية فيتجه المريض بحالة يأس لهذا النوع من الاستطباب الذي لا أساس علمي له، خصوصاً بعد أن دمرت الحرب قسماً كبيراً من البنى التحتية والمرافق الصحية وقتلت وهجّرت الأطباء، أما السبب الثاني فهو يعود لعدم قدرة الفقراء في الأحياء الشعبية الفقيرة وفي المناطق المقطوعة البعيدة عن مراكز المدن دفع فواتير الطبيب باهظة الثمن.

شام تايمز

والآن سنذكر بعض تلك العادات :

استعمال اللسان في علاج العين

تعد طريقة لحس العيون من أهم الطرق العلاجية التي لازال قسم كبير في أجزاء من “سوريا” يستعملونها بعد أن لمسوا فشل الطب الحديث في علاجهم، ففي بلدة “الرفيد” بمحافظة “القنيطرة” تعد “أم هايل” 85 عاماً أشهر المعالِجات بهذه الطريقة، حيث تنظف عيون الناس من الأجسام الغريبة وذلك بلحس مُقل عيونهم بلسانها.
يرى قسم من السكان بأنها طريقة علاجية مقرفة لكنهم خلال سنوات الحرب والحصار كانوا يساقون لـ”أم هايل” مضطرون لتعالجهم بسبب ابتعادهم عن الأطباء أو لعدم قدرتهم دفع تكاليف الطبيب الباهظة الثمن، في حين تقبل “أم هايل” بباكيت دخان أجرة لها، فهي لا تتقاضى أجراً لذلك، وهي كما تقول لمرضاها أنها تعمل لله.

تنتشر تلك الطريقة بين الأشخاص كبار السن بشكل كبير، ففي “درعا” مثلاً تعد “أم أحمد البخت” 70عاماً في بلدة “تل شهاب” من النسوة اللواتي يساعدن الآخرين في لحس عيونهم من الأتربة والأوساخ التي تعلق في مقلهم جراء طبيعة عملهم ولا يجدون قدرة على استخراجها.
ولهذه الطريقة زبائن كثر، فـ “عمر” مثلاً هو أحد أبناء “القنيطرة”، ممن يزاولون مهنة البناء بالحجر، دخلت إحدى عينيه قطعة حجرية صغيرة وسببت له الأذى، قال في حديثه لـ”سناك سوري”: «لم أحتمل الألم، لهذا توجهت للحاجّة “أم هايل”، فقامت بلحس عيني، وحين انتهت استخرجت منها قطعة حجر صغيرة وهي الآن ولله الحمد جيدة ولم تعد تؤلمني».

يرى أطباء أن العلاج بتلك الطريقة قد يؤدي لمخاطر جسيمة تلحق الضرر في العين، إذ أن هذه العادة قد تتسبب في التهاب ملتحمة العين نتيجة عصارة الأطعمة الحمضية المتبقية في اللسان، كما أن طبقات اللسان الخشنة قد تتسبب في كثير من الأحيان لكشط جزء كبير من القرنية.

مغلي فضلات الكلاب

واحدة من أكثر الطرق العلاجية غرابة على الإطلاق هي استعمال مغلي فضلات الكلاب، وتعد هذه الطريقة التي لازال قسم ضئيل جداً من سكان البدو المقيمين في الخيم على أطراف البلاد في المناطق المهجورة يستعملونها لعلاج حالات المغص وآلام المعدة الحاد لمرضاهم، وتقوم على جمع فضلات الكلاب اليابسة وغليها بالماء وتبريدها ثم إرغام المريض على شرب ذاك المزيج.

انتشرت هذه الطريقة في ستينيات وسبعينات القرن الماضي بكثرة لكنها أخذت في التراجع مع تطور الحالة الطبية في البلاد، لكن ما يثير الغرابة اليوم أن بعض القبائل القليلة جداً لازالت تستعملها خصوصاً القبائل التي تسكن في مناطق بعيدة جداً عن مراكز المدن ويحتاج فيها نقل المريض لأقرب نقطة طبية لأيام كما في “اللجاة” شرق “درعا”وفي البادية.

تعد هذه الطريقة كما تقول الحاجة الثمانينية “سعدة” من سكان منطقة “اللجاة” آخر الطرق التي يتم استعمالها في علاج المريض، وقد انتشرت في السنوات القديمة بشكل كبير جداً، أما اليوم فيتم استخدامها بشكل قليل جداً حين يعجز الأطباء عن علاج المريض فيقوم أهله بخلط كمية قليلة جداً من فضلات الكلب مع خمسة أكواب من الماء ومن ثم يقوم بارتشاف رشفة واحدة فقط، لكنها تؤكد أنها طريقة متخلّفة جداً، وأن ضررها أكثر من فائدتها إذ أدت لمقتل الكثير من الأطفال في عقود سابقة، حيث تذكر أن أخوها توفي في السبعينات جراء تلك الوصفة.

هذا ولا تزال بعض العائلات اليوم تستعمل فضلات الكلاب في علاج أمور أخرى، حيث تعالج بعض العائلات في “ريف دمشق” أفرادها من “العين الحاسدة” بإشعال قطعة من فضلات الكلب اليابسة وتبخير الشخص بالدخان المنبعث من تلك الفضلات المحروقة لمدة ساعة كل يوم على مدى ثلاثة أيام، وهي طريقة يدّعي متبعيها أنها تطرد النحس عن الشخص وكذلك العين الحاسدة.

حرفي الأسنان الجوّال

خلال سنوات طويلة خلت شهدت البلاد انتشار ظاهرة أطباء الأسنان الجوّالة بكثرة، وهي ظاهرة قديمة – جديدة، بدأ بامتهانها ما يعرفون باسم “الغجر” في “سوريا” منذ القديم وصنعوا ماكان يطلق عليه اسم “ذهن ذهب” وغيرها من الأمور الطبيّة المتعلقة بطب الأسنان التي توارثوها فيما بينهم كإحدى أنواع الحرف الأخرى، حيث تجولوا في أغلب المحافظات بين الأحياء والأزقة حاملين حقيبتهم إما راجلين أو على دراجة نارية ويمارسون علاج الأسنان وحشوها بدون أي رخصة، والأفظع من ذلك أنهم يزاولون تلك الصنعة بأدوات أشبه ما تكون بأدوات ميكانيكي، من ملاقط و إزميل وقدوم وسكين صغيرة وتورباين قبضة يدوية غريب الشكل لحفر الأسنان ومبارد حديدية، وجميعها غير معقمة، حيث يقتصر تعقيم تلك المواد بوضعها في ماء حار لعدة دقائق فقط.
ورغم ذلك يمتلك هؤلاء الأطباء جمهور كبير في الأحياء الفقيرة والمعدمة، حيث أن أسعارهم منخفضة جداً، ويمتاز بعضهم بالمهارة، واليوم وبسبب انتشار البطالة في البلاد تعلم بعض الشبان في “درعا”و”القنيطرة” و”حلب” تلك المهنة ومزاولتها بشكل سري في الوسط المحيط لهم.

وأثناء سنوات الصراع نقل هؤلاء الأشخاص أعمالهم إلى دول اللجوء حيث سجل سناك سوري انتشارهم بكثرة في “بغداد” بالعراق و “أسيوط” في “مصر” ويطلق عليهم اسم “طبيب الشنطة”، وقد لاقوا شهرة واسعة في الأحياء الشعبية الفقيرة رغم تحذير الأطباء من أن تلك العمليات غير مضمونة وتؤدي في كثير من الأحيان لمضاعفات كبيرة للمريض.

علاج الثآليل بدون عملية جراحية أو أدوية (التالولة)

الثؤلول هو عبارة عن نتوء لحمي صغير في الجلد أو الغشاء المخاطي بسبب فيروس الورم الحليمي البشري، و تتّبع بعض العائلات السورية عادات طبية غريبة لعلاجه، بدون أي عمل جراحي أو أدوية مستخدمة، تعتمد بشكل أساسي على طرق قديمة لا أساس علمي لها، حيث يقوم بعض المعالجين بنقر بيضة دجاجة وزرع سبع حبات شعير أو عدس في قلب البيضة ومن ثم ربطها بقطعة قماش وقراءة بعض الآيات القرآنية عليها و دفنها عند أي مفترق طرق، ثم يقوم بالطلب من الشخص المُعَالَج ألا يفكر بتلك الثآليل وسيتعافى بعد 40 يوم.

يفسر بعض الأطباء أن هذا العلاج يعتمد على العامل النفسي لا على العلاج المباشر، و تنتشر وسط الأحياء الفقيرة في بعض القرى غرب “درعا” وبعض قرى “القنيطرة”، بينما يرى من يؤمنون بهذه الطريقة أنه علاج رباني.

لشعر أملس وناعم وطويل

لازالت نسوة بعض البدو الرحل يستخدمنّ لليوم مساحيق غريبة لإبراز مفاتنهنّ، وأغربها هو بول الماشية والأبقار، حيث يستعملنّ البول في غسل شعورهن ومن ثم لفٍّه بمنديل لمدة ثلاثة أيام، وبعدها يتم غسله وتتكرر العملية كل حين للحصول على النتيجة المطلوبة، ولتلك الطريقة قواعد أيضاً ، إذ لا يتم استعمال سوى بول الماشية الصغيرة التي لم يسبق لها أن ولدت، فبولها أكثر فاعلية كما تقول بعض النسوة.

بقي أن نشير أن موقع سناك سوري سجل بشكل مباشر تنفيذ كل هذه العادات الطبية في عام 2020 في المناطق المذكورة.

سناك سوري – شاهر جوهر

اقرأ أيضا: غادة مردم بيك.. تعرفوا على أول مخرجة سوريَّة

شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك

شام تايمز
شام تايمز