الجمعة , مارس 29 2024

ماذا يحدث لجسم مريض السكر والقلب أثناء الصيام؟ دليلك من أجل صيام آمن

ماذا يحدث لجسم مريض السكر والقلب أثناء الصيام؟ دليلك من أجل صيام آمن

شام تايمز

يصيب مرض السكر (البول السكري) 382 مليون شخص حول العالم، تبعًا لإحصائية صدرت عام 2016، وتمتلك دول الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا ثاني أكبر معدلات الإصابة بهذا المرض عالميًّا، وتزداد معدلات الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني في العالم العربي بصورة درامية، لأسباب مثل السِّمنة، ونقص النشاط البدني، أما أمراض القلب والأوعية الدموية، فتشكل أسباب الوفاة على أثر مضاعفاتها 54% من إجمالي الوفيات في الشرق الأوسط. لذلك يجب أن تخضع هذه الفئة من المرضى لخطة خاصة خلال شهر رمضان، لتجنب المضاعفات الشديدة.

شام تايمز

ماذا يحدث للجسم إذا أصيب بمرض السكر؟

يحتاج الجسم إلى إنسولين ليحول الجلوكوز الناتج من الغذاء إلى طاقة، ومرض السكر، مرض مزمن، يحدث عندما لا يستطيع البنكرياس تكوين إنسولين مجددًا، أو عندما لا يستطيع الجسم الاستفادة من الإنسولين الموجود بالفعل، وعدم القدرة على تكوينه؛ ينتج منه زيادة السكر في الدم، ويؤدي على المدى الطويل إلى تلف في أعضاء الجسم، وأنسجته.

وينقسم مرض السكر لثلاثة أنواع: نوع أول، وثانٍ، وسكر الحمل؛ والنوع الأول يمكن أن يحدث في أي سن، لكنه عادةً يصيب الأطفال، والمراهقين، وفيه يعجز البنكرياس تمامًا عن تكوين إنسولين، أو ينتج نسبة ضئيلة جدًّا منه، ولعلاج هذه الحالة تحتاج إلى حقن إنسولين؛ لكي تساعد في السيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم.

أما النوع الثاني فهو يشكل 90% من إجمالي الإصابات بمرض السكر، ويصيب عادةً البالغين، وفيه يعجز الجسم عن الاستفادة بالإنسولين الذي يكوِّنه البنكرياس، أما النوع الثالث وهو سكر الحمل، فترتفع فيه نسبة الجلوكوز في الدم خلال فترة الحمل فقط.

هذه الأخطار تهدد مريض السكر في حالة الصيام

على الرغم من أن بعض الدراسات ترى فائدة من نظام «الصيام المتقطع» لمريض السكر، فإنها ليست طريقة شائعة في العلاج، فالجمعية الأمريكية لمرضى السكر لا تنصح بالصيام كطريقة للسيطرة على مرض السكر. فنقص السكر في الدم أو «hypoglycemia» هو أحد أخطر الأعراض الناتجة من نقص الغذاء، التي تهدد مريض السكر أثناء صيام رمضان.

وقد تبيَّن أن خطر إصابة مرضى النوع الأول بنقص السكر خلال الصيام أكثر بحوالي 4.7 من المعتاد، أما مرضى النوع الثاني من السكر فتزاداد نسبة الإصابة بنقص السكر حوالي 7.4 مرة أكثر من الطبيعي، وتبيَّن أيضًا أن نسبة 2 : 4% من وفيات مرضى النوع الأول من السكر، تنتج من نقص السكر في الدم أثناء الصيام.

والخطر الآخر هو ما يعرف بالحماض الكيتوني السكري، وهو عبارة عن ارتفاع نسبة الأحماض في الدم التي تسمى الكيتونات، ويتعرض له بشكل كبير مرضى النوع الأول من السكر، كما يزيد خطر التعرض للحماض الكيتوني نتيجة لانخفاض نسبة جرعة الإنسولين المستخدمة بناءً على انخفاض كمية الغذاء التي يتناولها المريض أثناء الشهر. أما الحوامل اللاتي يعانين من تاريخ في انخفاض السكر، فينصحهم الأطباء بالامتناع عن الصيام.

لكن.. ماذا إذا قرر مريض السكر الصيام؟

تنصح دكتورة منار محمد إخصائي سكر وغدد صماء، مريض السكر بزيارة الطبيب قبل بداية رمضان؛ لأن كل مصاب هو حالة خاصة. لافتة إلى أهمية وجود جهاز لقياس السكر المنزلي، وأن يواظب المريض على قياسه أثناء النهار، ومراقبة قياسات السكر الخاصة به بدقة، أكثر من المعتاد.

كذلك تنصح مريض السكر بتعجيل الإفطار وتأخير السحور، وتناول كمية كبيرة من الماء، والتركيز على تناول البروتين، والنشويات المعقدة، مثل الأرز، والمكرونة، والحبوب الكاملة؛ لأنها تثبت سكر الدم، وتنصح الأطفال من مرضى السكر بالابتعاد عن الصيام، أما من يعانون من هبوط متكرر في السكر، أو هبوط غير ملحوظ فيمنع عليهم الصيام دون استشارة طبيبهم الخاص.

لذلك إذا قررت الصيام بعد موافقة طبيبك، انتبه للنصائح التالية:

1. ابنِ خطة صحية للصيام، فإذا كنت ممن يستخدمون الإنسولين، قد تحتاج إلى تقليل الجرعة قبل الصيام.

2. قد تحتاج أيضًا إلى تغيير نوع الإنسولين عن النوع المعتاد لك، إذ لا يُفضل استخدام الإنسولين المختلط خلال الصيام.

3. إذا كنت تعاني من تقلبات في قياسات السكر، سينصحك الطبيب بالامتناع عن الصيام، فاصغِ له.

4. تناول على الإفطار كميات صغيرة من الطعام، واحرص على أن يكون متوازنًا، وتجنب الحلويات، والدهون، وتناول كمية كبيرة من السوائل، منزوعة السكر، غير المحتوية على الكافيين، وتناول وجبة صحية خفيفة قبل الفجر.

5. يُنصح أيضًا بكسر الصيام إذا كان قياس السكر أقل من 70 أو أعلى من 300 ميليجرام لكل ديسيلتر.

مرضى القلب: الابتعاد عن الجفاف كلمة السر

هناك فئة من مرضى القلب تُنصح بالامتناع عن الصيام، وهم المصابون بانسداد العضلة القلبية (AMI)، والمتلازمة التاجية الحادة (ACS)، ومرضى فشل القلب الاحتقاني (CHF)، والذين يحتاجون إلى جرعات عالية من مدرات البول. وقد يلجأ مرضى الفشل القلبي عادةً للمكوث في المستشفى نتيجة الإصابة بالجفاف، أو بسبب الفشل الكلوي، لذا يجب أن نلاحظ علامات احتباس السوائل على المريض من الإسهال، والقيء، والدوخة، وجفاف الفم، فإذا لوحظت هذه العلامات على المريض يجب أن يتوقف عن الصيام.

يقول د. محمد موسى أخصائي الجراحة في تصريح لـ«ساسة بوست»: «المشكلة الأولى والرئيسية للصيام هي الجفاف، الإحساس بالجوع قد يخطئ المخ في تمييزه عن الجفاف، بينما يكون الجفاف هو ما يجب أن نقلق منه بسبب مضاعفاته الخطيرة، فهو يرفع من لزوجة الدم، ويرفع من هرمونات الخطر كالأدرينالين، والرينين، والكورتيزول، مما يؤدي إلى تحفيز الصفائح الدموية».

ويضيف: «هذا التحفيز أثره لا يُذكر في الشرايين الطبيعية، ولكن في وجود تصلب في الشرايين، والذي يزداد خطره بعد سن الستين، فإن تقرح بطانة الشريان يؤدي إلى تراكم الصفائح المحفزة، وتكوين الجلطات، ولعل هذا هو سبب انتشار الجلطات عند كبار السن، ومرضى الضغط، والسكر، في الأيام الأولى من رمضان، في الشريان التاجي، والمخي، والمساريقي، والأوردة العميقة»، وعليه؛ ينصح د. موسى من تعدى الستين أو المعرضين لتصلب الشرايين بتجنب الصيام.

الصيام وضغط الدم المرتفع

هناك عدة عوامل تؤثر في ضغط الدم أثناء الصيام، وهي تغير النظام الغذائي، ونظام النوم، وتغير أوقات تناول الطعام، لكن كل مصاب بضغط الدم المرتفع هو حالة خاصة، لكن يجب اتباع هذه النصائح من أجل صيام آمن:

1. استشارة الطبيب قبل قرار الصيام.

2. تجنب مدرات البول، خاصةً في درجات الحرارة العالية، أو اللجوء إلى تناولها في المساء.

3. يُنصح بتقليل نسبة الملح في الغذاء، والدهون أيضًا.

4. أخيرًا؛ لا يُنصح بصيام المرضى الذين لا يسيطرون على ضغط الدم المرتفع، والذين يحتاجون لأكثر من عقار للسيطرة على ضغط الدم خلال اليوم.

ساسة بوست

اقرأ أيضا: من “تيك توك” للنيابة.. قصة حنين حسام التي شغلت المصريين

شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك

شام تايمز
شام تايمز