الأربعاء , أبريل 24 2024

حتى البيض.. اختفى من قائمة طعام السوريين!

حتى البيض.. اختفى من قائمة طعام السوريين!

حتى البيض يجب علينا حذفه من قائمة احتياجاتنا اليومية ، كيف سأقنع أولادي بسياسة تقشف جديدة ، وبضغط نفقات حتى حدِّ شد الأحزمة! أخذ يتمتم أبو أحمد: لقد لا مس سعر صحن البيض الأربعة آلاف ليرة، وبحسبة بسيطة بالكاد يكفي راتبي ثمناُ لـ«كم » صحن بيض، بعد أن حذفنا الفول والمسبحة وأصبحت اللحمة والفواكه من المنسيات..

حال أبي أحمد كحال أغلبية الأسر التي يجب عليها الاستغناء عن أبسط مقومات الحياة في ظل هذه الظروف العصيبة.

ليست مادة«البيض»وحدها التي خرجت من قاموس احتياجاتنا.. وإنما هي مادة تضاف إلى قائمة طويلة من المحذوفات، يعزو أصحاب الشأن سبب ارتفاع أسعار منتجات الدواجن إلى ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة ، وغلاء الأدوية البيطرية وسائر مستلزمات الإنتاج التي تسببت بإغلاق ٦٠%من المنشآت وبالتالي خروجها من الخدمة.

واقع هذا القطاع كغيره من القطاعات، ينعكس على لقمة المواطن وأطفاله أولاً، الذي ليس بمقدوره الاستغناء عن مادة رئيسة من المواد الغذائية اليومية ، وفي الوقت نفسه عاجز تماماً عن شرائها لتدني قدرته الشرائية ، ناهيك بالأعباء التي تقصم الظهر .

إذاً كل تلك المؤشرات تدل على أن قطاع الدواجن الذي يعدّ من مقومات الأمن الغذائي بات في دائرة الخطر فعلياً ، بالرغم من الخطوات التي اتخذتها وزارة الزراعة لدعم هذا القطاع إلا أن المشكلة الحقيقية هي في تأمين الأعلاف بأسعار مخفضة ، والعمل على توفير مستلزمات الإنتاج بأسعار تناسب المربين ، بهدف تشجيعهم على استمرارية الإنتاج، هذه يجب أن تكون أولوية من أولويات وزارة الزراعة ورصد المزيد من الاعتمادات لإنعاش هذا القطاع .

لذلك نسأل: أين هي الخطط الاستراتيجية والبديلة لبلد يشهد حرباً منذ سنوات؟ أليست مسؤولية وزارة الزراعة ،أم لم يبقَ لنا إلا الدعاء: ( يا رب بارك لنا موتنا) .؟!

تشرين