السبت , أبريل 20 2024

مسؤولون سوريون: الأمريكيون أغلق مدارس الحسكة وحولوها لثكنات بهدف تجنيد الأطفال

وصف محافظ الحسكة السورية، ومسؤولون في وزارة التربية السورية، قيام المجموعات المسلحة الموالية للجيش الأمريكي بإغلاق المدارس ومنع الأطفال من التعليم في الجزيرة السورية بالجريمة ضد الطفولة، فيما انتقد مسؤول بارز في وزارة التربية صمت المنظمات الدولية حيال تجنيد الأطفال ضمن صفوف تلك المجموعات، واكتفاءها بتوزيع بعض (القرطاسية).

شام تايمز

وأكد محافظ الحسكة السورية اللواء غسان حليم خليل أن أحد أهم أهداف تواجد المحتل الأمريكي في محافظة الحسكة، هو تجهيل أبناء وسكان هذه المنطقة المهمة من سوريا، من خلال مساندة تنظيم”قسد”الموالي له من إغلاق المدارس وطرد الطلاب والتلاميذ بقوة السلاح.

شام تايمز

وبين اللواء خليل في تصريح لمراسل “سبوتنيك” في الحسكة أن هدف الاحتلال الأمريكي من هذا العمل غير الإنساني هو نشر الجهل بين أبناء وسكان منطقة الجزيرة السورية، وذلك لكي يسهل عليه السيطرة عليهم وتحكم بمصيرهم المستقبلي خدمة لأهدافه الاستعمارية.

وبين خليل بان سوريا مهتمة بتعليم وتثقيف أبناء الجزيرة السورية منذ عشرات السنوات حيث كانت ترسل وزارة التربية العشرات من المدرسين والمدرسات من مناطق بعيدة في المحافظات السورية الأخرى، بهدف نشر العلم والتربية والتعليم بين أبناء المنطقة الشرقية وهو ما نجحت به من خلال وجود آلاف المدارس والثانويات والمعاهد والكليات الجامعية في الوقت الحالي.

وأشار اللواء خليل إلى أن ما يحدث اليوم هو شيء جديد ومؤسف حيث تحولت هذه المدارس في جزء كبير منها إلى مواقع وثكنات عسكرية لتنظيم “قسد” والمحتل الأمريكي، بهدف تدمير التعليم وفرض منهاج غير مقبولة من الطلاب وذويهم وهي غير مدروسة بشكل جيد.

وجاء تصريح اللواء غسان حليم حليل لوكالة “سبوتنيك” بعد اجتماعات ولقاءات مفتوحة آجراها مع ممثلين عن منظمة “اليونسيف”، ومع المسؤولين عن المدارس والثانويات الخاصة في مدينتي الحسكة والقامشلي بحضور وفد وزاري قانوني من وزارة التربية السورية.
حلول مستعجلة

وأوضح محافظ الحسكة بأنهم يعملون حالياً على إيجاد حلول مستعجلة بالتنسيق مع الوفد الوزاري المخول بمنح الموافقات المطلوبة بما يخص المدارس الخاصة، حيث تم الموافقة على زيادة عدد الطلاب فيها وزيادة مساحتها والسماح بافتتاح دوامين صباحي ومسائي لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب والتلاميذ الذين فقدوا مدارسهم نتيجة تجبر تنظيم “قسد” وهي تعتبر حلول جيدة.

وأضاف بأنهم توصلوا إلى اتفاق مع منظمة”اليونسيف” من خلال تأمين أبنية جاهزة في مدينة الحسكة في مناطق سيطرة الجيش العربي السوري ،لتحويلها إلى مدارس، مع تعهد المنظمة بإجراء الصيانات والتجهيزات الضرورية لها لتكون جاهزة لاستقبال الطلاب والتلاميذ في الأيام القادمة، موضحاً بنفس الوقت بأن هناك مسؤولية أخلاقية كبيرة تتحملها المنظمة والهيئات الدولية ومنها ” اليونسيف” اتجاه الأطفال السوريين في محافظة الحسكة الذين حرموا من مدارسهم وتعليهم بسبب المحتل الأمريكي وتنظيم “قسد”.

وأقدم تنظيم “قسد” على إغلاق جميع المجمعات التربوية الحكومية في مناطق سيطرته بالمحافظة الواقعة شمالي شرقي سوريا، اليوم الأحد، ومنع العاملين فيها من دخولها، مع إغلاق جميع المدارس الثانوية لتضاف إلى مدارس المراحل التعليمية (الابتدائية والإعدادية).

ويبلغ عدد الأبنية المدرسية في محافظة الحسكة 2285 بناء مدرسي، بقي منها 179 بناء مدرسيا نقع تحت سيطرة الحكومة السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي، وأما العدد المتبقي منها هي تحت سيطرة تنظيم “قسد”، والذي يقوم في كل عام بإغلاق الأبنية المدرسية،ما زاد الاكتظاظ داخل الصفوف المدرسية، حيث يصل متوسط عدد الطلاب في كل شعبة صفية من 80 إلى 100 طالب وطالبة.
جريمة بحق الطفولة

بدوره مدين بورداني مدير الشؤون القانونية في وزارة التربية السورية أوضح لمراسل”سبوتنيك” بان هناك مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق المنظمات الدولية المعنية بالتعليم وعلى رأسها “اليونسيف” و”اليونسيكو” والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، هذه جريمة بحق الطفولة واختراق كبير لمعاهدة حقوق الطفل الدولية من خلال قيام ميليشيات مسلحة باحتلال المدارس والاعتداء على الطلاب وهو أمر معيب، كما حدث أمام مدرسة الشهيد المهندس حنا عطاالله للمتفوقين ووثقتها وسائل الإعلام.

وبين بورداني بأن الهدف من إغلاق المدارس واحتلالها أصبح معروفاً هو نشر الفكر الظلامي والجهل بين الأطفال السوريين في محافظة الحسكة، منوهاً بأنهم لن يجعلوا من العقبات القانونية والبيروقراطية عائقاً في وجه الطلاب وذويهم، لذلك عقدنا اجتماعات مفتوحة من المحافظ والفعاليات الاجتماعية وأصحاب المدارس الخاصة وتوصلنا لحزمة من الحلول الجيدة.
تجنيد الأطفال

وتابع بورداني بأن على منظمة “اليونسيف” ليس فقط تقديم المستلزمات، بل عليها نشر التجاوزات التي يقوم بها تنظيم”قسد” وفضحها من خلال تجنيد الأطفال عسكرياً وإغلاق المدارس ومنع الآلاف من الطلاب والتلاميذ في محافظة الحسكة من التعليم وتلقي العلم في مدارسهم.

وأوضح المسؤول الوزاري بأنهم يزورون محافظة الحسكة ضمن وفد وزاري بهدف مناقشة وإيجاد الحلول الطارئة لمشكلة إغلاق المدارس الناجمة عن قيام ميليشيات “قسد” بالاستيلاء عليها وحرمان الأطفال من التعليم لنشر الجهل فيما بينهم.

يشار بأنه رغم قلة عددها ومعاناتها من الزحام الشديد، والمضايقات من قبل “قسد”، إلا أن المدارس السورية تشهد إقبالا كبيرا من التلاميذ والطلاب الأكراد بشكل خاص ومن بينهم أبناء قياديين وموظفين فيما يسمى “الإدارة الذاتية الكردية” التي شكلها مسلحو التنظيم، وذلك رغم إصداره قراراً يمنعهم من الالتحاق بالمدارس السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي تحت طائلة العقوبات التي تصل إلى الفصل والغرامات المالية الكبيرة مع تدني أعداد الطلاب الذين التحقوا بالمدارس التي تعتمد المناهج الكردية.

سبوتنك

شام تايمز
شام تايمز