الجمعة , أبريل 19 2024
خلق كثيراً من الآلهة، ومنه جاء اسم مصر.. حقائق مذهلة عن الإله المصري القديم “بتاح”

خلق كثيراً من الآلهة، ومنه جاء اسم مصر.. حقائق مذهلة عن الإله المصري القديم “بتاح”

خلق كثيراً من الآلهة، ومنه جاء اسم مصر.. حقائق مذهلة عن الإله المصري القديم “بتاح”

شام تايمز

لا شك في أن الحضارة المصرية القديمة كانت مليئة بالآلهة المختلفة، فرغم وجود نحو 1500 إله معروفين بالاسم فإن هناك كثيرين آخرين لا تُعرف أسماؤهم، لأنهم ذُكروا بصفاتهم فقط، ومن بين تلك الآلهة القديمة يبرز لدينا الإله “بتاح” الذي كان يُعتقد أنه خالق كل الأشياء وضمنها بعض الآلهة الأخرى.

شام تايمز

الإله المصري بتاح

وبإضافة إلى كونه واحداً من أكثر الآلهة مركزيةً في مصر القديمة، كان أيضاً راعياً للحرفيين وحامياً لمدينة ممفيس.

وعبر تاريخ مصر الطويل، أضيف إلى بتاح صفات كثير من الآلهة الأخرى وظل من الآلهة المهمة حتى بدايات العصر المسيحي.

إليكم أهم الحقائق المذهلة عن هذا الإله المصري القديم، بحسب ما ذكره موقع The Collector.

خلق كثيراً من الآلهة، ومنه جاء اسم مصر.. حقائق مذهلة عن الإله المصري القديم “بتاح”
الإله المصري بتاح

بتاح ومصدر تسمية “مصر”

استخدم المصريون القدماء كلمة “كمت” للإشارة إلى أرضهم، ولكن الشعوب الأخرى استخدموا كلمات مختلفة.

كما استخدم الكنعانيون والعبرانيون والعرب تهجئة مختلفة لكلمة مصر أو مصرايم، بينما جاءت الكلمة الإنجليزية “Egypt” من الكلمة اليونانية Aἴγυπτoς، التي يُعتقد أنها مشتقة من الكلمة المصرية القديمة في الفترة المتوسطة “هوت-كا-بتاح”، أي “موطن روح الإله بتاح”.

وتحورت الكلمة نفسها في عصر متأخر إلى “هي-كو-بتاح”، وهي مصدر كلمة “قبط”.

ولم يكن ذلك يشير إلى مصر وإنما إلى معبد مخصص للإله بتاح في ممفيس، أو المدينة نفسها.

ولكن اختيار اليونانيين هذه التسمية للإشارة إلى مصر بأكملها، يُظهر مدى أهمية الإله بتاح ومدينة ممفيس حتى في العصور المتأخرة للحضارة المصرية القديمة، لتمتد عبادة الإله بتاح من عصر ما قبل الأسرات، عندما كانت ممفيس عاصمة مصر وحتى ما بعد نهاية عصر الأسرات، وهو العصر الذي بدأ فيه تدوين اللغة المصرية القديمة “الهيروغليفية”.

بطل مجهول وحامي ممفيس

على الرغم من أن ممفيس كانت العاصمة الإدارية خلال معظم فترات التاريخ الأولى لمصر، لم يكن هناك كثير من النقوش والكتابات في المدينة خلال تلك الفترة.

ولذلك، نادراً ما كان يُذكر “بتاح” في الكتابات حتى مرحلة متأخرة من التاريخ، إذ كانت الغالبية العظمى من كتابات تلك الفترة في مدينة هليوبوليس، حيث كان يُعبد الإلهان رع وأتوم.

ومع ذلك، كان الإله بتاح، إله أهل ممفيس والمنطقة المحيطة بها، يحظى باحترام كبير من أهالي المدن الأخرى.

وكان المعبد الذي يحمل اسمه من أهم معالم المدينة، فمن وقت تأسيس المدينة عام 3100 قبل الميلاد وحتى عام 2240 قبل الميلاد، كانت على الأرجح أكبر مستوطنة في العالم، بتعداد سكان بلغ ما يزيد على 30.000 نسمة.

وركزت الديانة في ممفيس على الثالوث بتاح، وزوجته سخمت، وابنهما نفرتوم، بينما كان بتاح يعتبر راعي وحامي المدينة.

الإله المصري صاحب العديد من الأسماء

على مر آلاف السنوات التي عُبد فيها الإله بتاح، امتلك العديد من الأسماء والألقاب التي تصف أدواره وسماته.

وإذا ألقينا نظرة على العديد من ألقابه سوف نحصل على صورة مثيرة للاهتمام عن هذا الإله القديم.

فقد كان بتاح يوصف بـ”خالق النعيم والأرض، وخالق كل الأشياء، ورب كل ما هو موجود وغير موجود”، و”أبو إله الشمس”، و”رب الحقيقة”، و”أبو آباء الإلهة”، و”ملك العالمين”، و”إله النور الذي يُظهر كل شيء بهيئته الحقيقية”، و”حاكم السماء”، و”الوجه الجميل”، و”سيد العدالة”، و”سيد التشريفات، و”رب الأبدية”، و”من يستمع إلى الدعوات”، وغيرها من الأسماء والألقاب.

الإله المصري صاحب العديد من الأسماء

القائم بذاته خالق كل الأشياء

على عكس معظم الآلهة المصرية القديمة، فإن سكان المصر القدماء كانوا يعتبرون بتاح غير مخلوق، فهو موجود قبل أي شخص وأي شيء، وقد أوجد العالم بإرادته، كما استخدم كلمته لوهب الحياة لمخلوقاته.

كما أنّ ارتباط الإله بتاح بدور الخالق راسخ للغاية، حتى أن عموداً في مدينة ممفيس يحمل نقوشاً يصف فيها بتاح بأنه “الوالد الوحيد الذي لم يولد في السماء والأرض، الإله الذي جعل نفسه إلهاً، القائم والموجود بذاته، المزدوج، خالق الوجود والبدء والأول”.

وخارج مدينة ممفيس، ارتبط دور الخالق بآلهة أخرى، ومع ذلك، كان يُنظر إلى بتاح على أنه المصدر الأصلي للعالم، والآلهة، في هيليوبوليس.

كما اعتبرت أجزاء كبيرة من دلتا مصر أن الإله بتاح هو الأصل العظيم لكل الأشياء.

خالق بارع وماهر

وبفضل قواه الإبداعية، كان يُنظر إلى الإله بتاح على أنه راعي كل أشكال الحرفيين، بمن في ذلك النجارون وبناة السفن والخزفيون والحدادون والنحاتون المصريون البارعون.

فرغم أنّ المصريين القدماء امتلكوا مهارات رائعة في الفنون والعمارة وأتقنوا الأعمال الحجرية، فإنهم كانوا يعتقدون أن تلك الأعمال تخضع لإشراف الإله العظيم بتاح.

كما تعتبر أهرامات هضبة الجيزة، التي تقع خارج حدود مدينة ممفيس القديمة مباشرة، أبرز مثال على تأثير الإله بتاح على روعة المعمار.

كما يتضح ذلك أيضاً من بناء هرم زوسر المتدرج، الأقدم من أهرامات الجيزة، بتوجيه من المهندس المعماري الشهير إمحوتب، الذي قيل إنه ابن الإله المصري القديم.

له أسلوبه الخاص

لم يكن بتاح الإله المصري الوحيد الذي صُور على هيئة رجل محنط بجلد أخضر فحسب، بل كان الإله الوحيد أيضاً الذي كان يُصوّر باستمرار بلحية مستقيمة، على عكس اللحى المنحنية.

إذ كان الفراعنة المصريون يرتدون لحى مستقيمة أثناء حياتهم للدلالة على قوتهم، ولكن بعد وفاتهم كانت توضع عليهم لحى منحنية لذا فإن لحية بتاح المستقيمة كانت تشير إلى خلوده الدائم.

كما ارتبط لون بشرته غير الاعتيادي بلون النباتات، التي ترمز إلى النمو والتجدد، وهو ما يشير إلى دوره في وهب الحياة على الأرض والحفاظ عليها.

رمز الاستقرار والقوة والحياة

لكل إله في مصر القديمة بعض الأدوات أو الأمور المقدسة المرتبطة به، وبتاح ليس استثناء لتلك القاعدة.

فإلى جانب لحيته وبشرته الخضراء، هناك 3 رموز تصاحب دائماً وصف وتصوير هذا الإله، وهي عمود جد، وصولجان واس، وعلامة عنخ، وغالباً ما تظهر مجتمعة.

وعادة ما يكون عمود جد ملوناً بألوان ساطعة وهو رمز من مصر القديم في شكل عمود وتعلوه 4 طبقات من زهرة اللوتس، ويُعتقد أن هذا الرمز مستوحى من العظمة العجزية للثور أو حيوان آخر، ويرمز للبقاء والدوام.

بينما يظهر صولجان واس برأس وذيل حيوان وهو يرمز للقوة والسلطة، بينما ترمز علامة عنخ إلى الحياة.

وتُظهر تلك العلامات الثلاث القدرات الإبداعية والهائلة للإله بتاح، والتي استخدمت لاحقاً مع الإله أوزوريس وآلهة أخرى في المملكة المصرية الحديثة.

التوفيق بين بتاح والمعتقدات الأخرى

هناك صور للإله بتاح يظهر فيها مختلفاً عن شكله التقليدي، وهذا لأنها تمثل اندماجاً لعدد مختلف من الآلهة.

ومن أشهر تلك الاندماجات “بتاح – سوكر – أوزوريس”، إله الجنائز.

ويظهر فوقه ريش نعام، يمثل الإلهة ماعت، إلهة الحق والنظام والعدل، إلى جانب قرنين وقرص الشمس.

وحظي هذا الثالوث بشعبية كبير خلال الحقبة المتأخرة (712-323 قبل الميلاد)، ويجمع بين الإله الخالق بتاح، والإله سوكر الشبيه بالصقر، وإله الموتى أوزوريس.

عربي بوست

اقرأ أيضا: أسماء طريفة لأحياء دمشق.. حارة القط ومحل ما ضيّع القرد ابنه

شام تايمز
شام تايمز