الثلاثاء , أبريل 23 2024

الجيش السوري وحلفاءه قطعوا «دفرسوار» اردوغان بين الرقة ووادي خالد

الجيش السوري وحلفاءه قطعوا «دفرسوار» اردوغان بين الرقة ووادي خالد

رضوان الذيب

الهدف الرئيسي والاستراتيجي للرئيس التركي رجب طيب اردوغان اقامة دولة الخلافة في ادلب، ونجح في تحويلها الى قندهار والانطلاق منها لتنفيذ عملياته ومخططاته في كل دول العالم والوصول الى اوروبا ودول الخليج ولبنان والعراق والمغرب العربي ،حتى ان التقارير الاولية تؤكد ان منفذ عملية نيس الارهابي ابراهيم العريساوي التونسي الجنسية ينتمي الى «جيش المهدي» وقيادته في شمال ادلب، وغادر بلاده منذ اكثر من شهر بحراً الى ايطاليا بطريقة غير شرعية، وانتقل منها الى ادلب عبر تركيا وبقي فيها لاسبوعين، وسافر الى نيس لتنفيذ عمليته حسب مصادر متابعة للملف السوري .

وتشير هذه المصادر، الى ان الجيش التركي ازال كل ما يمت للعروبة بصلة في ادلب، وبعد ان قام بتهجير قسري لما تبقى من المسيحيين والدروز والايزيديين والاكراد، قام بمصادرة املاكهم ومنازلهم كغنائم حرب وتقديمها للارهابيين القادمين من مختلف دول العالم وتحديداً من الشيشان والقوقاز، كما نفذ الجيش التركي عمليات ابادة ضد مجموعات مسلحة رفضت اعلان الولاء لانقرة، هذا بالاضافة الى فرض القوانين التركية عبر المحاكم، والتعامل بالعملة التركية وفرض المناهج التعليمية على ان تكون اللغة التركية مادة اساسية، ومنع دخول البضائع السورية وتصدير زيت ادلب الى الاسواق السورية، كما عوم اسواق ادلب بالمنتوجات التركية مع رفع اعلام انقرة على المؤسسات السورية واقامة الحواجز وتنفيذ اعتقالات واغتيالات بعضها يرتقي الى جرائم حرب، كما ان القوات التركية التي انسحبت من وسط حماة تجمعت شمال ادلب وجبل الزاوية وحاولت قضم مواقع للجيش السوري، مما استدعى القيادة المشتركة للعمليات العسكرية السورية الى اعطاء الاوامر للطيران الروسي والسوري بتنفيذ غارة على اجتماع قيادي للمسلحين والكوادر التابعين لانقرة حيث قتل اكثر من 40 قيادياً خلال الغارة، ووجهت انقرة احتجاجاً لروسيا مع التهديد بهجوم على مواقع الجيش السوري، لكن الرد الروسي كان حاسماً والتزمت انقرة سقف اللعبة وفهمت الرسالة، علماً ان ما جرى يُعدّ ثاني اشتباك روسي تركي في هذا الحجم بعد الاشتباك الاول واسقاط الطائرة الروسية منذ سنوات، لكن ما حصل لايعني انقطاع التواصل بين البلدين واحترام روسيا للمصالح التركية، حتى ان التصرف الروسي بعد المواجهات بين الجيشين السوري والاميركي في الحسكة والقامشلي راعى المصالح الاميركية.

وحسب المصادر عينها، فان الاجراءات التركية في ادلب تشكل الخطر الاول على لبنان وشماله، في ظل حلم اردوغان بالوصول الى البحر المتوسط عبر طرابلس والبيئة الحاضنة له كما يعتقد، بعد ان رسم الروس خطاً احمراً لانقرة باستحالة الوصول الى اللاذقية، فيما مواقف واشنطن وروسيا والاتحاد الاوروبي منعته من استفزاز اليونان وقبرص ولابديل عن طرابلس، ولذلك يسعى لفتح «دفرسوار» من مواقعه في ادلب ودير الزور والرقة وصولاً الى شمال لبنان عبر ارياف تدمر وحماة والقريتين لربطها مع وادي خالد، والاعتماد على الخلايا النائمة في الشمال، وهذه المعلومات وصلت للقيادة السورية التي حشدت مع حزب الله قوات كبيرة لاسقاط هذا المخطط وتم اعتقال اعداد كبيرة من المسلحين، وهناك استحالة لتنفيذ هذا المخطط الا اذا قام اردوغان باسقاط كل الخطوط الحمراء مع روسيا، علماً ان قيادة الجيش اللبناني تدرك هذا الخطر وتضع هذا الامر في حساباتها ومنعه عبر الاستنفار الدائم لمواحهته.

وتقول المصادرالعليمة بالملف السوري، ان اوروبا وواشنطن والدول العربية يدفعون اليوم ثمن ما ارتكبوا في سوريا، وهم يجنون ما خططوا له عبر السماح للارهابيين من كل اصقاع الارض بالدخول اليها ،حيث وصل عددهم عام 2012 الى اكثر من 350 الف ارهابي دخلوا عبر تركيا اولا وكذلك الاردن والعراق والبحر لتدميرها واقامة «دولة الخلافة»، وارتكب هؤلاء ابشع المجازر عبر اكل الاكباد وذبح كل من يعارضهم، وقامت هذه المنظومة الدولية والعربية بمد المسلحين بالمال وتحديدا لـ«داعش» و«النصرة» عبر السماح لهما بببع الغاز السوري وتنفيذ صفقات مع الضباط الاميركيين والاتراك، وهذا ما سهّل اختلال الموصل و60 بالماية من الاراضي السورية وصولاً الى جبال عرسال وتنفيذ عمليات في بيروت، ولولا الصمود الاسطوري للقيادة السورية وحزب الله والجيش العراقي والحشد الشعبي والحرس الثوري الايراني ومن ورائهما القيادتان الايرانية والروسية، لكان الارهابيون في شوارع بيروت وعمان والقاهرة والرياض وباريس وواشنطن يرسمون مساراً اسوداً للبشرية على شاكلة حادثة نيس والعودة بالعالم الف سنة واكثر الى الوراء، وهذا المخطط الجهنمي اسقطه بالدرجة الاولى الجيش السوري الذي قاتل على 200 جبهة وقدم عشرات آلاف من الشهداء والجرحى مع مجاهدي حزب الله، ولا احد ينكر تضحيات الجيش اللبناني حيث حمت معادلة الجيش والشعب والمقاومة لبنان من هذ ا الخطر الذي يوازي وجود «اسرائيل».

ورغم كل هذه الانجازات وحماية العالم كله من المصير الاسود، تضيف المصادر، ان بعض العرب لازالوا يتواصلون مع سوريا خجلاً وتحت الطاولة، مع احاديث عن توجه سعودي للافراج عن طائرتين مدنيتين سوريتين احتجزتهما الرياض عام 2017، وزيارات امنية مع مصر والاستثناء كان الامارات ومسقط مع تقديم مساعدات ارتفع حجمها مع «كورونا»، فيما الاميركيون كانوا اجرأ من الفرنسيين بارسال وفود رغم النكبات الفرنسية جراء الاعمال الارهابية، اما في الداخل اللبناني هناك «فقاقيع صابون» لا تقدم او تؤخر مصحوبة برسائل ودية من البعض الى دمشق ،فيما محور المقاومة مطمئن لمسار التطورات والتحولات بعد ان بات هذا المحور يملك قوة مشتركة واحدة و جيش واحد باعداد كبيرة في سوريا ويقاتل تحت قيادة موحدة ستحدث تبدلات في مسار المنطقة وهذا هو العنوان الاساسي، والباقي تفاصيل .
الديار