الجمعة , مارس 29 2024
أشهرهن زوجة إمبراطور المغول.. نساء حكمن من وراء الستار ونسيهن التاريخ

أشهرهن زوجة إمبراطور المغول.. نساء حكمن من وراء الستار ونسيهن التاريخ

أشهرهن زوجة إمبراطور المغول.. نساء حكمن من وراء الستار ونسيهن التاريخ

شام تايمز

النساء شقائق الرجال.. تدل هذه العبارة على أن المرأة لا تقل بحال عن الرجل، في جميع جوانب الحياة، وتزخر صفحات التاريخ، بعدد هائل من الأحداث، التي قادت فيها النساء دفة الأمور، وحققت نجاحات غير مسبوقة.

شام تايمز

ورغم كثرة النساء اللاتي حققن التفوق على الرجال، فإن من حظين منهن بالشهرة التاريخية عدد قليل، أمثال: حتشبسوت، وكليوباترا، و”وو شتيان”، وشجرة الدر، وهيلين كيلر، وفالنتينا، لكن في الحقيقة هناك أسماء لم يذكرها التاريخ، رغم الدور الفذ الذي لعبته صاحبات هذه الأسماء.

ويعود عدم تحقيق هذه الأسماء للشهرة المستحقة تاريخيا، إلى أنهن تحكمن في الأحداث، من وراء ستار ذكوري، فكنّ يقدن دفة الأمور، ويحكمن الممالك والدول، من خلال أزواجهن، وهذا بالتحديد ما سنلقي عليه الضوء في السطور التالية.

1- نور جاهان.. زوجة إمبراطور المغول

في عام 1620م سطع نجم نور جاهان زوجة الإمبراطور المغولي، في شبه القارة الهندية، جاهانكير خان، الذي كان سكّيرا ومدمنا، وصاحب شخصية ضعيفة، ولم يستطع أن يحكم سيطرته على البلاد، لولا مساعدة زوجته، بل إنه في الواقع كانت السلطة الحقيقية في يدها.
البداية كانت التحكم في مقاليد الأمور، من وراء ستار الزوج الضعيف، لكن بمرور الوقت أصبح حكم البلاد تحت تصرف “نور جاهان”، وتم إصدار العديد من المراسيم، والقرارات الإمبراطورية باسمها، فضلا على صورها، التي نقشت على العملات النقدية، بل إن الخاتم الملكي، الذي كان يستخدم لشرعنة الأوامر الملكية بحوزتها.
وكانت “نور” تعرف باسم “مهر النساء”، أي شمس النساء، وكانت متزوجة من أكبر قائد عسكري في الإمبراطورية المغولية، وعندما أصبح جاهانكير إمبراطورا، تزوجها وكانت زوجته العشرين والأخيرة، التي لم يتزوج بعدها.
وحكمت “نور”، دولتها لمدة 16 سنة، وخلال حكمها أجرت الكثير من الإصلاحات، وحسنّت أوضاع الإمبراطورية، وناصرت النساء والفقراء، ومن أشهر قرارتها منع الهندوس من حرق الأرامل إذا مات أزواجهن، كما أمرت بنقش صورتها على العملات، وكانت الأميرة المغولية الوحيدة التي نقشت لها هذه الصورة.
ورغم حب الشعب المغولي لها بشدة، فإنه كان لها أعداء أيضا، وأول من ثار عليها هو “خسرو” نجل جاهانكير، لكنه فشل في الانقلاب عليها، فأمرت بتخييط جفون عينيه، فصار أعمى.

وبعد حروب طويلة مع ابن زوجها الأكبر، وخيانة أخيها لها، انهزمت “نور جاهان”، لكنها ظلت تعيش مكرّمة في قصر خاص بها، لتكتب الشعر تحت اسم مستعار، حتى ماتت في سنة 1055 هـ، وقبرها موجود حاليا في الهند، بين لاهور وكشمير.

2- “إياح حتب”.. والدة “أحمس” طارد الهكسوس
يعرف الجميع الفرعون أحمس بن سكنن رع، طارد الهكسوس، الذي قاد وهو الـ19 من العمر، جيوش أبيه، واستخدم أسلحة حديثة، أهمها العجلات الحربية، حتى طرد الأعداء، ودخل عاصمة حكمهم “أواريس”، ثم لاحقهم إلى فلسطين، وحاصرهم في حصن شاروهين، وشتت شملهم حتى استسلموا، ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ، لكن لم يتحدث أحد عن الدور العظيم الذي لعبته والدة أحمس في تلك الحرب.
ففي مرحلة عظيمة من تاريخ مصر، وهي الفترة التي سبقت التاريخ الميلادي بـ150 عاما، ووسط ضغوط داخلية وخارجية هائلة، تمثلت في مجموعة من الغزاة الرعاة، الذين اشتهروا في صفحات التاريخ باسم الهكسوس، كانت “إياح حتب”، زوجة الفرعون “سكنن رع”، وصية على عرش ابنها، عقب مقتل أبيه.
وبالإضافة إلى حكمها مصر بحنكة ودهاء، حشدت “إياح حتب” جيوش زوجها، وشجعتهم على الوقوف في وجه الهكسوس، وبعد هذه البسالة قُلدت ميدالية الشرف، وهي الذبابة الذهبية تكريمًا لها، وهي القلادة التي كانت لا تمنح إلا لكبار القادة المصريين.
وقال أحمس الأول، آنذاك، واصفا شجاعة والدته إنها سيدة المصريين، وسيدة جزر البحر المتوسط، والتي تصنع الخطط للناس، وزوجة الملك، وابنته وأمه، وهي التي جمعت شمل الجيش، ووضعته تحت رعايتها، وحمت الناس، وأعادت المهاجرين، وجمعت الفارين، وهي التي أخضعت ثائري الجنوب فلها الحياة الأبدية.

3- السلطانة قُسم.. جارية يونانية حكمت الدولة العثمانية
عُرفت قُسم الجارية اليونانية، التي وصلت في مطلع عام 1600م، إلى عاصمة بلاد العثمانيين إسطنبول، بأنها كانت ذكية لدرجة استثنائية، ماكرة ومراوغة، وأستاذة في صنع خطط سياسية ومؤامرات متعددة الوجوه، مؤثرة ومقنعة في كلامها.
ولم يكن يتخيل أحد أن قُسم، ستصبح المرأة الأقوى في القرن الـ17 للميلاد، وعندما تم شراؤها ضمن حريم السلطان العثماني الـ14، أحمد الأول، الذي أطلق عليها اسم “قُسم”، وسرعان ما تمر الأيام لتصبح الزوجة المفضلة لدى السلطان، بل واحدة من أقوى النساء، في التاريخ العثماني وأكثرهن نفوذًا.
اسمها عند الولادة كان “أناستاسيا”، ووصلت إلى قمة مجدها، بفضل حب زوجها السلطان لها بشدة، وإنجابها ولدين له، هما: مراد الرابع، وإبراهيم الأول، وبعد وفاة زوجها السلطان حصلت على لقب “السلطانة الأم” في عهدي ابنيها.
وفي عام 1623م، ظهرت في الصورة، بعد فترة طويلة من الغياب، حين أصبح ابنها الأمير مراد حاكمًا، خلفًا للأمير عثمان، الذي لقي حتفه على يد أحد جنوده، لتصبح قُسم، وصية على العرش خلال فترة طفولة ابنها، وتمسك بمقاليد الإمبراطورية لعقد من الزمن.
وبعد ذلك أصبحت قُسم، هي حاكم الإمبراطورية مرة أخرى عام 1640م، بعد وفاة نجلها مراد، وخلافته بأخيه إبراهيم الذي كان مختلا عقليا، وسرعان ما واجهت صعوبة في السيطرة على تصرفاته، فما كان منها إلا أن دبّرت لمقتله في عام 1648م، لينتقل الحكم فيما بعد لحفيدها محمد الرابع، نجل إبراهيم.
وبعد حكمها لمدة قاربت أربعة عقود، قُتلت قُسم خنقا، ودفنت بجانب قبر زوجها، أحمد الأول، في منطقة سلطان أحمد بإسطنبول، وعندما علم أهل القسطنطينية بوفاتها، أقاموا عليها الحداد ثلاثة أيام.

إقرأ أيضاً: رموز نتفلكس السرية.. هذه الشيفرات ستتيح لك مشاهدة أي شيء

شام تايمز
شام تايمز