الجمعة , مارس 29 2024
كينج كونغ.. القصة الحقيقية التي ألهمت صنّاعه فكرة الفيلم

كينج كونغ.. القصة الحقيقية التي ألهمت صنّاعه فكرة الفيلم

كينج كونغ.. القصة الحقيقية التي ألهمت صنّاعه فكرة الفيلم

شام تايمز

“كينج كونغ” هو واحد من أفلام هوليوود الذي يعيد تعريف مفهوم “الوحش”، ويمثله أحد أضخم القردة في تاريخ السينما، قصة محاولة البشرية لترويض قوى الطبيعة والعلاقة غير الطبيعية المؤثرة بين آن دارو (فاي راي) والعملاق “كونغ”.
في العام الماضي، كان الجمهور على موعد مع قصة أخرى من “كونغ” في فيلم “Kong: Skull Island جزيرة الجمجمة”، ويروي قصة فريق من العلماء وجنود الولايات المتحدة في حرب فيتنام خلال حقبة السبعينات خرجوا في رحلة شاقة نحو جزيرة نائية تقع في قلب المحيط الهادئ؛ وتبدأ التحريات حولها وحول ما تحتويه، وصولًا إلى “كونغ” الأسطوري، ملك هذه الجزيرة وما عليها، والآن هذه حكاية أخرى تروي القصة الحقيقية وراء المغامرة الخيالية.
الشخصية الخيالية في الفيلم، المخرج كارل دنهام “روبرت آرمسترونغ”، ورحلته المصيرية إلى جزيرة ميلاد “كونغ” كانت في الحقيقة نتيجة البعثات الفعلية لأحد صناع الفيلم الحقيقيين، وبطريقة أو بأخرى فإن فيلم “كينج كونغ” كان من الممكن أن يكون فيلمًا وثائقيًا.
“ميريان كوبر” كان طيارًا أمريكيًّا، وضابطًا في القوات الجوية الأمريكية والقوات الجوية البولندية، ومغامرًا ورحالًا، كان الرجل بطل حرب، أُصيب مرتين، مرة في الحرب العالمية الأولى والثانية في الحرب البولندية-الروسية، هرب من معسكر أسرى الحرب، كان لديه تاريخ مذهل، وإلى جانب كل ذلك هو كاتب سيناريو ومخرج ومنتج أفلام، ترشّح لنيل جائزة الأوسكار للإنتاج الفني والإبداعي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأول، وبالطبع من أشهر أفلامه الفيلم الصادر سنة 1933 “كينج كونغ”.

شام تايمز

اعتاد “كوبر” مع شريكه “إرنست بي شيوديساك”، وشريكه في إخراج الفيلم فيما بعد، توثيق مغامراتهما وأخذ لقطات حية من الطبيعة بعنوان “الدراما الطبيعية”.
أغرت الأعمال الوثائقية التي تحمل عنوان “دراما الطبيعة” كل من “كوبر” و”شيوديساك” للبحث عن أشياء أكبر وأفضل لطرحها على الشاشة، كان لديهما اهتمام خاص بالشمبانزي والقرود العملاقة، إلا أن قصة “كونغ” جاءت في الحقيقة من وحي التنانين، تنانين الكومودو تحديدًا.
تنين الكومودو هو نوعٌ من السحالي موجود على بضعة جُزُرٍ إندونيسيَّة فقط، وهي أكبر العظايا الباقية حجمًا، من الزواحف الكِبار ضخمة الجسم قويَّة المخالب وطويلة الذيل، وقد يزيدُ طول البالغة منها عن 3 أمتار، وفي بعض الحالات يُمكن أن يصل وزنها إلى نحو 70 كيلوغرامًا.

كان صديق “كوبر” المغامر “وليام دوغلاس بوردن” زار جزيرة تنين الكومودو في إندونيسيا (في ذلك الوقت عام 1926 كانت تعرف باسم جزر الهند الشرقية الهولندية)، ويبحث عن السحالي العملاقة آملًا أن يكون الأول من غير السكان المحليين الذي يراها وريما يمسك بواحدة، كان المنافس الأول لـ”كوبر”، وأصبح الشخصية الرئيسية في الفيلم فيما بعد.
بناء على قصص “كوبر” و”بوردن”، وُصفت سحالي الكومودو في الصحف المحلية نقلًا عن فيلم وثائقي لـ”كوبر”: “تنانين كومودو أخطر وأشرس كائن مفترس على وجه الأرض، يشبه الديناصورات المخيفة، يستطيع التهام جاموس وحشي في جلسة واحدة، حجمه يصل إلى نحو 10 أقدام و350 باوند”.
من هنا بدأ الغرس لبذور فيلم “كينج كونغ” العظيم، لاحظ نقاط التشابه، الفضول للسيطرة على أحد وحوش الطبيعة، الوحش موجود في انتظار الأسر، “كوبر” هو “كارل دنهام”، بوردن هو “جاك دريسكول” (بروس كابوت)، لكن ماذا عن “آن دارو”؟ الفتاة التي دون علمها أصبحت حبيبة الغوريلا العملاقة؟

إنها “كاثرين وايت بوردن”، زوجة “وليام دوغلاس بوردن”، والتي سافرت معه إلى جزيرة تنين الكومودو، وأصبحت وعلى غير المتوقع قريبة من الأحداث بشكل خطر.

كان تنين كومودو قوة لا يستهان بها، فبعد أن أسره كل من “كوبر” و”بوردن” ووضعاه في صندوق محكم الغلق، استطاع الحيوان الشرس مضغ الصندوق والفتك به، وجذب “كاثرين” إليه في غمضة عين.
أصبحت السيدة من أصبع قدمها إلى رأسها تحت رحمة التنين المخيف، وإذا لم يستطع “بوردن” الفتك به في اللحظة المناسبة لعاد أدراجه بكفن زوجته.

جمع فريق “بوردن” آلاف النماذج والعينات من الجزيرة غير عابئين بتدهور نظامها البيئي بهذا الفعل، وأصبح 3 من تنانين كومودو معرضًا للزوار في حديقة حيوان “برونكس” تمامًا كـ”كونغ”.

وفي حين مات “كونغ” بطريقة مؤلمة بعد إطلاق النار عليه من أعلى مبنى إمباير ستايت الأسطوري، ماتت الكائنات بطريقة عادية في منفاها وبصفتها معرض لزوار الحديقة.
اختيار الغوريلا كشخصية رئيسية في الفيلم بدلًا من التنين جاء لكون الغوريلا في ذلك الوقت كانت تُعد مخلوقًا غريبًا وأسطوريًا أيضًا، فالشخص الغربي الأول الذي شاهد غوريلا كان في أوائل القرن العشرين، لذا لم يعرف الناس الكثير عنها ما جعلها مادة خام يمكن لـ”كوبر” تشكيلها على حسب رؤيته، وهذا ما كان، بالإضافة إلى أن الشبه بينها وبين الإنسان جعل الفيلم أكثر تأثيرًا.
من هنا احتل “كونغ” العالم كأحد أكثر الأفلام نجاحًا في شباك تذاكر السينما بميزانية 675 ألف دولار وإيرادات 1.7 مليون دولار، وأُعيد إنتاجه مرتين، الأولى عام 1976 والثانية سنة 2005، وفي 2017 تم إنتاج جزء آخر من “كونغ”: “جزيرة الجمجمة Kong: Skull Island”، من إخراج جوردن فوغت، وحقق أكثر من 568 مليون دولار في جميع أنحاء العالم مقابل ميزانيته البالغة 185 مليون دولار، ما جعله سابع أعلى فيلم إحصائي لعام 2017.

إقرأ أيضاً: 4 من عشيقات المشاهير اللاتي خلدهن التاريخ

روتانا

شام تايمز
شام تايمز