الخميس , مارس 28 2024

بالتفاصيل… تجريف المنازل وتهجير سكانها بمحيط قاعدة للجيش الأمريكي شرقي سوريا

بالتفاصيل… تجريف المنازل وتهجير سكانها بمحيط قاعدة للجيش الأمريكي شرقي سوريا

شام تايمز

ضمن ممارساتهما المتعمدة لتهجير السكان المحليين من أبناء القبائل العربية من محيط مواقع تمركزهم في الجزيرة السورية، قام تنظيم “قسد” بدعم مباشر من الجيش الأمريكي، بهدم عدد من المنازل وتهجير سكانها في محيط مخيم الهول شرقي محافظة الحسكة.

شام تايمز

جاء ذلك بالتزامن مع إنذار أصحاب أكثر من 500 منزل ومزرعة بإخلائها خلال أيام من محاذاة مخافر (قاعدة (لايف ستون) الأمريكية غير الشرعية، بإخلائها بشكل كامل خلال أيام.

وأفاد مراسل “سبوتنيك” بمحافظة الحسكة، أن تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي قام بتوجيه إنذارات شفهية لأصحاب المنازل في قرية الدباغية، المحيطة بمخيم بلدة الهول جنوبي شرقي الحسكة، قبل عدة أيام بضرورة إخلائها وهدم منازل القرية، دون تحديد الأسباب، حيث قامت عناصر التنظيم، اليوم السبت 26 كانون الأول/ ديسمبر، عبر الجرافات الضخمة بهدم المنازل بشكل كامل.

وقال سكان القرية لـ”سبوتنيك” إن مجموعة كبيرة من عناصر تنظيم “قسد” المدججين بالأسلحة وبتوجيه مباشر من قوات الاحتلال الأمريكي، ترافقها جرافات وآليات ضخمة، قامت بهدم منازل ومساكن تعود لعائلة “السلطان” من عشيرة “الخواتنة” العربية، في قرية الدباغية الواقعة من الجهة الغربية وعلى بعد 3 كم عن مخيم بلدة الهول، وتهجير سكانها وذلك بعد رفض سكان القرية الخروج منها قبل أيام.

وتابع السكان بأن تنظيم “قسد” وآلياته قامت بهدم 17 غرفة ضمن خمسة منازل مع اسطبلات للخيل وعدد كبير من حظائر الأغنام العائدة لعوائل الأشقاء (جمعة وأحمد ومحمود السلطان) بشكل كامل، مع الاستيلاء على أرض زراعية بمساحة 250 دون مزروعة بالقمح والشعير والفول، وذلك بهدف إبعاد جميع السكان العرب المحليين عن مواقع ومراكز التنظيم والاحتلال الأمريكي.

وأُسس مخيم الهول في الأصل من قبل الحكومة السورية لاستقبال اللاجئين العراقيين بعد حرب الخليج عام 1991، وأعيد تفعيله مرة أخرى إبان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وفي خريف عام 2015 م أعيد افتتاح المخيم مجددًا لاستقبال الأسر السورية الهاربة من المعارك في مناطق سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي، إلى جانب العراقيين الفارين من معارك الموصل، حيث تحول المخيم إلى قاعدة أمريكية و لتنظيم”قسد”.

ويقدّر عدد سكان مخيم الهول بنحو 70 ألفًا شخص، بينهم (8209 أسر عراقية) تضم 30606 شخصًا، و2778 أسرة أجنبية تضم 9544 شخصًا من جنسيات عربية وأوروبية، بينهم نحو 3500 طفل لا يملكون وثائق ولادة، وتتهم الأمم المتحدة، قوات تنظيم “قسد” المدعوم من الجيش الأمريكي التي تدير أوضاع المخيم، باحتجاز السكان فيه، خاصة العوائل السورية الهجرة أو ما يسمى عوائل المقاتلين الأجانب الذين ترفض بلدانهم استردادهم، وتصف الأوضاع الإنسانية داخله بـ”المروعة”.

وفي نفس السياق أكدت مصادر أهلية لمراسل “سبوتنيك” في الحسكة أن تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي قام بإبلاغ سكان أكثر من 500 منزل ومزرعة في قرى (العنكزي- خربة الحمة- العثمان- المهاشيم- أم الملح- المزارع) وصولاً إلى بلدة “التوينة/ 12 كم غربي مدينة الحسكة” والتي تقع جميعا على الجهة الجنوبية من مقطع (الحسكة- تل تمر) من الطريق الدولي 4 M، ويحاذيها من الشمال مخافر ومواقع تابعة لتنظيم “قسد” التي تتجمع حول قاعدة لا شرعية للجيش الأمريكي في منطقة (السد الغربي ومنتجع لايف ستون)، بإخلائها بشكل كامل خلال الأيام القادمة وهدمها على نفقتها الخاصة.

وكانت آليات ما تسمى “هيئة الزراعة” التابعة لما يسمى تنظيم “الإدارة الكردية”، مدعومة بالعشرات من عناصر الميلشيات المسلحة، قامت خلال شهر شباط الماضي من العام الحالي، بعمليات نقل الآليات الثقيلة وغرف مسبقة الصنع إلى المنطقة المذكورة تنفيذاً لوعودها بالاستيلاء والسيطرة على جميع المساحات المذكورة، حيث تصدى لهم سكان قرية “العنكزي” والقرى المحيطة، وخرجوا بمظاهرات وقاموا بقطع الطريق الدولي بالإطارات المحترقة، ما جعل التنظيم يؤجل عمليات الاستيلاء.

بدورها، أكدت مصادر في مديرية زراعة الحسكة الحكومية في محافظة الحسكة لـ”سبوتنيك”: أن هذه الأراضي المقدرة بحوالي 17 ألف و398 دونم ضمن العقار خربة الحمة رقمي (5 – 7) يقوم السكان المحليين بزراعتها والسكن فيها منذ عشرات السنوات وفق نظام “الأجر بالمثال”، أو “وضع اليد” و”التوزيع النهائي”، وهي قوانين خاصة بتنظيم أملاك الجمهورية العربية السورية، والتي تقوم مديرية أملاك الدولة في كل المحافظات بتنظيمها وإعطائها للفلاحين لاستثمارها بهدف دعم الفلاحين وتثبيتهم في أراضيهم وقراهم وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد على مدار السنوات الماضية.

وتابعت المصادر أن تنظيم “قسد” قام بتهديد السكان والضغط عليهم باستخدام القوة لاجباراهم على إخلاء المنطقة والسيطرة عليها لزراعتها وبناء مقرات عسكرية جديدة له ولحماية مقرات المحتل الأمريكي في المنطقة الواقعة على أهم طريق دولي في محافظة الحسكة (M4).

وكان تنظيم “قسد” بتوجيه مباشر من الاحتلال الأمريكي استولى على مساحة 20 ألف دونم في العقار (رقم 21 – طابان غربي) جنوبي الحسكة، كما استولى التنظيم أيضا على الأراضي التي كانت قد خصصتها الحكومة السورية سابقا لبناء (جامعة الحسكة) المحاذية لأراضي الفلاحين وعلى الأراضي المخصصة لمصلحة (الحراج الزراعي الحكومية)، مع احتلال جميع المؤسسات الحكومية جنوبي مدينة الحسكة ، والاستيلاء على المساكن العمالية ومساكن الشرطة في أحياء غويران و النشوة والصالحية والناصرة.

يشار إلى أن تنظيم “قسد” قام خلال السنوات الماضية بالسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمباني الحكومية التابعة للدولة السورية في منطقة شرق الفرات السورية، أو من أملاك السكان الخاصة من منازل وأراض ومعامل وسيارات إضافة لإغلاق المدارس التعليمية والمشافي العامة والتضييق على سكان منطقة شرق الفرات من خلال قوانينه الجائرة والتي يفرضها بالقوة بمساندة جيش الاحتلال الأمريكي.

شام تايمز
شام تايمز