الجمعة , مارس 29 2024

بعد تحرير الغوطة, الجيش السوري الى دير الزور أم ادلب.. وكيف سترد أمريكا ؟

بعد تحرير الغوطة, الجيش السوري الى دير الزور أم ادلب.. وكيف سترد أمريكا ؟
السُّؤال الذي يَتردَّد بقُوّة حاليًّا في أوساط كِبار المُحلِّلين الاستراتيجيين الخُبراء في شُؤون الشَّرق الأوسط، هو أين سَتكون المُواجَهة القادِمة بَعد نَجاح الجيش العربي السوري في السَّيطرة على أكثرِ من نِصف الغُوطة الشرقيّة، وتَقسيم الجُزء المُتبقِّي الواقِع تَحت سيطرة المُسلَّحين إلى ثلاثة جُيوب رئيسيّة مُحاصَرة كُلّيًّا أو جُزئيًّا؟
أربعة أطراف رئيسيّة تَملُك الإجابة على هذا السُّؤال، الأوّل: القِيادة السوريّة في قَصر المهاجرين في دِمشق، والثَّاني فلاديمير بوتين ومُساعدوه العَسكريين في الكِرملين، أمّا الثَّالث فهو اللواء قاسم سليماني رئيس فَيلق القُدس في الحَرس الثَّوري الإيراني والمَسؤول الأبرز المُتحكِّم بالمَلف السُّوري في طِهران، وقِيادة “حزب الله” في الضَّاحِية الجنوبيّة في لبنان.
هذهِ الأطراف الأرْبعة شَكّلت غُرفة عَمليّات عَسكريّة مُشتركة لإدارة الحَرب على الأرض السوريّة، وتَوزيع المَهام فيما بَينها، مِثلما كان عَليه الحال طِوال السَّنوات الثَّلاث الماضِية على الأقل، وحَقَّق هذا التَّنسيق نَجاحاتٍ كَبيرة على الأرض أبرزها تَماسُك الدَّولة السوريّة وهياكِلها ومُؤسّساتِها بعد سَبع سَنواتٍ من الحَرب الدَّمويّة.
الجَبهة الأهم في تَقديرنا سَتكون في شَمال شَرق سورية، حيث تُسيطِر القُوّات الأمريكيّة التي يَزيد تِعدادها عن 2500 جُندي على حواليّ ثُلث الأراضي السوريّة، وتَعمل على تَدريب قُوّات كُرديّة وقبليّة تَكون نُواة جَيش الدَّولة الكُرديّة القادِمة.
القوّات الشعبيّة المُوالِية لسورية تَضُم عناصِر روسيّة من العَسكريين القُدامى والمُتقاعِدين، حاوَلت جَسْ نَبض النَّوايا الأمريكيّة قبل ثَلاثة أسابيع عِندما حاوَلت تجاوز نَهر الفرات والانتقال إلى شَرق دير الزور، حيث تُوجَد احتياطات الغاز وآبار النِّفط، فجاء الرَّد الأمريكي قَصفًا أرضيًّا وجَوِّيًّا أدَّى إلى مَقتل العشرات، وتَردَّدت رِوايات إخباريّة تُفيد بأنّ أكثر من 80 روسيًّا قُتِلوا من جَرّاء هذا القَصف، وهو ما نَفته السُّلطات الروسيّة، وقالت أن العدد لا يَزيد عن خَمسة مُتعاقِدين مع شركات أمنيّة روسيّة.
سورية بحاجَة إلى السَّيطرة على احتياطات النِّفط والغاز لسَد احتياجاتها الضروريّة من الطَّاقة، وتَحقيق الاكتفاء الذَّاتي، ووَقف استيراد الغاز من مِصر، ولذلك ربّما تكون السَّيطرة على هذهِ المَناطِق، شَرق دير الزور، على قِمٍة أولويّاتِها.
القِيادة السوريّة أدارَت حُروبها بِشكلٍ جيّد في السنوات الأخيرة بمُساعدة حُلفائِها، ومن غَير المُستبعد أن تكون حَربها القادِمة ضِد الاحتلال الأمريكي بِشكلٍ مُباشر أو غير مُباشر، خاصَّةً بعد تأكيد ريكس تيلرسون، وزير الخارجيّة الأمريكي بأنّ بقاء قوّات بِلاده على الأرض السوريّة له صِفة الدَّيمومة، وتُفيد تقارير إخباريّة أن الولايات المحتدة أقامت 20 قاعِدة عسكريّة في عين العَرب والحَسكة، ومِنبج والرقّة وريفِها.
الخَيار الأبرز الذي يتحدّث عَنه خُبراء في الشُّؤون العَسكريّة تِكرار سورية لحَرب المُقاومة العِراقيّة ضِد القُوّات الأمريكيّة بعد احتلال العِراق عام 2003، حيث لَعِبَت سوريا دَورًا كبيرًا في تَدريب وتَسليح المُقاوِمين وتَهريبهم إلى العِراق، وكان من بين هؤلاء إسلاميّون مُتشدِّدون، لإلحاق أكبرِ قَدرٍ مُمكن من الخَسائِر البشريّة في صُفوف القُوّات الأمريكيّة، ومُحاولة تَجنُّب المُواجَهة المُباشرة ولو إلى حين.
المُواجَهة الأمريكيّة السوريّة قادِمة حَتمًا، والمَسألة مَسألة اختيار الوَقت المُناسِب، والحُصول على ضُوء أخضر من غُرفَة عَمليّات الحُلفاء.
“رأي اليوم”
 

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز

اترك تعليقاً