الجمعة , أبريل 19 2024
قصة الحجر الأسود.. الحجر المقدس الذي سقط من السماء

قصة الحجر الأسود.. الحجر المقدس الذي سقط من السماء

قصة الحجر الأسود.. الحجر المقدس الذي سقط من السماء

شام تايمز

الحجر الأسود ذلك الحجر الغامض في مجيئة إلى الأرض ، الحجر المقدس عند المسلمين وهو الحجر الذي عانى على مدار آلاف السنين التي مضت من السرقة والتكسير والتحطيم ، وهو الذي وضعه والد الديانات السماوية الثلاث ، النبي إبراهيم الخليل وإبنه اسماعيل ، ليكون مبدئاً لطواف ملايين المسلمين ومنتها له ، لا يزال الغموض والعديد من علامات الإستفهام تكتنف هذا الحجر من حيث تكوينه ومن أين جاء وخصائصة التي يتميز بها عن غيره من أحجار الأرض ، فهل هذا الحجر من أحجار الجنّة ؟ أم أنه من بقايا نيزك قد سقط على الأرض .

شام تايمز

يوجد الحجر الأسود في الكعبة بمكة التي تعتبر مقام مقدس ومقر رئيسي للدين الإسلامي ومركز للحُجاج المسلمين من كافة أنحاء العالم ، و يعتقد المسلمين أنه حجر نزل من الجنّة مع آدم وحواء و هو مودع بأمر الله لنبيه إبراهيم الخليل ، وهو موجود في الركن الجنوبي يسار باب الكعبة ، و لونه أسود مائل للحمرة ، و يرتفع عن أرض المطاف بـ1.10 متر ، وهو مغروس داخل جدار الكعبة المشرفة ، ويعتبر علامة يبتدأ بها المسلمون الطواف 7 مرات عكس عقارب الساعة حول الكعبة وبها ينتهي الطواف يعتقد الكثيرون أن الحجر الأسود ليس من أحجار الأرض وأن له خصائص فريده ، وقد ورد عن الأمام باقر إبن الحُسين أنه قال : نزلت ثلاثة أحجار من الجنّة ، الحجر الأسود إستودعه إبراهيم عليه السلام ، ومقام إبراهيم ، وحجر بني إسرائيل ! و قال محمد طاهر الكردي : الذي يظهر من الحجر الأسود الآن في زماننا “منتصف القرن الرابع عشر الهجري ” ونستلمه ونقبله ثماني قطع صغار مختلفة الحجم ، أكبرها بقدر التمرة الواحدة ، كانت قد تساقطت منه حين الاعتداءات عليه من قبل بعض الجهال والمعتدين في الأزمان السابقة ، وقد كان عدد القطع الظاهرة منه خمس عشر قطعة ، وذلك منذ خمسين سنة ، أي أوائل القرن الرابع عشر للهجرة ، ثم نقصت هذه القطع بسبب الإصلاحات التي حدثت في إطار الحجر الأسود ، فما صغر ورق عجن بالشمع والمسك والعنبر ، ووضع أيضا على الحجر الكريم نفسه ، ذكر” واني ويستكوث” مؤسس الأخوية الهرمزية للفجر الذهبي في كتابة ” الماسوني الساحر” أن الحجر الأسود الذي يعتقد أن إبراهيم جلبة إلى مكة كان يستعمل في الأساس لممارسة طقوس سحرية عميقه !!

قصة الحجر الأسود.. الحجر المقدس الذي سقط من السماء

النبي إبراهيم و الحجر الأسود

روى أبا الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي الذي ولد بمكة وتوفي سنة 250 للهجرة وهو أحد أكبر المؤرخين في القرن التاسع في بناء النبي إبراهيم للكعبة حيث قال : فلما إرتفع البُنيان قرّب له إسماعيل المقام ، فكان يقوم عليه و يبني ، و يحوله إسماعيل في نواحي البيت ، حتى إنتهى إلى موضع الركن الأسود ، فقال إبراهيم لإسماعيل : أبغني حجراً أضعه ها هُنا يكون للناس علماً يبتدؤون منه الطواف ، فذهب إسماعيل يطلب له حجراً ورجع وقد جاءه جبريل بالحجر الأسود ، وكان الله استودع الركن جبل أبي قبيس ، حين أغرق الله الأرض في زمن النبي نوح ، وقال : إذا رأيت خليلي يبني بيتي فأخرجه له ، فقال : فجاءه إسماعيل فقال له : يا أبتي من أين لك هذا ؟ قال : جائني به من لم يكلني إلى حجرك ، جاء به فلما وضع جبريل الحجر مكانه وبنى عليه إبراهيم ، وهو حينئذ يتلألأ تلألؤاً من شدة بياضه ، فأضاء نوره شرقاً وغرباً ويمناً وشاماً ، وروى الأزرقي ايضاً في تاريخ مكة بما يتعلق بالـ الحجر الأسود أنه ليس في الأرض من الجنّة إلا الركن الأسود والمقام ! وقال إنهما جوهرتان من جواهر الجنّة ، ولولا ما مسمهما أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله ! وإدعى ايضاً أن النبي آدم لما هبط من الجنّة أصابته وحشة عظيمة وشوق شديد إلى الجنّة ، واشتد ولهه بها وشوقه إليها ، فأنزل الله الحجر الأسود من الجنّة ليستأنس به ويخفف ما به من الشوق إليها ! .

الحوادث التاريخية للحجر الأسود

لقد جرى على الحجر الأسود عدة حوادث خلال الأزمنة المتقدمة أثرت فيه بالتصدع والتكسر ونحو ذلك ، حيث قد وقع له أمور تقتضي ذهابه مثل الطوفان مثلاً ، ومن الحوادث التي أصابت الحجر :
ورد في كتاب السيرة أن قبيلة قريش أرادات إعادة بناء الكعبة ، فحصل خلاف بين القبائل أيهم يكون له فخر وضع الحجر الأسود في مكانه ، حتى كادت الحرب تنشب بينهم بسبب ذلك ، ثم إتفقوا على أن يحكم بينهم أول رجل يدخل من باب الصفا ، فلما رأوا محمد أول من دخل قالوا : هذا الأمين رضينا بحكمه ، ثم قصوا عليه قصتهم فقال لهم “هلم إلي ثوباً” فأتي به فنشره ، وأخذ الحجر فوضعه بيده فيه ثم قال : ليأخذ رجل من كل قبيلة بطرف من أطراف هذا الثوب ففعلوا وحملوه جميعاً إلى ما يحاذي موضع الحجر من البناء ، ثم تناول هو الحجر ووضعة في موضعه ، وبذلك إنحسم الخلاف ، و في سنة 317هـ قام “أبو طاهر القرمطي” ملك البحرين بغارة على مكة والناس محرمون ، واقتلع الحجر الأسود و أرسلة إلى هجر “الأحساء” وقتل عدد كبير من الحجاج ، وذكر ابن كثير في أحداث سنة 317 أن أبو طاهر القرمطي أمر في أن يقلع الحجر الأسود ، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال : أين الطير الأبابيل ؟ وأين الحجارة من سجيل ؟ ثم قلع الحجر و أخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم ، فمكث الحجر عندهم 22 سنة حتى ارتدوه ، قيل أن أمير مكة و أهل بيته وجنده تبعوا القرمطي لما رجع إلى بلاده ومعه الحجر الأسود ، وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه ، وبذل له جميع ما عنده من أموال فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكه فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده ، و استمر ذاهباً إلى بلاده ومعه الحجر و أموال الحجيج ، ذكر ابن كثير في خبر رجوع الحجر إلى مكة سنة 339هـ حيث قال : في هذه السنة المباركة في ذي القعدة منها رد الحجر الأسود المكي إلى مكانه في البيت ، وكان ملكهم إذ ذاك أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسين الجنابي ، ولما وقع هذا أعظم المسلمون ذلك ، وقد بذل لهم الأمير بجكم التركي خمسين ألف دينار على أن يردوه إلى موضعه فلم يفعلوا ، وقالوا : نحن أخذناه بأمر فلا نرده إلا بأمر من أخذناه بأمره ، فلما كان في هذا العام حملوه إلى الكوفة وعلقوه على الأسطوانة السابعة من جامعها ليراه الناس ، وكتب أخو أبي طاهر كتابا فيه : إنا أخذنا هذا الحجر بأمر وقد رددناه بأمر من أمرنا بأخذه ليتم حج الناس ومناسكهم .

ومن الأحداث الي حصلت للحجر الأسود قصة الرجل النصراني سنة 363هـ التي ذكره ابن فهد المكي في كتاب “إتحاف الورى بأخبار أم القرى” حيث ورد فيه أن رجل نصرانياً جاء من بلاد الروم إلى مكة فضرب الركن بمعمول ضربة شديدة فلما هم بضربه ثانية جاءه رجل من اليمن كان يطوف في البيت فطعنه بخنجر حتى قتله ، في سنة 413هـ حصل إعتداء آخر على الحجر قام به مجموعة من عشر فرسان جاءوا من قبل الحاكم العبيدي في مصر ، وكان يقودهم رجل في إحدى يديه سيف مسلول ، وبالأخرى دبوس ، حيث قال عنهم ابن فهد المكي في كتابه ” بعدما فرغ الإمام من صلاة الجمعة ليوم النفر الأول ، وقبل عودة الحجيج من منى ، قام قاصداً الحجر كأنه يستلمه ، فضرب وجه الحجر ثلاث ضربات متوالية بالدبوس ، وهو يقول : إلا متى يعبد الحجر الأسود ؟ ولا محمد ، ولا علي يمنعاني عما أفعله ، فإني أريد اليوم أن أهدم هذا البيت وأرفعه ، وكان على أبواب المسجد عشرة فرسان لنصرته ، فاحتسب رجلاً وثار به فطعنه بخنجر و هجم عليه الناس فقتلوه ، وقطعوه وأحرقوه بالنار ، وأقام الحجر على حاله ذلك يومين ، وكان قد تنخش وجهه في وسطه ، وصارت فيه شقوق يميناً ويساراً ، وتقشر من تلك الضربات ، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وخرج مكسره أسمر يضرب الى صفرة ، ثم أن بعض بني شيبة جمعوا ما وجدوا مما سقط منه ، وعجنوه بالمسك واللَك “صبغ أحمر” و حُشيت به الشقوق.

ورد في كتاب “فضل الحجر الأسود” لابن علان حادثه حصلت للحجر الأسود سنة 990هـ حيث جاء رجل أعجمي من العراق ، وكان منجذبا ، فضرب الحجر الأسود بدبوس في يده ، وكان عند البيت الأمير ناصر جاوس حاضرا الذي طعن الاعجمي بخنجر فقتله ، أصاب الحرم المكي حريقان ، الأول : كان في عهد قريش قبل الإسلام ، فاحترق الحجر الأسود ، واشتد سواده ، والثاني : في عصر الإسلام في عهد عبد الله بن الزبير حين حاصره الحصين بن نمر الكندي ، فاحترقت الكعبة المشرفة واحترق الحجر الأسود ، فتفلق ثلاث فلق ، حتى شد شعبة ابن الزبير بالفضة ، فكان ابن الزبير أول من ربط الركن الأسود ، في عهد هارون الرشيد ، كانت الفضة التي على الحجر الأسود قد رقت و تزعزت من محلها ، حتى خافوا على الركن أن ينقض فأمر هارون الرشيد بإصلاحه و أمر بالحجارة التي بينها الحجر الأسود فثقبت بألماس من فوقها وتحتها ثم أفرغ فيها الفضة وهي الفضة التي عليها اليوم .

صفات الحجر الأسود

يعتقد الكثيرون أن الحجر الأسود من أحجار أو ياقوت الجنة ، والبعض يعتقد ايضاً أنه قد نزل مع آدم أو قبل نزوله ليكون أساس يطوف الناس حوله 7 مرات ، حيث ورد عن أنس بن مالك أن النبي محمد قال : كان الحجر من ياقوت الجنة فمسحه المشركون فاسود من مسحهم إياه ، يعتقد بعض المسلمين أن مسح الحجر الأسود باليد مكفر للخطايا ، حيث ورد عن عبد الله بن عمير عن أبيه قال : إن ابن عمر كان يزاحم على الركنين “الأسود واليماني” زحاماً ما رأيت أحداً من أصحاب النبي محمد يفعله ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن إنك تزاحم على الركنين زحاماً ما رأيت أحداً من أصحاب النبي يزاحم عليه ؟ فقال : إن أفعل فإني سمعت النبي محمد يقول : إن مسحهما كفارة للخطايا ! للحجر الأسود لونين نقيضين هم الأسود والأبيض ، حيث ورد في بعض الآثار أن الحجر الأسود شديد البياض وساطع الضوء وقد سودته خطايا البشر ، وقد كتب ابن عبد ربه في “العقد الفريد” أنه ذُكر عن بعض المكيين حديثاً يرفعونه إلى مشايخهم ، أنهم نظروا إلى الحجر الأسود إذ هدم ابن الزبير البيت ، فقدروا طوله ثلاث أذرع ، وهو ناصع البياض فيما ذكروا إلا وجهه الظاهر ، واسوداده فيما ذكروا يعتقد أنها لاستلام أهل الجاهلية إياه ، ولطخه بالدم ، ذكر الفيروز آبادي في كتاب “القاموس المحيط” عن الحجر الأسود أن واثلَة الليثي قال : رأيت الحجر الأسود أبيض ، و لم يذكر الفيروز آبادي متى كان ذلك ، إذ أنه لو كان قول وأصله صحيحاً فإن الحجر قد أسود في مرحلة متأخرة جداً

خصائص الحجر الأسود

للحجر الأسود خصائص تساعد على الشفاء ، حيث يعتقد الناس قبل الإسلام في أن النظر إلى الحجر الأسود يساعد النساء العقم على الحمل ، حيث ورد في كتاب “السيرة النبوية” عن عمر بن الخطاب أنه قال : الحجر الأسود من أحجار الجنة أهبط إلى الأرض وهو أشد بياضاً من القطن ، فما اسود إلا من خطايا بني آدم ، ولولا ذلك ما مسه أبكم ولا أصم ولا أعمى إلا برأ ، وقال محمد الرسول لزوجته عائشة وهي تطوف معه بالكعبة حين استلم الركن : ” لولا ما طبع على هذا الحجر يا عائشة من أرجاس الجاهلية وأنجاسها إذاً لاستشفي به من كل عاهة ، وإذاً لألفى اليوم كهيئته يوم أنزله الله عز وجل ، وليعيدنه إلى ما خلقه أول مرة وإنه لياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة ، ولكن الله سبحانه وتعالى غيّره بمعصية العاصين وستر زينته عن الظلمة والأثمة لأنه لا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شيء كان بدؤه من الجنة ” وقيل أن الحجر الأسود كان يستخدم قبل الإسلام في بعض الطقوس الوثنية والسحر ، حيث يعتقد الكثير أن له خصائص فريدة تميزه عن جميع احجار الأرض !! يعتقد بعض شيوخ العصر الحديث أن للحجر الأسود خصائص إشعاعيه مستدلين بحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال سمعت النبي محمد يقول : الركن و المقام ياقوتتان من يواقيت الجنة ، ولولا أن الله طمس نورهما لأضاء ما بين المشرق والمغرب .

دراسات و تجارب على الحجر الأسود

نوقشت طبيعة الحجر الأسود كثيراً ، وقد وصف أنه له طبيعة مختلفة كما حجر البازلت والعقيق ، وقد قامت عليه بعض الدراسات و الأبحاث وسنذكر بعضاً منها :
في عام 1856 نشرت دراسة قام بها العالم البريطاني “ريتشارد ديبرتون” في كتاب بعنوان “الحج إلى مكة والمدينة” حيث قام برحلة إلى الحجاز متخفياً في زى مسلم مغربي وكان يجيد العربية وتمكن من الحصول على شظايا من الحجر الأسود وعاد بها إلى بريطانيا وقام بإجراء العديد من التجارب عليها في المعامل الجيولوجية فتأكد بان تركيب الحجر لا يماثل أي تركيب جيولوجي على الأرض و أنها ينفي فرضية أن يكون الحجر عقيق وأوضح إن هذا الحجر هبط من السماء لأن له خصائص الطفو فوق سطح الماء ! في مسعى لعلماء الجمعية البريطانية التابعة لجامعة كامبردج ، تم إرسال شخص في القرن التاسع عشر للحصول على قطعة من الحجر الأسود لغرض دراستها والتأكد منها ، هل هي طبيعية أم لا ، وفعلاً نجح ذلك الشخص ودخل الكعبة وفى غفلة الحراسة ولم تكن شديدة مثل هذه الأيام ، وكسر قطعة من الحجر الأسود ، وذهب بها إلى جدة واحتفل به سفير بريطانيا في السعودية إحتفال الأبطال ، ووصلت القطعة إلى بريطانيا ، وأودع قطعة الحجر الأسود في متحف التاريخ الطبيعي بلندن ليقوم بتحليله وأثبتوا أنه “نيزك” من نوع فريد ، وقد نشرت نتائج التجربة في كتاب ” رحلة إلى مكة” ورغم هذه النتائج إلا أنه تم إعادة النظر فيها في عام 2004 في أن كان حقاً الحجر الأسود هو نيزك !

في عام 1974 أقترح النمساوي “بول بارتش” أن الحجر الأسود كان في الواقع عقيق لأن خصائصه التي تجعله يطفو فوق سطح الماء ، وأنه يعتبر غير عازل لضوء رغم خصائصه الحجرية ،
في عام 1980 أقترح “تومسن” من جامعة كوبنهاغن فرضية مختلفة وهي أن الحجر الأسود يحوي تراكيب زجاجية وكتل السيليكا ويحوي في تركيبة على الغاز الأبيض الذي يعطيه خاصية تسمح له بأن تطفو على سطح الماء ، أجرى بعض الباحثين تجارب غير مخبريه على الحجر الأسود ، حيث وجودوا أنها لا يتأثر بأي نوع من الحرارة مهما كانت درة حرارتها ، و ان الضوء يمر من خلاله أي أنه لا يعتبر حاجز لضوء ، كما أنها لا ينقل الأمراض رغم أعداد المقبلين له يومين ! وكونها تجارب لم تختبر في المختبر لا يمكن الجزم بصحتها ، و نشر فهد عامر الأحمدي في صحيفة الرياض مقال بعنوان الحجر الأسود هل هو ألماس فضائي أسود ؟ حيث قال فيه هناك أحاديث نبوية كثيرة تفيد بقدوم الحجر الأسود “الموجود في الكعبة” من خارج الفضاء الخارجي ، فقد جاء عن عبد الله بن عمر أنه قال : نزل الركن الأسود من السماء فوضع على جبل أبي قبيس كأنه مهاة بيضاء ” أي بلورة ” فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد إبراهيم وهذه الحقيقة تذكرنا على الفور بنوع فريد من النيازك الفضائية يدعى الألماس الأسود ويعرف في علم الجيولوجيا باسم Carbonados وهذا الألماس شديد الصلابة يتميز داخله بالبياض الناصع في حين يغلف خارجه بطبقة سوداء محترقة “أشبه بالزجاج الذائب” ومن المعروف أن الألماس يمكن أن يتكون في الفضاء الخارجي ، كما يمكن أن ينفصل مباشرة من الأجرام السماوية البعيدة ، وحين ينزل الى الأرض تحترق طبقته الخارجية “بسبب احتكاكه السريع بالغلاف الجوي” فيتشح خارجه باللون الأسود الصقيل ، وهذا النوع من النيازك أكثر ندرة بآلاف المرات من الألماس الأرضي ، والمعروف منه حتى الآن اكتشف على مدى زمني طويل في أفريقيا والبرازيل ! و يعتقد الأحمدي أن الحجر الأسود ما هو إلا ألماس فضائي و أن الأحاديث النبوية تؤكد أصله الفضائي !

الحجر الأسود في الإنجيل

بما أن الحجر الأسود مرتبط بإبراهيم الذي إنبثقت منه الأديان الثلاث اليهودية ، المسيحية ، و الإسلام ، فأن هناك إشارات في الإنجيل والتي يعتقد المسلمون أنها إشارات على الحجر الأسود ، جاء في الإصحاح الحادي والعشرين من إنجيل (متّى) “قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب ، الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب ، كان هذا وهو عجيب في أعيننا ، لذلك أقول لكم : إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل على إثماره” ، هل المقصود بهذا الحجر الذي رفضة البناؤون هو نفسه الحجر الأسود الذي في مكة !؟ الحجر الذي قطع بدون يدين والحجر الذي رفضه البناؤون : قال دانيال النبى في إعلانه لما جاء برؤياه وحلم نبوخذ نصر ” كنت تنظر إِلى أَن قطع حجر بغير يدينِ فضرب التمثال على قَدميه اللتَينِ من حديدٍ وخزفٍ فسحقهما ، فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والْفضة والذهب معًا وصارت كَعصافَة البيدر في الصيف فَحملَتها الريح فَلَم يوجد لها مكان ، أما الحجر الذي ضرب التمثَال فَصار جبلًا كَبِيرًا وملأَ الأَرض كلها” (دانيال2/34-35).
وقال في التفسير ” وفي أَيام هؤلاء الملوك يقيم إِله السماوات مملكة لن تنقرض أبدا وملكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت إِلى الأبد ، لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبلٍ لا بِيدينِ فسحق الحديد والنحاس والخزف والْفضةَ والذهب” (دانيال2/44-45).

رأي المشككين

قال بعض المشككين كيف للحجر الأسود أن يسود بسبب خطايا أهل الشرك ، ولا يبيضه توحيد أهل الإيمان ؟ فرد عليهم المحب الطبري بأن ” العادة بأن السواد يُصبغ ولا ينصبغ ، والبياض ينصبغ ولا يُصبغ” ، يرى بعض المشككين أن الحجر الأسود هو إمتداد لطقوس الوثنية التي كانت قبل الإسلام وهو من بقايا التماثيل حول الكعبة !! كما يرى بعض الباحثين المشككين أن الحجر الأسود هو رمز قديم لعبادة الإجرام حيث ارتبط بالكعبة التي توجد بمحاذاة دقيقة مع اثنين من الظواهر السماوية وهم : دورات القمر ، وارتفاع كانوب ألمع نجم بعد الشعرى .

الحجر الأسود في الأدب

قال أبو طالب عم النبي محمد في قصيدته عن الكعبة والحجر والمقام :

وبالبيت حق البيت من بطن مكـــة وبــــــــالله إن الله ليس بغافــل

وبالحجر المســـود إذ يمسحـونــه إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل

وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة على قدميه حافياً غير نــــاعل

وقال الأديب إبن نباته في قصيدة مدح أوردها في كتاب “المُجاز في حقيقة الحجاز” قال فيها :

ألم تر خالها المسود أضحى يفوق على الصباح المستطــــير

تقبله الطـوائف طائفــــــات فيا شرف المباسم والثغـــــــــور

تكون درة بيضـــاء لكــــــن تسود من الذنوب أولي القصور

أقبله لعل فمــــي يلاقــــــي مكانا فاز بالهادي البشــــــــــير

بحث وإعداد : ياسمين عبد الكريم – معبد الغموض

اقرأ أيضا: قفزات علمية مرتقبة ستغير حياة البشر في 2021

شام تايمز
شام تايمز