السبت , أبريل 20 2024
2021 عام السفر بأقل التكاليف

2021 عام السفر بأقل التكاليف

2021 عام السفر بأقل التكاليف

شام تايمز

أدّى كابوس عام 2020 إلى توقف سلسلة الأرباح المستمرة لشركات الطيران خلال العقد الماضي، وذلك بسبب التفشي المضطرب وغير المسبوق لجائحة فيروس كورونا التي أدت إلى تعثّر العديد من شركات الطيران، إلى جانب شركات تصنيع الطائرات والمطارات وشركات التأجير.

شام تايمز

وسيكون عام 2021 انتقالياً يعيد تشكيل هذا القطاع المسؤول عن حوالي 208 ملايين رحلة سنوية حول العالم. وعلى أفضل تقدير لا يزال الطريق وعراً أمام هذا القطاع، إذ تعتمد عودة السفر على وتيرة طرح اللقاح أمام الجمهور، وتوافر رأس المال، والسياسات الحكومية، وعدم القدرة على التنبؤ بتفشّي فيروس لم يُفهم بشكل كامل بعد، ولكن تظل هناك لمحات إيجابية، مثل الرحلات الجوية التجارية إلى الفضاء القريب. وإليكم بعض التطورات التي نتطلع إليها في العام الجديد.

حرب على الأسعار للتشجيع على العودة للسفر والطيران

يقول تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، إن حركة الطيران لن تشهد دفعة كبيرة في سبيل التعافي حتى يصبح معدل انتشار اللقاح كافياً لخفض معدلات الإصابة والتفشّي. وحتى ذلك الحين سيتطلب الأمر جهوداً خرافية لتشجيع الأفراد على العودة إلى السفر والطيران.

في أوروبا، سوف يعني ذلك خفض الأسعار لمستوى يصل على 12.33 دولار، وفقاً لمايكل أوليري، الرئيسي التنفيذي لشركة الطيران الأيرلندية Ryanair Holdings Plc. إذ أعلنت الشركة يوم الخميس، 7 يناير/كانون الثاني، خفض أسعارها وتقليص جدول رحلاتها حتى شهر مارس/آذار، ما يؤكد حالة عدم اليقين التي تخيّم على هذا القطاع.

شروط السفر الجديدة بين الدول الأوروبية

ومن الأفكار الأخرى المطروحة لجذب المسافرين إقامات فندقية مجانية، وعروض فردين بسعر فرد واحد، وتأمين سفر مجاني. ولاقت عروض شركة الطيران الصينية China Eastern Airlines Corp، المتمثلة في تقديم رحلات غير محدودة بسعر رحلة واحدة، رواجاً كبيراً، إلى جانب عرض وكالات السفر في الصين عبر الإنترنت أسعاراً رخيصة للغاية خلال موسم عطلات رأس السنة القمرية الشهر المقبل.

ولكن يظل السؤال الرئيسي هو مقدار الوقت المطلوب حتى يصبح العملاء في غير حاجة إلى تلك الحوافز. يقول جون غرانت، كبير المحللين بشركة OAG المتخصصة في حجوزات الطيران، إن قطاع الطيران لن يشهد تعافياً حتى لا تبقى هناك حاجة للإغراءات، وتصبح شركات الطيران قادرة على تصميم خططها واستراتيجياتها من أجل تحقيق الأرباح، وليس فقط لإيقاف نزيف الخسائر.

إعادة تشكيل السوق

اختفت عشرات شركات الطيران أو تقدمت بطلب إعلان إفلاسها منذ بدء الجائحة. إلى جانب عدد أكبر من الشركات يعاني للبقاء، وسط مخاطر الاستحواذ عليها لصالح شركات أكبر وأقوى.

في ألمانيا، تستهدف شركة Deutsche Lufthansa AG الاستحواذ بشكل مباشر على شركة Condor المتخصصة في حجوزات العطلات، وإضافة رحلات إلى بعض المناطق المشمسة مثل زنجبار وكورفو. وفي الهند، اشترت شركة Tata Sons Ltd حصة شريكتها المتعثرة AirAsia Group Bhd في مشروعهما المحلي المشترك.

رحلات الفضاء

بعد سنوات من العمل والتحضيرات ينتظر العالم انطلاق أول مغامرة إلى الفضاء تضم “أفراداً عاديين” مع الملياردير ريتشارد برانسون في عام 2021، لافتتاح خط الرحلات التجارية إلى الفضاء القريب في شركة Virgin Galactic Holdings Inc. وحسبما ذكرت الشركة للمستثمرين، سوف تُقلع المركبة الفضائية بالملياردير برانسون من نيومكسيكو خلال الربع الأول من العام الحالي، ثم تبدأ رحلات لمجموعة تصل إلى 600 عميل دفعوا ما يصل إلى 250,000 ثمناً للتذكرة الواحدة.

وقد يشهد مشروع برانسون منافسة من جيف بيزوس، الذي يعمل على تطوير صاروخ New Shepard مع شركة Blue Origin LLC لأغراض رحلات الفضاء. وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أجرت الشركة اختبارها السابع من مدينة فان هورن، تكساس. وتخطط لإجراء “اختبارين آخرين” قبل أن تبدأ رحلاتها “المأهولة”.

لعنة الطائرات الكبيرة

في الوقت الذي بدأ فيه الاهتمام بالطائرات الأصغر حجماً يشهد سوق طائرات الممر المزدوج من شركتي Airbus SE وBoeing Co تراجعاً حاداً. كانت المبيعات منخفضة بالفعل من قبل الجائحة، ويؤدي وجود فائض من الطرازات المستخدمة إلى تراجع الطلب على تلك الطائرات.

ومع تعليق الرحلات الجوية الطويلة، سجلت شركات الطيران معدلات تقاعد أعلى للطائرات الأكبر حجماً في أسطولها، وفي المقابل سجلت شركتا Airbus وBoeing تراجعاً أكبر في الطلبات الجديدة. ويتوقع المحللون خفض أكبر في معدلات إنتاج طائرات Boeing 787 وAirbus A350 الأفضل مبيعاً لفترات طويلة.

خروج بعض المدن عن خريطة السفر الجوي لضعف الروابط

بلغ السفر الجوي ذروته عام 2019 مع تخصيص شركات الطيران الكُبرى عدداً هائلاً من الرحلات القصيرة. والآن، تتخلى الشركات عن بعض الرحلات غير المربحة لتقليص خسائرها. ويرى جون غرانت أن هذا التراجع قد يستمر إلى أجل غير مسمّى.

من أواخر شهر مارس/آذار المقبل، سوف توقف شركة الخطوط الجوية British Airways بشكل نهائي 13 رحلة طويلة إلى أمريكا الشمالية والشرق الأوسط وجنوب إفريقيا وآسيا. كما ستوقف شركة Cathay Pacific رحلاتها إلى سبعة مواقع عالمية مع تزايد خسائرها.

وقد تخرج بعض المدن عن خريطة السفر الجوي بسبب ضعف روابطها مع الأسواق الرئيسية مثل الصين، وستخضع كل الرحلات من بكين إلى لشبونة وبرشلونة وحتى العاصمة الإسبانية مدريد إلى إعادة تقييم من قبل شركات الطيران. ومن غير المرجح أن تتمكن شركات الطيران الكُبرى في الشرق الأوسط مثل Emirates وQatar Airways، على ملء ذلك الفراغ، رغم اشتهارهما بنقل الركاب إلى جميع أنحاء العالم. يقول غرانت: “هذه الشركات تخدم أكبر عدد ممكن من الوجهات، وهذا جيد في الظروف العادية لنُدرة الرحلات المباشرة، ولكن الأمر يتعلق الآن بالعودة إلى مستويات الطلب قبل الجائحة”.

فرص لشركات الطيران الناشئة

قد يبدو تأسيس شركة طيران الآن في ظل أسوأ انكماش اقتصادي يشهده هذا القطاع على الإطلاق أمراً متهوراً، إلا أن هناك بعض المنطق وراء هذه الفكرة. سيظل تمويل عملية التأسيس رخيصاً في ظل هذه الظروف، وقد خلّفت الجائحة أسطولاً ضخماً من الطائرات بلا رحلات، معظمها مملوك لشركات تأجير تسعى جاهزة للعثور على مشغلين جدد.

كما تبحث شركات صناعة الطائرات عن مشترين للطائرات الجديدة عقب إلغاء الكثير من طلبات الشراء. واضطرت معظم الشركات أيضاً إلى خفض العمالة وتسريح آلاف العاملين، مما يوفر لأي شركة ناشئة منافسة خيارات كثيرة من الموظفين لديهم الخبرات المطلوبة، ومع التدهور الاقتصادي ومستويات الديون العالية، سيسعى أصحاب الخبرات إلى القبول بأي عرض.

ومن المشروعات الناشئة الجارية، تهدف شركة Cyrus Capital إلى إحياء شركة Flybe البريطانية بعد شرائها من المسؤولين، بينما ذكر مؤسسو شركة PT Lion Mentari Airlines أنهم يخططون لتأسيس شركة ناشئة في إندونيسيا. وساعدت شركة تأجير الطائرات الجنوب إفريقية Global Airways في تأسيس شركة Lift للرحلات المخفضة يوم 10 ديسمبر/كانون الأول باستخدام طائراتها الفائضة، مما يشير إلى اتجاه جديد محتمل للشركات العالقة بعدد كبير من الطائرات المتوقفة عن العمل.
تغييرات كبيرة في عالم السفر والطيران

نتذكر جميعاً كيف غيّرت أحداث 11 سبتمبر/أيلول من تجربة السفر الجوي، وظهرت طوابير التفتيش الطويلة وخلع الحذاء وفرض قيود على اصطحاب أي أنواع من السوائل على متن الطائرة. ومن المرجح أيضاً أن نشهد تغييرات جديدة في تجربة السفر الجوي بسبب جائحة كوفيد، منها استمرار ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي واستخدام التطبيقات الخاصة بسجلات الركّاب.

من المتوقع أن يُطالب العملاء شركات الطيران بالحفاظ على نفس المستويات العالية الحالية من التعقيم والنظافة، الأمر الذي قد يؤثر على أرباح الشركات. وتعد اختبارات “كوفيد” قبل المغادرة أحد التغيرات الكبرى التي أصبحت جزءاً معتاداً من المشهد. حرصت شركات الطيران على هذه الخطوة من أجل تشجيع الأفراد على السفر، ولكنها لم تنجح بشكل كبير حتى أُجبرت الحكومات على إعادة التفكير بالأمر عقب اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس في بريطانيا. طالبت فرنسا ودول أوروبية أخرى فحص كل الركاب البريطانيين، بينما جعلت الخطوط الجوية البريطانية، مثل British Airways وVirgin Atlantic Airways Ltd.

الفحوصات إلزامية للرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة، السياسة التي تفكر الولايات المتحدة في تطبيقها على كل الرحلات القادمة إليها من الخارج. وعلى صعيد منفصل، ألغت العديد من شركات الطيران رسوم تغيير الرحلات، وجعلت سياسة استرداد المال أسهل بعد أزمة احتفاظ الشركات بإيرادات الرحلات الملغاة. ومن المحتمل أيضاً أن تمتد التغييرات المستقبلية لتشمل تحسّن عمليات الصعود إلى الطائرات وتسجيل الوصول.

عربي بوست

اقرأ أيضا: ضبط 2515 ليتر مازوت معدة للإتجار بالسوق السوداء بإحدى محطات المحروقات في اللاذقية

شام تايمز
شام تايمز