الخميس , أبريل 25 2024

عملية “تجميد البويضات” تنتشر في سوريا بكلفة 3 مليون ليرة !

عملية “تجميد البويضات” تنتشر في سوريا بكلفة 3 مليون ليرة !

كاترين الطاس
ظاهرة “جدلية” جديدة بدأت تنتشر في المجتمع السوري بين فئة الفتيات غير المتزوجات وخاصة بين اللواتي اقتربن من سن الأربعين وما فوق.
فالخوف من عدم القدرة على الإنجاب في سن متأخرة، جعل بعض الفتيات السوريات يقمن ب “تجميد بويضاتهن”.
سلاح ذو حدين
الدكتور هيثم عباسي، الأستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق والمشرف في معالجة العقم وطفل الأنبوب، كشف لموقع “صاحبة الجلالة” أن عمليات تجميد البويضات موجودة في سوريا، ولكن أقل من عمليات تجميد الأجنة التي تقوم بها النساء المتزوجات.
وقال عباسي “عمليات تجميد البويضات موضوع شائك وحساس وله سلبيات كثيرة وليس بالسهولة المتوقعة”، متابعا “فيجب أن يكون هناك شروط دقيقة جدا للعمل به، ويحتاج إلى تحريض وتنظير بطن، فهو سلاح ذو حدين، نحن نقوم به بحدود معقولة ولغرض معين، أما استخدامه بشكل كبير هذا أمر خاطئ”.
نجاح غير مضمون
وعن نسبة نجاح هذه العمليات، أجاب عباسي “نسبة نجاحه غير مضمونة، لأنه إذا قامت الفتاة بتجميد البيوض ووصلت لسن الأربعين وكان هناك مشاكل في الرحم لم تستفد شيئا من البيوض المجمدة،
فالتجميد يكون بشروط معينة ولأجسام معينة لأن المرأة تتطور في العمر والجهاز الأنثوي حساس جدا وأكتر من الجهاز الذكري”.
وأضاف “لكي تنجح العملية يجب أن يكون عند الأنثى استقرار هرموني، فعمليات طفل الأنبوب نسبة نجاحه 20% بأفضل وأرقى المراكز في العالم ولو كان 100% فلم يعد هناك عقم عند أحد، فحتى عمليات طفل الأنبوب ومع كل شروطه يخضع لعمليات فيزيولوجية كثيرة ولا ينجح عند أي امرأة”.
وتابع عباسي “عندما نقوم بعملية تجميد بويضات لأي فتاة، نقوم بعملية تحريض كاملة وتنظير للبطن حتى لا يتمزق غشاء البكارة عندها”.
كيف يتم “تجميد البويضات” ؟
يتم تجميع البويضات من مبايض المرأة، ثم يتم تجميدها غير مخصبة وتُخزن للتخصيب في وقت لاحق حيث يتم دمجها مع حيوان منوي في المختبر وزراعتها في رحم المرأة.
حيث تخضع الراغبات في إجراء هذه العملية لنوعين من الاختبارات، الأول متعلق بالأمراض المنقولة جنسيا، وأمراض الدم والكبد الوراثية، أما الاختبار الثاني فهو تحليل مخزون البويضات، لقياس أعداد وجودة البويضات المتبقية لدى من تخضع للعملية. ويرتبط هذا العدد بهرمون الخصوبة، ويُجرى التحليل عن طريق سحب عينة من الدم، بحيث كلما زادت نسبة الهرمون، كان ذلك دليلا على كثرة عدد وجودة البويضات.
3 مليون ليرة
وعن تكلفة عملية تجميد البيوض، كشف عباسي أنها “تكلف حوالي 3 مليون ليرة سورية، ومشافي محدودة بدمشق التي تجري هذه العمليات”.
وأخيرا ما نود الإشارة إليه أن الحرب الإرهابية على السورية والتي أودت بحياة الكثير من شبابها وسببت هجرت البعض ولاسيما ممن هم بعمر الزواج، يضاف إليها الأوضاع الاقتصادية المتردية أدت إلى ارتفاع نسبة العنوسة بشكل كبير تجاوز الحد الطبيعي، والذي سيؤدي حكماً إلى انتشار هكذا عمليات بين الفتيات خوفاً من حرمانهن الأمومة، وسيكون له آثار خطيرة على المجتمع السوري.

صاحبة الجلالة