السبت , أبريل 20 2024

الروسي والبرازيلي في مواجهة الذهب الأصلي.. من يرفع معدلات الزواج ومن يقللها؟

الروسي والبرازيلي في مواجهة الذهب الأصلي.. من يرفع معدلات الزواج ومن يقللها؟

شام تايمز

مع ارتفاع أسعار الذهب ووصولها لأرقام غير مسبوقة بتاريخ سوريا، لجأ بعض السوريين إلى استبدال هذا المعدن بأنواع أخرى كالمكسور (مستعمل)، أو الروسي وحتى البرازيلي، حتى باتت هذه الأصناف الثلاثة مع مرور الوقت تقليداً شائعاً، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ومواصلة أسعار الذهب ارتفاعها.

شام تايمز

وأزالت الجمعية الحرفية للصياغة وبيع المجوهرات، عن عاتقها مسؤولية وجود هذه الأنواع بالأسواق من خلال تحذيرها المواطنين من شرائها، فأعادت أمس نشر تعميم حذرت فيه من بيع الذهـب المستعمل لأي شخص غير حرفي تحت طائلة المسؤولية، مؤكدةً أنه (لا يحق للمواطن بيع ذهـب مكسور للصائغ ولا العكس) علماً أن سعر غرام الذهـب وصل حتى اليوم 2 شباط، إلى 150 ألف ليرة سورية.

وفي وقت سابق كشف رئيس جمعية الصاغة غسان جزماتي أنه لم يدخل إلى أسواق سوريا أي ذهـب خام منذ قرابة 10 أشهر نتيجة إغلاق الحدود بسبب كورونا، وبالذات إغلاق الحدود مع لبنان التي كان يدخل الذهـب الخام عن طريقها.

المكسور يجبر الخاطر:

هل عندك ذهب مكسور؟ سؤال بات متداولاً في الأسواق، فأصبح بيع (الـذهب المكسور) تجارة رائجة عند بعض الصُّياغ، إذ لم يعد صَهْرُ المُباع منه ذو جدوى، في ظل العرض والطلب على هذا المعدن النفيس.

الصائغ “أبو أحمد” اشتكى في حديث مع “أثر” من ركودٍ في أسواق الذهـب، عزاه للأوضاع الاقتصادية، والفترة الشتوية التي تقل فيها أساساً مناسبات الزواج، مضيفاً “تجارة الـذهب يمكن وصفها بالموسمية، فهي تنشط في فصل الصيف أكثر”.

أما بالنسبة للذهـب المستعمل فأشار الصائغ إلى أنه مطلوب من قبل البعض ويسمى عند الصّاغة الذهـب المكسور؛ لكنه نفى أن يكون متوفراً باستمرار ويضيف: “المقبلون على الخطوبة هم أكثر من يطلب هذا النوع من الذهـب، وليس من يريد الادخار”.

وعن سبب توجه البعض للذهـب المكسور يقول: “إن أسعار الربح أقل، عدا عن أنه وسيلة لتجميد المال”.

الذهب الروسي ليس ذهباً:

وإضافة إلى رواج الذهب المكسور، ثمة الذهـب الروسي، الذي أصبح بديلاً عن الذهـب الحقيقي، وعن سبب هذه التسمية يقول أحد الصياغ لـ”أثر”: “الذهـب المقلد ليس روسياً بل هو ذهب محلي قامت الورش بتصنيعه وأطلق عليه الناس هذا الاسم، فهو لا يحتوي على أي نسبة ذهب حقيقي وإنما معادن أخرى”.

مقابل ذلك، يرى “سمير” بائع في محل للمجوهرات التقليدية والإكسسوارات، أن الذهب الروسي أصبح بديلاً عن الذهب الحقيقي عند البعض، خاصة وأن بعض القطع المقلدة تشبه مثيلاتها في محال الصّاغة، وهذا ما شجّع بعض الأزواج بالاتفاق فيما بينهم، لشراء ما يلزمهم من أطقم، وعقود، وخواتم، من الذهـب الروسي المقلد.

ويرى “سمير” أن الذهـب الروسي ساهم في انخفاض مبيعات المصاغ الحقيقي، لكنه ليس السبب الوحيد، فهناك أسباب عديدة للركود الذي تشهده أسواق الذهب، أهمها الأوضاع الاقتصادية، وتقليص الشراء حسب اتفاق الأزواج.

أحد الصياغ يقول لـ”أثر”: “بعض الأزواج يشترون قطعة أو اثنتين، من الذهـب الحقيقي، ويكملون الشراء من الذهـب المقلد (الروسي)، لكن الغالبية يرون أن ذلك جزء من المهر، وهو حق شرعي للزوجة”.

ويضيف، في وقلت بلغ سعر الخاتم “الحابس والمحبس” من الذهب العادي عيار 21 بوزن 5 غرامات فقط، حوالي المليون ليرة سورية، فالروسي أرخص بكثير وبنفس الشكل ويكاد لا يمكن تفريقه بالعين المجردة من أول نظرة.

وهنا يعقب: “محابس الذهـب الروسي تبدأ أسعارها من 2000 إلى 15 ألف، طقم ذهب (طوق وحلق وأسوارة) بسعر وسطي 25 ألف، وبالمفرق يكون سعر القطعة أغلى، فالأسوارة مثلاً تباع بـ10 آلاف ليرة سورية”.

البرازيلي يسيء للسوري.. في سوق الذهب:

أما الذهب البرازيلي، يوضح البائع “سمير”: جاءت تسميته من كون الذهب البرازيلي أخف العيارات على الإطلاق “عيار9” فالتسمية للدلالة على نسبة الذهب القليلة مع أنه لا علاقة له بالبرازيل”، مضيفاً أن أسعاره تقارب أسعار الذهب الروسي.

فيما اعتبر رئيس جمعية الصاغة غسان جزماتي أنه يجب ضبط انتشار الذهب البرازيلي لأنه يسيء للذهـب السوري الأصلي، منوّها إلى أن المحلات التي تبيعه ليست منتسبة لجمعية الصاغة، ولا تشرف الأخيرة على عملها، ومن يشتري الذهـب البرازيلي يخسر القيمة المادية التي دفعها ثمناً له، لكونه غير قابل للبيع، بالإضافة إلى أنه يتغير بعد فترة ولا يبقى لمعانه على حاله.

وفيما تختلف وجهات النظر حول ضرورة وجود الذهب كشرط من شروط الزواج، تعتبر بعض المقبلات على الزواج أنه شيء أساسي لا تفريط فيه، بينما ترى أخريات أن ما يهم هو التفاهم بين الشريكين، وفيما بعد تأتي الأمور المادية.

ووجد بعض الصياغ وسيلة جديدة لتفادي خسائرهم جراء ارتفاع أسعار الذهـب وعزوف المشترين، فالذهب المقلد أعطى فرصة للكثيرات من السيدات ليرتدين الحلي التي يتهافتن عليها وفي نفس الوقت لا تستنفد من ميزانيتهن الكثير، عدا عن ذلك قد يكون حلاً للمقبلين على الزواج من ذوي الطبقة الفقيرة أو المتوسطة، لكون طقوس “التلبيسة” حتى الوقت الراهن، مازالت من الأولوليات.

غنوة المنجد/ أثر برس

شام تايمز
شام تايمز