الخميس , أبريل 25 2024
الأولى بـ 10 آلاف والثانية بمليون.. تجربتا زواج “متواضع” يفصل بينهما 3 عقود فقط

الأولى بـ 10 آلاف والثانية بمليون.. تجربتا زواج “متواضع” يفصل بينهما 3 عقود فقط

الأولى بـ 10 آلاف والثانية بمليون.. تجربتا زواج “متواضع” يفصل بينهما 3 عقود فقط

بعد مرور 35 عاماً على وفاة زوجته، قرر “أبو جاسم” ذو الـ60 عاماً الزواج مرة أخرى، ليخفف من وحدته، لكن العريس الستيني لم يكن يتوقع أن الأمر لم يعد بتلك السهولة والبساطة، التي كان عليها قبل 35 عاماً.

ما إن أقدم “أبو جاسم” على هذه الخطوة، حتى اصطدم بواقع جديد لم يكن متوقعاً بالنسبة له، ما دفعه -بشكل عفوي- إلى مقارنة زواجه الجديد بزواجه القديم، حيث اختلف كل شيء كلياً خلال 3 عقود فقط.

وتزوج “أبو جاسم” قبل 35 عاماً بمبلغ 10 آلاف ليرة سورية فقط، تمكن فيها من شراء غرفة نوم بالتقسيط المريح، وذهب، وملابس للعروس المتعارف عليها بـ”كسوة البدن”، إضافة إلى تكاليف عرس الرجال والنساء.

مستذكراً خلال حديثه : ” كانت العروس ترتدي عدة خواتم من الذهب، ماعدا المحبس وإسوارة وساعة”.

أما حال زواجه اليوم فيبدو مغايراً تماماً، حيث قال لـ “أثر” إنه دفع كل مدخراته لشراء محبس فقط لعروسه البالغة 46 عاماً، والذي وصل سعره إلى حد الـ900 ألف ليرة سورية، في الوقت الذي وصل فيه غرام الذهب الواحد في سوريا إلى 150 ألف ليرة سورية حسب سعر جمعية الصاغة.

وعند سؤاله عن نيته لإجراء حفل زفاف ولو بسيط، أكد أبو جاسم أنه لن ينظم أي احتفال، مشيراً إلى أن الغلاء الكبير في كل شيء لا يسمح له بمزيد من التكاليف بعد شراء المحبس فقط، كما أن الوضع الاقتصادي الصعب لن يسمح له كذلك بشراء أي عفش جديد إلى منزله وسيكتفي فقط بإصلاح بعض الأثاث كغرفة النوم وغيرها.

وختم “أبو جاسم” بالقول: “الله يعين الشباب”، متمنياً على الفتيات وأهاليهن مراعاة الوضع الاقتصادي الصعب لشباب اليوم، والتخفيف قدر الإمكان من طلبات الزواج.

والجدير بالذكر أن هذا الواقع لا ينطبق فقط على أبو جاسم، بل على كافة الشباب السوريين ذوي الدخل المتوسط وما دون، الذين يعتبرون أن فكرة الزواج غير واردة بالنسبة لهم أمام هذا الوضع الاقتصادي الصعب، حيث أكد القاضي الشرعي الأول في دمشق محمود معراوي، مسبقاً أن نسبة تأخر سن الزواج في سورية خلال عامي 2019 و2020 وصلت إلى حوالي 70 %، ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها الصعوبات الكبيرة التي تواجه الشباب السوريين في تأمين مستقبلهم وارتفاع تكاليف الزواج.

كما ساهمت ظروف الحرب السورية خلال الأعوام الفائتة في تأخر زواج الشباب من كلا الجنسين، إذ إن التحاق الشباب بالخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية قد أسهم في عزوف الشباب عن فكرة الزواج حالياً، بالإضافة للمعدلات العالية من البطالة، والأزمات النفسية المتعددة، وعدم الاستقرار الاقتصادي والنفسي والاجتماعي والصحي مؤخراً، مع استمرار انتشار وتفشي وباء كورونا بين السوريين، كل هذه الأسباب مجتمعة تشكل عوائق صعبة الاجتياز في وجه كل من يحلم ببيت الزوجية المنتظر.

وكانت نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريراً أكدت فيه أن تأمين مسلتزمات الزواج بات أمراً مرهقاً لشباب اليوم من ذوي الدخل المحدود في سوريا، وتعتبر هذه المستلزمات بمثابة ثقل كبير على الجيل الشاب من دون أي بصيص أمل حول انفراج الأزمات المتلاحقة في بلد أنهكته الحرب.

اثر برس

اقرأ ايضاً:العثور على الفتاة المفقودة في محلة الميدان بدمشق