الجمعة , مارس 29 2024
بعد الصومال.. أطباء سوريين سافروا إلى اليمن بقصد العمل!

بعد الصومال.. أطباء سوريين سافروا إلى اليمن بقصد العمل!

بعد الصومال.. أطباء سوريين سافروا إلى اليمن بقصد العمل!

شام تايمز

اتخذ “الدكتور سامر”، قراراً بالسفر إلى “اليمن”، عبر أحد مكاتب السفر التي تنشط حالياً وتقدم الكثير من المغريات للأطباء، بحسب ما ذكرت صحيفة البعث المحلية، دون أن تذكر اسم الطبيب الكامل أو اختصاصه، مضيفة نقلاً عنه أن قراره جاء بعد استحالة الاستمرار في ظل الظروف الصعبة، خصوصا مع وجود طفلين.

شام تايمز

سفر الأطباء مؤخراً بقصد العمل كثر مؤخراً، وإن أثار سفرهم إلى “الصومال”، غرابة في الشارع السوري، فغرابة سفرهم إلى “اليمن” الذي يعاني حرباً شبيهة بالتي تمرّ ببلدهم، يبدو أكثر غرابة، فهل يحصل الأطباء في “اليمن” الذي بات منكوباً بعد أن كان سعيداً، على مزايا أكبر من التي يحصلون عليها في “سوريا”، رغم أن الوضع ذاته!.

الدكتور “محمد الشرع”، مؤسس موقع “سماعة حكيم” الطبية، قال إن الطبيب يعاني من ضغوط داخلية كبيرة، وطرح عدة أمثلة عليها، من بينها ضغوط العمل الكبير مقابل 50 ألف ليرة كراتب للطبيب المقيم، ما يتيح الفرصة أمام المستشفيات الخاصة لاستغلال حاجة الطبيب المادية، فتستنزف طاقاته الجسدية والنفسية مقابل مبلغ زهيد.

الصحيفة نقلت عن طبيب آخر اكتفت بذكر الأحرف الأولى من اسمه “ع.ج”، قوله إن دراسة الطب ستصبح مع الوقت حكراً على الأغنياء، الذين يستطيعون متابعة التعليم واستغلال الوقت جيداً بعيدا عن الضغوطات المعيشية، بخلاف الفئة الأخرى التي تضطر للعمل والدراسة معاً.

وأضاف: «سابقا كانت وجهة السفر إلى دول الخليج التي تضع شروطا معينة، كإجراء “امتحان برومترك” وداتا فلو للشهادات، وبسبب تعذّر إجراء هذين الشرطين في سورية، سارعت مكاتب السفر لاقتناص الفرصة واستغلال الأطباء الراغبين بإجرائهما في الخارج، بتكاليف باهظة، وطبعاً كل هذا بالعملة الصعبة، لذلك نرى السواد الأعظم من الأطباء الراغبين بالسفر غيَّروا وجهتهم إلى دولٍ كالصومال واليمن والعراق وليبيا، دولٌ لا يتطلب السفر إليها إجراء امتحان أو شرط لغة».

تلك الدول بحسب الطبيب، تقدم رواتب تصل إلى 1500 دولار شهرياً، وهو مبلغ لا يعتبر كبيراً، وبرأيه «ينتقص من مكانة الطبيب السوري لكن على قِّلته، يبقى بنظر الطبيب أفضل بكثير من 50 ألف ليرة سورية، لذلك يختار السفر مهما كانت ظروف العمل صعبة وسيئة “عمل غير مرخص” مع راتب زهيد قد لا يتجاوز راتب مستخدم هناك».

طبيبة فضلت عدم ذكر اسمها كما قالت الصحيفة، تحدثت عن واقع مخيف في الوسط الطبي، يكمن برغبة معظم من تعرفهم بالسفر كخيار وحيد، تضيف: «هل يعقل أن أستاذا في كلية الطب البشري لديه خبرة لا تقل عن 14 سنة يفكر بالسفر؟ مثال آخر لإحدى زميلاتي وهي بعمر 50 لديها خبرة 15 سنة تبحث عن عقد عمل في دول كاليمن والصومال، وطبيب آخر بخبرة 27 سنة ترك كل شيء خلفه، عيادته وعائلته وجامعته، بحثاً عن عملٍ في أربيل!، لم يعد خيار الهجرة والسفر مقتصرا على الأطباء في سن صغيرة، بل بات الأمر ينسحب على معظم الأطباء مهما كان عمرهم».

الأمر السابق لا يبدو أنه ينسحب على الأطباء فقط، بل ربما غالبية أصحاب الخبرة في باقي الاختصاصات، سواء مهندسين أو صحفيين أو معلمين، في وقت يحق للمواطن التساؤل، لماذا “اليمن” الذي يعاني ظروفا مشابهة لـ”سوريا”، يعتبر خياراً جيداً للأطباء السوريين.

اقرأ أيضا: شاب سوري يهدي والدته المريضة جزءاً من كبده في عيد ميلادها

شام تايمز
شام تايمز