الخميس , أبريل 25 2024

لماذا لا تدعم روسيا حليفها السوري بشكل حاسم؟

لماذا لا تدعم روسيا حليفها السوري بشكل حاسم؟

بسام ابو شريف
لا تخلو العلاقات السورية الروسية من خلافات، وتعارضات تكتيكية، وقد تصل بعضها الى حدود استراتجية، وأهم هذه الخلافات هي:
1- تقاعس موسكو عن تزويد سوريا بالدفاعات الجوية اللازمة لاحباط الضربات الجوية الاسرائيلية.
2- غياب الحزم في تعامل روسيا مع عدم التزام تركيا باتفاقيات سوشي وآستانة.
3- خيار موسكو للتعامل مع قسد ، التي أثبتت رغم كل المحاولات الروسية أن قيادتها عميلة للولايات المتحدة ، وتمارس التضليل والتحايل على موسكو لفظا وعملا ، ورغم تحول قسد في ظل ادارة بايدن الى أداة ارهابية لاتتردد في اسقاط طائرة هيلوكبتر روسية ، واستخدام المواقع الروسية لتوجيه عمليات ضد من ” قد يظن ” ، أن الجنود الروس هم الذين أطلقوا النار على مواقع الجيش التركي ، ورغم استخدام الولايات المتحدة لقسد كجهاز مخابرات لها ، وشريك لداعش في شن العمليات الارهابية ضد مواقع الجيش السوري ، ورغم أن الذرائع في الحالات الثلاث معروفة الا أنها تثير دائما أسئلة مشككة لأن المبررات لاقيمة لها في ظل الصراع الدائرعلى الأرض السورية .
مبرر عدم تزويد سوريا بالدفاعات الجوية اللازمة غير مبرر اطلاقا ، فهو يقلل من قيمة وقدرة روسيا في هذا المضمار، ويترك دمشق عرضة للصواريخ الاسرائيلية ، واذا كان المبرر، هو ذلك الاتفاق القديم على عدم تزويد أعداء اسرائيل بسلاح متفوق حتى لاتغضب الولايات المتحدة ، فان الظروف الدولية والاقليمية الراهنة أسقطت هذا المبرر ، فالولايات المتحدة لاتلتزم به ، فلماذا تلتزم روسيا به ، وخاصة في ميدان لايعود على موسكو ” الا بعدم الثقة بقدرتها العسكرية ” ، واذا كان المبرر نفوذ المليارديرية اليهود الروس ، وتأثيرهم على قرارات الكرملين ، فان المضي قدما بتزويد سوريا بالدفاعات الجوية القادرة على التصدي لصواريخ اسرائيل ، هو جزء هام من محاولات الكرملين والدوما التخلص من نفوذ يهود المليارديرات في موسكو ، أو على الأقل التقليل من نفوذهم ، فالوقت يداهم روسيا ، وعليها أن تحسم الأمور في سوريا ، فالشعب ينحدر بتسارع تحت خط الفقر ، والارهاب يشجع من واشنطن وتل ابيب ( باعتدائهما ) ، ووضع سوريا أصبح وضعا خانقا ، وقد حان الوقت لاعادة اللاجئين ، وتحويلهم الى قوة عاملة لاعادة بناء سوريا ، والنهوض باقتصادها اعتمادا على نفسها أولا ، وسوريا تمتلك قدرات هائلة .
لم يعد مقبولا أن تستمر الحسابات كما كانت سابقا ” تدعم الولايات المتحدة السعودية الداعمة لعدد من الأثرياء الذين يدعون تمثيل المعارضة البعيدة عنهم كل البعد ، وتمول تركيا وقطر تنظيما ارهابيا يعمل ضد كل ماتعلن تركيا الالتزام به ” ، هذه ليست عقبات أمام انهاء وضع دستور جديد للبلاد ، والسير للأمام بغض النظر عن رأي اميركا ، أو السعودية ، أو عملائهما وعملاء اسرائيل ، هو الذي يجب أن يحصل ، والا ستنفجر الأزمات مرة اخرى عشية موعد الانتخابات ، أما تركيا ، فهي الآن تقف على شفير أزمة مع الادارة الاميركية ، والضغط عليها كبير من واشنطن حول تزودها بصواريخ س 400 ، وكذلك ملف حقوق الانسان ، وستسعى تركيا بسرعة لاعادة العلاقات مع واشنطن الى خانة التحالف عبر رضوخها لمطالب الكونغرس حول حقوق الانسان ، وحول الوضع في سوريا .
لذلك على روسيا التحرك بسرعة لحسم موضوع الشمال في سوريا ، وذلك بتوجيه ضربات قوية للارهابيين ، وللسماح للجيش العربي السوري بتحرير ادلب ، وحماية الطريق 14 وتطويق انتشار قسد ، وتحرير نفط سوريا وغازها .
ادارة بايدن تخطط مستنيرة بما سبق لادارة اوباما أن خططته لسوريا ، وهي خطط تستهدف اطالة حرب الاستنزاف لانهاك سوريا ، وهذا مايجب ألا يسمح به محور المقاومة ، وما يجب على روسيا أن تقاومه ، فروسيا لاتمارس الفروسية في سوريا ، بل هي تدافع عن مصالحها أيضا ، وسوريا هي المكان الوحيد على المتوسط الذي منح روسيا قاعدة بحرية ، وقاعدة جوية ووقع معها عقد امتياز التنقيب عن النفط والغاز في الساحل السوري ، لذلك فان ” شد الحبل ” في سوريا باتجاه انهاء هذه الحرب ، واعادة بناء سوريا هو الذي يعزز مكانة روسيا في الشرق الأوسط ، ويزيل كافة التساؤلات حول علاقات موسكو باسرائيل ، وخشيتها من اشعال فتيل تدل كافة الحسابات الدقيقة انه لن يشتعل …. أي فتيل الصدام مع واشنطن.
رأي اليوم