الجمعة , أبريل 19 2024

مدير الآثار السورية يكشف أسباب عدم ترميم معالم تدمر الأثرية ويعلن عن 3 اتفاقيات مع روسيا

مدير الآثار السورية يكشف أسباب عدم ترميم معالم تدمر الأثرية ويعلن عن 3 اتفاقيات مع روسيا

شام تايمز

قال محمد نظير عوض، المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا، إن الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا وتفشي فيروس كورونا أعاقا عملية ترميم آثار مدينة تدمر.

شام تايمز

وفي مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى الرابعة لتحرير مدينة تدمر الأثرية من تنظيم “داعش”، أكد عوض صعوبة تنفيذ أعمال الترميم الأثرية في مدينة تدمر بسبب الحصار الجائر المفروض على الشعب السوري.

وعما تم من عمل مبدئي في المدينة، قال: “قامت فرق وطنية من خبراء وطنيين يحملون شهادة في علم الآثار ومهندسين في العمارة واختصاصات أخرى لتقييم الأضرار التي طالت الموقع الأثري جراء العدوان الوحشي لتنظيم داعش وجرت أعمال تقييم أضرار في معظم معالم المدينة التي تمكنوا من الوصول إليها”.

استمارات تقييم

وأكد عوض أنه “تم تقييم الأضرار وفق استمارات معينة في كل هذه المعالم في معبد بل وقوس النصر ومعبد بعل شمين والشارع المستقيم والمدافن، وواكب هذا المشروع دعما من منظمة اليونيسكو للاطلاع على الأضرار التي طالت المدينة”.

وحول نسبة الضرر الذي لحق بالمدينة الأثرية، قال عوض: “بعد زيارة وفد من اليونيسكو إلى مدينة تدمر والذي وافق الرأي القائل بأن 60% من المشهد العام للمدينة قائم وموجود لكن هناك نسب ضرر متفاوتة من مكان إلى آخر، وما زلنا نحتاج إلى تقييم اكثر دقة على الأرض، حيث يحول دون الوصول إلى بعض الأماكن الآن وجود ألغام وغير ذلك”.

وقال: “إضافة إلى تقييم الأضرار قمنا بنقل مئات القطع إلى دمشق، وهي قطع تدمرية مهمة جدا والكل يعلم ما تمتلكه تدمر من قطع كانت بالمتحف، وقمنا بأعمال ترميم لها، ومنها تمثال أسد اللات الذي يتربع الآن في أحد زوايا المتحف الوطني بدمشق منتظرا إعادة المنظر اللائق لمدينة تدمر ليعود إليها”.

60 قطعة

وقال المسئول الأثري السوري إن هناك أيضا عشرات القطع من الروليفات والتماثيل الجنائزية التي حطمها التنظيم الوحشي، قمنا بترميمها بتدخل من اليونيسكو وبمنحة لا بأس بها وبوجود خبراء أصدقاء من بولندا، مؤكدا أنها رممت في المتحف الوطني بدمشق بحضور خبراء سوريين، ووصل عدد القطع إلى أكثر من 60 قطعة تنتظر في المتحف الوطني بدمشق.

وأكد المسؤول السوري أنه “رغم هذه الأعمال لا تزال هناك مساحات واسعة بحاجة إلى زيارات ميدانية ومعاينة على الأرض للوقوف على الأضرار التي طالت المدينة”، مشيرا إلى أن “التدمير للتراث اللامادي طال واحة النخيل فيما يتعلق بثقافة زراعة النخيل وسقايتها”.

يشار إلى أن “تدمر كانت تعتبر عام 2010 من أهم الروافد الاقتصادية للشعب السوري؛ من حيث هي مقصد سياحي على مدار العام.

3 اتفاقيات

عن الاتفاقيات التي أبرمتها الحكومة السورية للعمل على ترميم تلك الآثار، قال عوض: “أبرمنا مع الأصدقاء الروس 3 اتفاقيات للعمل في مدينة تدمر، أهمها اتفاقية مع متحف أرميتاج بسمعته العالمية الكبيرة وما يمتلك من خبرات مهمة لإعادة ترميم متحف تدمر الأثري بما كان يحتويه”.

وأكد أن “الأصدقاء الروس ساهموا في تحرير تدمر وهم يساهمون اليوم في عملية ترميم المدينة”، مشيرا إلى أنهم سيشكلون “لجان تنسيقية ونتواصل مع اليونيسكو أيضا لتشكيل وحدة تنسيقية لإدارة ملف ترميم الآثار في مدينة تدمر إضافة إلى ترميم قوس النصر وأعمال أخرى في المدينة”.

وأشار المسؤول السوري إلى أن هذه الاتفاقيات لم تسر بالسرعة المطلوبة في العام المنصرم، بسبب تفشي وباء كورونا، موضحا أن “الاتفاقية الثانية مع الجانب الروسي تم إبرامها مع الأكاديمية الروسية للعلوم لتدريب كوادر سورية وتبادل المعلومات حول التصوير ثلاثي الأبعاد في تقييم الأضرار”.

ولفت إلى أن “الاتفاقية الثالثة تخص قوس النصر” مشيرا إلى أنه قد “تم إبرامها مع شركة صناعة الحجر الروسية التي يهتم بها الارميتاج ويعتبرها من الاتفاقيات المهمة”.

يذكر أن مدينة تدمر تعد من أهم المواقع الأثرية السورية المسجلة على لائحة التراث العالمي وهي موقع استثنائي حتى على المستوى العالمي.

والجدير بالذكر، أن القطاع السياحي في سوريا تضرر بشكل كبير، نتيجة للحرب، التي اندلعت في البلاد عام 2011.

وتسببت الأعمال القتالية بدمار هائل في معظم محافظات البلاد؛ وبأضرار كبيرة للمواقع التاريخية في عدة مناطق من سوريا، ومن أبرزها مدينة تدمر الأثرية، وحلب وغيرها.

شام تايمز
شام تايمز