السبت , أبريل 20 2024
كيف تحول فكرتك إلى شركة ناشئة

“نفتح قهوة ولا مطعم؟”: كيف تحول فكرتك إلى شركة ناشئة ؟

“نفتح قهوة ولا مطعم؟”: كيف تحول فكرتك إلى شركة ناشئة ؟

شام تايمز

ما سنتحدث عنه هو دليل صغير أو مجموعة من الإرشادات التي ستساعدك على بدء وتنفيذ فكرتك وتحويلها إلى شركة ناشئة!

شام تايمز

كم مرة جلست أنت وصديقك على المقهى وبدأ النقاش الآتي: ما رأيك يا صديقي أن نترك العمل ونستقيل من الشركة ونفتح مشروعنا الجديد، وهو بالطبع “قهوة”.. ما الذي نحتاجه سوى بضعة “كراسي وترابيزات” ومكان جيد، ربما بجوار مطعم، والأهم، كما تقول الأسطورة، الـ “قهوجي” الشاطر الذي سيقوم باختراع المشاريب العبقرية!

أو ربما تلجأ للفكرة البديلة، وهي أن تبدأ بمشروع المطعم نفسه! ما الذي ستحتاجه سوى مكان جيد، ربما بجوار قهوة، وبضع “كراسي وترابيزات”، والأهم، كما تقول الأسطورة أيضًا، “الشيف الشاطر” الذي سيخترع الأكل الرائع!

كلنا نملك أفكارًا لمشاريع مختلفة، وبعضها قد يكون مناسبًا، بينما قد لا يكون البعض الآخر جيدًا. حتى إن كانت فكرتك رائعة، فهناك فارق ضخم بين امتلاك فكرة رائعة وبين بدء وتأسيس شركة ناشئة ناجحة!

هل تملك فكرةً مميزة لمشروع أو شركة ناشئة، بعيدًا عن الأفكار العبقرية للقهوة والمطعم بالطبع؟

إن كانت إجابتك بنعم، فسوف تكون بحاجة إلى معرفة كيفية تحويل تلك الفكرة إلى شركة ناشئة. بالنسبة لمن لم يسبق لهم الدخول إلى عالم الأعمال من قبل، قد يبدو الأمر وكأنه مهمة مستحيلة أو مرعبة، لكنه ليس كذلك. لا نعني أن تأسيس شركتك الناشئة وتشغيلها وإدارتها سيكون مهمة سهلة بأي حال من الأحوال، لأن الأمر سيتطلب منك عملًا شاقًا وتفانيًا، وبالطبع أموالًا، وبعض الليالي بلا نوم، وربما بعض الفشل قبل أن تصل إلى النجاح المطلوب!

وبمجرد أن تنطلق شركتك، ستحتاج إلى العمل بنفس القدر من الجدية لكي تواصل عملها كل عام. لكن دعنا من تلك الدروس الآن، ما سنتحدث عنه هو دليل صغير أو مجموعة من الإرشادات التي ستساعدك على بدء وتنفيذ فكرتك وتحويلها إلى شركة ناشئة!

خطة العمل الجيدة هي البداية!

أن تملك فكرة جديدة هي قصة رائعة، لكن أن تملك خطة عمل جيدة تلك قصة أخرى تمامًا!

في عام 2010، وجدت دراسة استقصائية أن من وضعوا خطة العمل تضاعفت فرصهم تقريبًا لنمو أعمالهم أو الحصول على رأس المال مقارنة بمن لم يضعوا خطة عمل. وبهذا، فإن خطة العمل تزيد من احتمالية نجاح الشركات والأعمال.

ببساطة، خطة العمل المناسبة سوف تمنحك أفضلية واضحة. لكن السؤال الآن: كيف تضع تلك الخطة؟

بدون تعقيدات، خطة العمل هي وصف مكتوب لمستقبل شركتك، بمعنى أنك تحدد ما تريد القيام به وكيف تخطط للقيام به. مثلًا في حالة “القهوة”، أنت تخطط إلى وضع “كراسي وترابيزات” واختيار مكان مناسب، إذًا يجب أن تضع خطة مناسبة لتلك الخطوات.

عادةً ما تحدد الخطة أول 3 إلى 5 سنوات من استراتيجية عملك. ويجب أن تكون خطة العمل هي أول شيء في قائمتك لأنك ستستخدمها في الخطوات المتبقية.

البحث عن التمويل المناسب!

من الأشياء البديهية عند بدء أي مشروع، أو شركة ناشئة، هي أنك ستحتاج إلى رأس مال كافٍ لتنطلق في تنفيذ فكرتك. لا يوجد رقم سحري يمكن أن ينطبق على كل الأنشطة التجارية. وبالتأكيد ستختلف تكاليف إنشاء وبدء شركتك الناشئة من صناعة إلى أخرى، لذلك قد تتطلب شركتك تمويلًا أكثر أو أقل اعتمادًا على الفكرة وطبيعة المشروع نفسه.

مثلًا، بالنسبة لشركة ناشئة صغيرة، بدوام جزئي، وبدون معدات أو رواتب ضخمة لموظفيها، أو نفقات عامة يمكنك أن تقلق بشأنها، فقد يكلفك ذلك بضعة آلاف، بينما مشاريع أخرى قد تكلف الملايين. لكن ما هو المصدر الأساسي لهذا التمويل؟

معظم أموال تمويل الشركات الناشئة تأتي من جيوب رواد الأعمال مباشرةً، كما أن تكلفة الأعمال التجارية أعلى بكثير مما يعتقده الناس في البداية، لذا فإن الأمر لا يتعلق فقط بمجرد شراء بضع “كراسي وترابيزات” أو حتى إيجاد ذلك “الشيف الشاطر” فحسب.

مثلًا تحتوي أي خطة عمل على خطة مالية، وتتضمن هذه الخطة عادةً بيان الميزانية وتوقعات المبيعات وبيان الأرباح والخسائر وبيان التدفقات النقدية.

تفشل معظم الشركات بسبب مشاكل التدفق النقدي، لذا ستستخدم هذه البيانات المالية في الخطة لتحديد مقدار التمويل الذي تحتاج إلى جمعه لتبدأ مشروعك، وقد تكتشف أن الرقم أعلى بكثير مما كنت تتوقعه في الأصل. بالتأكيد قد سمعت أحدهم يقترح: “هذه فكرة تطبيق رائعة للهواتف الذكية!” أو “يجب أن أنشئ تطبيقًا لهذا المشروع!”.. لكن هل تعرف كم يكلف إنشاء تطبيق للهواتف الذكية؟

المغزى من كل ذلك: لكي تأمن التمويل المناسب، يجب أولًا أن تعرف مقدار الأموال التي تحتاج إلى جمعها لكي تبدأ، ولكي تعرف هذا الرقم تحديدًا، تحتاج إلى البحث وتوقع البيانات المالية الواقعية في خطة عملك.

لنفترض أنك وصلت إلى الرقم، واكتشفت أن شركتك الناشئة تحتاج إلى 100 ألف جنيه مثلًا كي تبدأ.

السؤال الآن: ماذا لو لم تملك هذا المبلغ؟

لا تقلق، حلم القهوة أو المطعم لم يمت بعد، فلديك بعض الخيارات لإيجاد تمويل مناسب، لكنك تريد أن تقارن بينها وتحاول أن تتجنب أسعار الفوائد الضخمة بالطبع!

يمكنك البحث عن مستثمرين، والأمثلة حولك كثيرة: الأصدقاء، مثل صديقك الذي يجلس معك على نفس القهوة، أو عائلتك، أو ما يُعرف بالمستثمر الملاك Angel investor، أ أو أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية Venture capitalists.

إن وجدت المستثمر المناسب، فسوف تكون الخطوة التالية هي كيفية طرح فكرتك بسرعة وفعالية، ستحتاج إلى عرض أرقامك المالية حاليًا ومستقبلًا، والرجوع إلى خطة عملك والتأكد بأنها جيدة حتى يمكنك عرضها على المستثمر، بالإضافة إلى معرفة كيفية صياغة استراتيجية شركتك الناشئة بنجاح.

الرفيق قبل الطريق!

بالتأكيد سوف تحتاج إلى بعض المساعدة أثناء بدء شركتك الناشئة، وصديقك الجالس معك على القهوة قد لا يكون الخيار الأفضل، لا أقصد إهانته بالطبع، لكن ما أقصده أنك سوف تحتاج إلى مساعدة بعض الخبراء في مجالاتهم. إذًا، من أين تبدأ، وكم عدد الأشخاص الذين تحتاجهم؟

كل ذلك سيعتمد على الصناعة في المقام الأول. المهم أن تعرف كيف تختار فريق عملك، خاصةً في مرحلة البداية، لأن ذلك الفريق غالبًا سيكون السبب في نجاح أو فشل شركتك الناشئة!

تحتاج أيضًا إلى مشورة محامي محترف ومحاسب قانوني ومستشار مالي، ببساطة يمكن لهؤلاء الثلاثة المساعدة في توفير بعض المال لشركتك على المدى الطويل، ويمكنهم شرح المتطلبات القانونية والالتزامات الضريبية بناءً على كيفية هيكلة عملك سواءً كانت ملكية فردية أو شراكة مع آخرين.

في حين أنهم ليسوا بالضرورة موظفين لديك في الشركة، إلا أنهم أشخاصًا مهمين يجب أن تحيط نفسك بهم أثناء تأسيس شركتك.

البحث عن موقع حقيقي وافتراضي على الشبكة!

تحتاج شركتك الناشئة إلى عنوان حقيقي وعنوان على افتراضي على شبكة الإنترنت!

بالنسبة للعنوان الحقيقي، سواءً تعلق الأمر بالمكاتب أو حتى مساحات العمل المشتركة، فأنت بحاجة إلى شراء عقار أو استئجاره لكي تبدأ. يجب أن تضع استراتيجية لهذه الخطوة داخل خطة عملك، وحاول تأمين التمويل الكافي حتى تتمكن من شراء العقار، وربما لن تحتاج إلى أكثر من شقة صغيرة في البداية، بناءً على طبيعة الصناعة. العقار يستحق الاستثمار وسيوفر لك المال على المدى الطويل على كل الأحوال.

بالنسبة للعنوان الافتراضي، ستحتاج أيضًا إلى إنشاء موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت، لا تنتظر حتى اليوم الذي يبدأ فيه نشاطك التجاري رسميًا لكي تبدأ إنشاء موقع الويب الخاص بك، فيمكنك إطلاق الموقع قبل ذلك وبدء عملية الترويج لشركتك قبل بدايتها.

إن كان العملاء يبحثون على الإنترنت عن خدمة في مجال عملك، فسوف تريد منهم أن يعرفوا بوجودك، حتى لو لم تكن قد بدأت شركتك.

إطلاق شركة ناشئة لن يكون أمرًا سهلًا، وستحتاج إلى كثير من التخطيط لتتمكن من تجاوز بعض العقبات على طول الطريق. لكن لا تدع تلك العقبات تتحول إلى حواجز تعيق استمرارك. سوف تخطئ وتحاول من جديد، لا تدع ذلك يثبط من عزيمتك. إن كانت فكرتك تستحق الاستمرار، حتى إن كانت قهوة أو مطعم، فاستمر بها وحاول حتى النهاية.

عرب هاردوير

اقرأ أيضا: غوغل تتعهد بالتوقف عن التجسس على المستخدمين!

شام تايمز
شام تايمز