الأربعاء , أبريل 24 2024

حقوقيون وصحفيون من أميركا وكندا يطالبون برفع الحصار عن سوريا بشكل فوري

حقوقيون وصحفيون من أميركا وكندا يطالبون برفع الحصار عن سوريا بشكل فوري

مع تردي الوضع المعيشي للشعب السوري بشكل كبير، بسبب العقوبات القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها عليه الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي، طالبت مجموعة حقوقيين وصحفيين معنيين بقضايا حقوق الإنسان والمئات من المغتربين السوريين في الولايات المتحدة وكندا ومنظمات حقوقية أميركية الرئيس جو بايدن، بـ«إلحاح كبير»، برفع كل أشكال تلك العقوبات بشكل «فوري»، لأنها تسببت في «نقص حاد في الغذاء ودمار اقتصادي للعائلات التي تكافح من أجل البقاء»، محذرين من أن تلك العقوبات القاسية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدمر أي فرصة لبقاء الشعب السوري.
جاء ذلك في رسالة وجهتها المجموعة وأكثر من 1500 مغترب واثنتا عشرة مجموعة حقوقية أميركية إلى الرئيس بايدن، لمناسبة تنصيبه الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة تحت عنوان «رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن من أبناء الجالية السورية وأصدقائها في الولايات المتحدة».
الرسالة تظهر صوراً لها نشرت في وسائل إعلام، أنها وصلت إلى البيت الأبيض الإثنين الماضي، وموقعة من مجموعات حقوقية أميركية.
وبعد أن خاطب الموقعون على الرسالة بايدن بالإشارة إلى أن «العالم كله متفائل للغاية بحكمتك الإدارية في إعادة تقييم العديد من القضايا المعقدة مثل عودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ، والعودة إلى منظمة الصحة العالمية، واستعادة ملفات عقوبات إيران من الأمم المتحدة، وتحسين العلاقات الأميركية مع فلسطين، وإدانة العدوان السعودي على اليمن، وإحياء الاتفاقيات النووية مع روسيا»، قالوا: «سيدي الرئيس، نود أن نزيد من وعيكم بالوضع الإنساني المزري الذي يعيشه الشعب السوري، نحن نؤمن بصدق أن أفعالك في تخفيف آلام الأبرياء السوريين تتناسب مع مواقفكم الإدارية النبيلة».
وأوضح الموقعون في الرسالة أن سورية المعروفة تاريخياً بـ«مهد الحضارات»، كانت مكتفية ذاتياً قبل اندلاع الحرب قبل 10 سنوات، لافتين إلى أن هذه الدولة كانت واحدة من أكبر منتجي الحبوب والأغذية في المنطقة، ولكن الآن، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، يعتمد 4.8 ملايين شخص على المساعدات الغذائية والبلد على وشك المجاعة.
ولفت الموقعون إلى أن «ما يقرب من نصف السكان السوريين هم من اللاجئين أو النازحين داخل البلاد ومعظمهم من الأطفال، والمستشفيات والمدارس، ومراكز الرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي ومحطات الطاقة والشبكات تضررت أو دمرت بشكل كبير».
وقالوا: «تسببت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في نقص حاد في الغذاء ودمار اقتصادي للعائلات التي تكافح من أجل البقاء في سورية».
وبعد أن لفت الموقعون إلى أن «أكثر من 60 بالمئة من العائلات السورية التي تعتمد على الزراعة تتأثر بشكل مباشر بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، أوضحوا أن الإنتاج الزراعي انخفض إلى الثلث بسبب العقوبات المفروضة على البذور والوقود والأسمدة، وأن العقوبات المفروضة على الأدوية البيطرية نتج عنها أمراض حيوانية قضت على معظم منتجات الألبان.
كما لفت الموقعون إلى أن «العديد من محطات الطاقة معطلة بسبب عدم توفر الغاز وقطع الغيار (تمنع العقوبات سيمنز وأنسالدو وميتسوبيشي من توفير قطع الغيار)»، موضحين أن معظم حقول الغاز في سورية تخضع لسيطرة القوات الأميركية التي تمنع استخدامها، «وقد أدى ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير ما أدى إلى إغلاق متاجر الأعمال الصغيرة والتأثير بشكل مباشر على عائلاتهم».
وذكروا أن العقوبات على النظام المصرفي قضت على الأسر التي تعتمد على تحويل الأموال من أفرادها العاملين في الخارج والعائلات التي تعمل في الاستيراد والتصدير، وأن العقوبات على الأدوية والمستلزمات الطبية والمعدات الطبية وقطع الغيار تسببت في خسائر فادحة لجميع العائلات خاصة مع جائحة «COVID-19».
وأكد الموقعون أن العقوبات القاسية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدمر أي فرصة لبقاء الشعب السوري.
وقالوا: «السيد الرئيس، بإلحاح كبير نطلب منكم مساعدة السوريين في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي تهدد بإطلاق موجة جديدة من الكوارث وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، ونعتقد أنه بقيادتك ودعمك يمكن معالجة هذه الأزمة، ويمكن إنهاء كارثة إنسانية كبرى».
وأوضحوا أن الأخلاق والقيم الأميركية لا تسمح باضطهاد الأبرياء السوريين الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة لأكثر من عقد من الدمار والاضطراب.
وقالوا: «نطلب بكل تواضع اتخاذ إجراءات فورية لإزالة جميع العقوبات المفروضة على جميع أنواع المنتجات الغذائية والزراعية وجميع البذور والأسمدة والمعدات والأجزاء اللازمة للإنتاج الزراعي وإنتاج الألبان.
كما طالب الموقعون بإزالة جميع العقوبات المفروضة على جميع أنواع الأدوية (البشرية والبيطرية) وجميع المستلزمات الطبية والمعدات الطبية وقطع الغيار، والمعاملات المصرفية للأشخاص العاديين وأصحاب الأعمال الصغيرة.
وقالوا: «على الشعب السوري استغلال حقول النفط والغاز الطبيعي والحقول الزراعية الخاضعة لسيطرة القوات الأميركية على الأرض السورية، واستيراد كل المواد والمعدات المستخدمة في إعادة بناء المستشفيات والمدارس والمنشآت والبنى التحتية والمباني السكنية».
وختم الموقعون رسالتهم مخاطبين الرئيس بايدن بالقول: «أرجو أن تتقبلوا أعمق امتناننا وأملنا في رؤية إنسانية عالمية أكثر».
الوطن