الأربعاء , أبريل 24 2024

إبل وفيلة وأسماك قرش انتحارية.. 5 مشاريع عسكرية أمريكية فاشلة لتجنيد الحيوانات!

إبل وفيلة وأسماك قرش انتحارية.. 5 مشاريع عسكرية أمريكية فاشلة لتجنيد الحيوانات!

 

يعد التعاون بين الإنسان والحيوان جانباً مثيراً للاهتمام في التاريخ العسكري. من الدلافين وأسود البحر كجزء من خطوط الدفاع المائية الأمريكية إلى الخفافيش الانتحارية، نفذت الجيش الأمريكي أفكاراً فاقت كل التوقعات.

وبعد “معسكرات تدريبية” أصبحت هذه المخلوقات البحرية الزلقة قادرة على تحديد مواقع الألغام واستعادة المعدات المفقودة بنجاحٍ أكبر من الغواصين البشر، وذلك بفضل سونار الدلافين وبصر أسود البحر.

ومع ذلك، فإن عدداً من برامج تدريب الحيوانات العسكرية الأمريكية فشلت تماماً رغم جرأتها.

في الواقع، يمكن القول إنها تعرضت للقصف، بالمعنى الحرفي والمجازي.
مشاريع عسكرية أمريكية فاشلة لتجنيد الحيوانات!

من الذخائر الطائرة على الحمام إلى أسماك القرش الانتحارية، فيما يلي قائمة بمشاريع عسكرية أمريكية فاشلة حاولت تجنيد الحيوانات عبثاً.
1- فيلق الإبل

في عام 1855، وافق الكونغرس على تمويل تجارب الإبل العسكرية. بعد ذلك بعامين، وبعد عدة رحلات إلى منطقة البحر المتوسط، أصبح لدى الجيش 70 جملاً في “فيلق الإبل”، وسرعان ما أدركوا أنها خيول خارقة.

لم يحتاج الجمل إلى دق حدوة في قدمه، ويمكن أن ينقل أحمالاً ثقيلة ويحتاج إلى طعام وماء أقل من الحيوانات الأخرى.

لكن بداية الحرب الأهلية الأمريكية أدت إلى زوال فيلق الإبل، حيث كان مؤيدوه الرئيسيون من مناصري الكونفدرالية.

بعد ذلك، اعتمدت القوات التي خاضت الحرب على الخيول والبغال، ولم يتم قبول هذه العملية من قِبل الجنود وبالكاد عرف الجمهور الأمريكي بوجودها.

انتهى المطاف بمعظم الجمال في السيرك أو تم إطلاقها في البرية.

تم الإبلاغ عن موت آخر جمل بالجيش، ويُدعى توبسي، في عام 1934، لكن مشاهد الإبل غير المبررة في غرب الولايات المتحدة استمرت عقوداً.
2- الفيلة لشمِّ القنابل

تتمتع الأفيال بحاسة شم مذهلة ولديها ذكريات مذهلة، مما دفع قيادة الجيش إلى اعتقاد أنها ستكون مثالية في شم القنابل، لكنها أخطأت التقدير.

والسبب بدايةً أن طول الفيل الإفريقي قد يصل إلى ارتفاع ما يزيد على 3 أمتار وبطول يصل إلى 9 أمتار ووزن يصل إلى نحو 7 أطنان.

تثبت هذه الأرقام بكل بساطة، أن الأفيال كبيرة جداً، كما أنها محمية بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض، لذا فإن إرسالها إلى منطقة حرب نشطة للبحث عن المتفجرات ليس بالفكرة الجيدة.

لذا قرر الجيش في نهاية المطاف التمسك بأفضل صديق للإنسان، الكلب؛ لقدرته على شق طريقه بشكل مثالي عبر المباني وتجنب تحطيم كل شيء في عملية البحث عن الذخائر الخطرة.

3- النقر على الشاشات كالحمام

مع تراكم التوترات المتزايدة للحرب العالمية الثانية، وجد عالم النفس التجريبي ب.ف. سكينر مرشحاً غير محتمل لمحاربة النازيين: الحمام.

يُحسب له أن الطيور قادرة على المناورة في السماء بشكل جيد والحصول على رؤية أفضل لأهدافها.

ومن خلال نظام المكافأة الغذائية وحزام سكينر، بإمكان ثلاث حمامات أن تنقر على هدف على الشاشة، ثم ترسل المكابس إشارات كهربائية إلى الأداة لتوجيه القنبلة.

على الورق، عملت الخطة على أكمل وجه، ومع ذلك على أرض الواقع، كان الجيش متوتراً جداً بشأن هذه الفكرة التي كانت تدور حول عقل الطيور.

لذلك، لم يتمكن الحمام من الوصول إلى القنابل الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ما أنقذ حياة تلك الحيوانات الطائرة علماً أن مهمتها كانت أصلاً انتحارية.

لم يكن مشروع سكينر كله عبثاً، إذ كانت شاشة العرض التي تعمل باللمس والتي استخدمها الحمام للتحكم في قنابلها، شكلاً مبكراً من أجهزتنا المعاصرة التي تعمل باللمس، لذا يمكن التفكير في ذلك عند كل مرة تنقر فيها على هاتفك، بأن من أوحى بالفكرة هو الحمام.

4- نيران الخفافيش الصديقة

اعتقد طبيبة الأسنان والمخترعة ليتا أدامز أن تزويد الخفافيش بالقنابل وإطلاقها لتختبئ في المباني قبل تفجيرها فكرة جيدة. استوحى هذه الفكرة بعدما نفذ اليابانيون عملية ميناء بيرل هاربر التي دمرت قاعدة أمريكية في المحيط الهادئ.

ولأن آدامز كانت صديقة للسيدة الأولى إليانور روزفلت، دفع زوجها الرئيس فرانكلين روزفلت بالخطة، قائلاً إن هذا المخترع “ليس مجنوناً” وإن الخطة تستحق الدراسة، حسب مجلة Military Times.

أخذ الجيش (لسوء الحظ) فكرته على محمل الجد، وبحلول عام 1943 بدأ تجميد الآلاف من الخفافيش المكسيكية ذات الذيل الحر في حالة سبات.

في الاختبارات الأولية، لم تتصرف الخفافيش بالشكل المتوقع؛ أولاً، نسي الجيش أن الخفافيش كانت بحاجة إلى وقت لإذابة الجليد من سباتها وألقى خمسة صناديق منها حتى وفاتها.

في اختبار آخر، نجحت قنابل الخفافيش بالانفجار فعلاً ولكن بعدما فرَّت حفنة منها لتنجو من الاختبارات العسكرية وتفجر بطريقها ثكنة للجيش وبرج مراقبة ومباني أخرى في حقل قرب قاعدة كارلسباد العسكرية بالقرب من الحدود المكسيكية.

بعد هذه العقبات، قرر الجيش تمرير المشروع إلى البحرية، التي فوضته إلى سلاح مشاة البحرية.

وبعدما أنفق الجيش الأمريكي مليوني دولار لاختبار أكثر من 6000 خفاش، أسقط الفكرة كلياً لصالح القنبلة الذرية.

بعد الحرب العالمية الثانية، حاول الجيش تدريب أسماك القرش على إلقاء القنابل. ولكن لسوء الحظ، فإن أسماك القرش ليست الحيوانات الأكثر قابلية للتدريب.

عمل مدربون في مشروع Project Headgear على إرفاق نظام تحكم لا سلكي ومتفجرات بأسماك القرش واستخدموا صدمات كهربائية من 5 إلى 25 فولت “لتوجيه” أسماك القرش، التي (من الواضح) أنها استشاطت غضباً من هذه الصدمات الكهربائية.

كان عمل هذه الأسماك بكل بساطة هو تنفيذ عمليات انتحارية تحت سطح المياه.

انتهى المشروع بالفشل في عام 1971، لكن البحرية تمتلك الآن بالفعل غواصات يتم التحكم فيها عن بعد، لتؤدي المهمة نفسها التي فشلت أسماك القرش في تأديتها.

بلقيس دارغوث/ عربي بوست