الخميس , مارس 28 2024

بوتين يرتدي البدلة العسكرية.. وبايدن للجولاني: “بركاتك يا شيخ”

بوتين يرتدي البدلة العسكرية.. وبايدن للجولاني: “بركاتك يا شيخ”

شام تايمز

الدكتور محمد بكر
إذا صحت المعلومات التي تضمنها بيان الأمن الروسي لجهة إحباط هجوم ارهابي في عاصمة شبه جزيرة القرم مدينة سيمفروبول مصدره ادلب، وتحديداً هيئة تحرير الشام ، لاستهداف مؤسسات تعليمية هناك ، فإن ماوراء الحدث يشي بالكثير ويُنبئ عن مرحلة جديدة في تحول شكل وطبيعة الصراع الحاصل ، الإعلان الروسي يأتي بعد تطورات متسارعة سياسية وميدانية أبرزها مايحدث في شرق أوكرانيا والتحشيد العسكري عالي الوتيرة هذه الأيام سواء من قبل موسكو التي تزيد من عديد قواتها على الحدود مع أوكرانيا، أو لجهة التحركات الأميركية لدعم الحكومة الأوكرانية، وإرسال سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود عبر تركيا ، قالت الدفاع الأميركية بأنه سلوك روتيني لإجراء مناورات في المنطقة، أضف لذلك التحول الطارئ في سلوك هيئة تحرير الشام وظهور زعيمها أبو محمد الجولاني بالبدلة الرسمية في لقاء مع الصحفي الأميركي مارتن سميث والترويج لفكرة أن الهيئة ليست معادية للولايات المتحدة والغرب، وليست مصدر خطر، آملاً في إعادة النظر لجهة تصنيفها على اللائحة الدولية للإرهاب .
الاستثمار الأميركي في ورقة التنظيمات ” الإسلامية ” المتشددة ،هو ليس جديداً في الاستراتيجية الأميركية في مواجهة خصومها , ولعل “جحافل ” القاعدة التي قاتلت الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وعلى العين الأميركية , هي ماتزال شاهداً على التعاطي الأميركي في فترات بعينها ، كان مفيداً فيها تفعيل ” قوى ثانوية ” لمواجهة و” إذلال ” الخصم .
مع وصول بايدن وإدارته للسلطة, كان واضحاً مستوى الخطاب السياسي عالي السقف تجاه روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية ، وبات أكثر وضوحاً أن تصريحات أنتوني بلينكن ، وأوستن لويد وزير الدفاع و جاك سوليفان مستشار الأمن القومي، لجهة التصدي للسلوك العدواني لموسكو وبكين كما يصفونه ، لم تكن تصريحات لأغراض سياسية فقط، بل اقحامها ووضعها على محك التنفيذ بهذه السرعة، هو الجديد ومحط استغراب؟ لجهة شكل التعاطي الأميركي لإدارة جديدة من المفترض أن يكون أول الطريق في تعاملها مع جملة من الملفات في المنطقة على أسس توافقية وليست صدامية كما نصح وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر ، فأن يطلب جو بايدن من الكونغرس تخصيص 715 مليار دولار لاحتواء ومواجهة التهديدات الروسية والصينية، هو يدلل على سيناريو المواجهة الحاضر لدى بايدن وإدارته واولى الخطوات للي ذراع موسكو قد بدأت ربما من جبهة أوكرانيا ، ولا نستبعد أن تتعدد جبهات المواجهة وصولا ربما للداخل الروسي نفسه في إطار تجديد السياسة القديمة للولايات المتحدة للوصول لأهداف سياسية عميقة، وليس مستبعدا على الاطلاق العمل على تأزيم الداخل الصيني أيضاً ، من خلال عمليات أمنية تتبناها تنظيمات معينة أو جديدة ، تماما كما تم الإعلان عنه في سيمفروبول ولا سيما أن هناك ” بيئة ” خصبة في الصين يتصاعد فيها تسليط الضوء على ممارسات ضد مسلمي الايغور في إقليم شينجيانغ .
الروسي بدوره قرأ جيدا جملة الرسائل السياسية الأميركية ، والأبعاد المتقدمة للتصريحات، والتحشيد الأميركي السياسي منه والميداني ، مادفع المتحدث باسم الكرملين للاعلان صراحة بأنهم مستعدون لأسوء سيناريو في المواجهة مع الولايات المتحدة ، وكذلك كان الرد الروسي على الطلب الألماني لجهة تخفيض عديد القوى الروسية على الحدود مع أوكرانيا بأن روسيا حرة في توجيه ونشر قواتها العسكرية لحفظ أمنها وسيادتها ، كان ذو دلالات كبيرة لناحية مضي موسكو لمطارح متقدمة في التصعيد الحاصل .
ربما لن تجد أفعال هيئة تحرير الشام إذا ما تكررت أو تنامت أفعال مشابهة لها في الداخلين الروسي والصيني ، لن تجد أية إدانات أميركية صريحة ، تبدو فيها اليد الأميركية حاضرة ومشرفة وربما مُسهّلة ومُصّنعة ، يردد معها بايدن سراً ” بركاتكم ” .
رأي اليوم

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز