الخميس , مارس 28 2024
لماذا تدهور الفروج بعد ازدهاره في سورية

لماذا تدهور الفروج بعد ازدهاره في سورية وهو أكثر منتجات اللحوم شعبية هنا وفي العالم ..؟

لماذا تدهور الفروج بعد ازدهاره في سورية وهو أكثر منتجات اللحوم شعبية هنا وفي العالم ..؟

شام تايمز

المنتجون .. مسحوقون بين مطارق تجار الاعلاف وسلخ أصحاب المسالخ .. وجيوب المستوردين تقتنص دعمهم

شام تايمز

جهود مبعثرة .. إدارة هشّة .. أعباء مرهقة بلا تمويل .. ووزارة الزراعة حَكَمُ خط التماس بلا راية

مكاتب تمويل المنتجين انسحبت .. والمصرف الزراعي فشل بالتعاطي مع ملف الدواجن

المنتجون يواجهون قدرهم بين فكي كماشة على إيقاع صراخ المستهلكين

في الوقت الذي كان فيه أغلب مربي الدجاج يعتمدون على مكاتب تمويلية تُسهّل لهم عملية الإنتاج بحيث تقوم تلك المكاتب بتزويد المنتجين بصيصان التربية والأعلاف وباقي مستلزمات الإنتاج بالبيع الآجل ، لقاء نسبة من الأرباح حال تحققها في نهاية الدورة الإنتاجية يتم الاتفاق عليها بين المنتج ومكتب التمويل ، او يتم تدوير الديون الى دورة قادمة في حال عدم تحقيق أرباح او تحقق خسائر .

هذا ما كشفه الباحث الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة، موضحاً أنه تحت إيقاع الازمة توقفت تلك المكاتب عن تمويل النسبة الأكبر من المنتجين، والذين يُشكل 85% منهم ضمن نطاق صغار المنتجين، ذوي البنية الاقتصادية الهشة، و يعتمدون على التمويل في تامين مستلزمات الإنتاج و ممارسة انشطتهم الإنتاجية ، وهم الذين لا تتعدى طاقتهم الإنتاجية تربية 10 آلاف طير في الدورة الإنتاجية .

فشل المصرف الزراعي

وأمام تلك الصدمة بتوقف تلك المكاتب عن التمويل إلى حدّ بعيد، لجأ العديد من المربين إلى المصرف الزراعي التعاوني علّهم يعثرون على التمويل المنقذ، غير أن إجراءات المصرف الزراعي لم تنجح حتى الان – حسب المهندس عبد الرحمن – بلعب دور تلك المكاتب نظراً لارتفاع نسبة الفوائد المفروضة على القروض التي تتجاوز نسبة الربح المحددة للمنتج من قبل أجهزة الدولة المعنية ، وهذا تناقض يؤكد غياب نظرة استراتيجية لقطاع انتاج الدجاج .

إضافة الى الإجراءات الروتينية الاستبعادية التي تفرضها أنظمة المصرف، وهذا بطبيعة الحال يساهم بقذف كم كبير من المنتجين خارج حلقات الإنتاج .. وهذا ما حصل.

اكدت دراسات محلية منشورة ان متوسط استهلاك الفرد السوري من مختلف أنواع اللحوم تبلغ 22 كغ سنويا مقارنة مع 36 كغ للمواطن الأردني و24 كغ للمواطن المغربي و 62 كغ للسعودي .

ومحليا تساهم لحوم الدواجن بـ 54 % من اجمالي استهلاك المواطن من اللحوم وهي تغطي 42% من استهلاكه من البروتين الحيواني .

رغم أنه لمكافحة سوء التغذية ونقص التغذية بصورة فعالة يتعين تقديم 20 غرام من البروتين الحيواني للمواطن يومياً أو 7.3 كغ سنوياً. ويتم تحقيق ذلك من خلال استهلاك نحو 33 كغ لحم هبر أو 45 كغ سمك أو 60 كغ بيض أو 230 كغ حليب على التوالي في السنة. وتشير تقارير منظمات الأمم المتحدة المعنية ان لحوم الدواجن ستكون اكثر منتجات اللحوم شعبية في العالم خلال العشر سنوات القادمة .

فوضى الإنتاج وتذبذب العرض .. توقف الصادرات .. وارتفاع حاد للأسعار

غير أن فوضى انتاج لحوم الدجاج ( الفروج تحديداً ) ومستويات عرضها بالأسواق ، تخلق شكوكًا غير مسبوقة في سلاسل الغذاء المحلية ، ولعل العواقب الاقتصادية والاجتماعية لفوضى الإنتاج تلك ستلغي التوقعات الإيجابية لإنتاج الدواجن على المديين المتوسط والبعيد .حيث تفرض عوامل معقدة ضغوطًا كبيرة على سلاسل توريد منتجات الدجاج . ويأتي في مقدمتها غياب استراتيجية وطنية للتعامل مع هذا الملف.

ووفقًا للواقع فإن النمو السلبي لقطاع انتاج اللحوم والبيض الذي برز خلال سنوات الازمة مدفوعاً بتداعياتها وما نتج عنها من انحسار دور مكاتب تمويل المربين بمستلزمات الإنتاج ، وارتفاع واضطراب أسعار الاعلاف ، وانتشار العديد من امراض الدواجن ، وتخريب العصابات الإرهابية لأعداد كبيرة من منشآت انتاج الدجاج ، وخروج عدد كبير من المربين من حلقات الإنتاج ، جميعها عوامل ساهمت في مزيد من التذبذب في حجم المعروض من منتجات الدجاج في الأسواق المحلية ، فضلاً عن التوقف التام لصادرات القطاع ، وارتفاع حاد بأسعار لحوم الفروج تجاوز قدرة المستهلكين على شراء حاجتهم منها خلال الآونة الأخيرة.

جهود مبعثرة وسياسة إدارية هشة

حتى الآن تؤكد الوقائع – حسب قرنفلة – أن القطاع افتقد الى سياسات إدارة حصيفة لمعالجة التشوهات التي اعترته خلال سنوات الحرب ، ولا يزال يفتقر الى استراتيجية وطنية تساهم في اعادته الى مستويات خط الأساس . هذا في ظل التحرك الديموغرافي الذي فرضه إيقاع الازمة وساهم في خفض عدد السكان ، مترافقا بتراجع القوة الشرائية للمقيمين منهم وهذان عاملان يشكلان احباطا يعمق اتجاه نمو القطاع نحو الاتجاه السالب .

ولا يمكن هنا اغفال الجهود التي بذلتها وزارة الزراعة خلال سنوات الازمة في محاولة منها لإبقاء بعضا من حيوية القطاع إلا ان تلك الجهود كانت مبعثرة في معظمها ولم تتم متابعتها بخطوات تنفيذية تنقذ المنتجين من معاناتهم .

تحول نظام المستهلكين الغذائي من اللحوم الى الخضار :

أن نسبة تكاليف تغذية الدجاج تتراوح بين 65 الى 80 % من اجمالي تكاليف الإنتاج ، وارتفاع القيمة النقدية لأعلاف الدجاج مع ضعف القوة الشرائية للمستهلكين ، جعل تربية دجاج اللحم لا تحقق عائدا عادلاً للمنتجين ، وربما أوقعت الكثير منهم بخسائر اعاقت قدرتهم على الاستمرار بالعمل فضلاً عن عجز معظمهم عن توفير قيمة حاجة قطعانهم من الاعلاف، هذا الواقع أدى الى تزايد موجات تذبذب حجم المعروض من لحوم الدجاج في الأسواق وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق ، ومن المتوقع ان يتجه المستهلكون الذين يعانون من انخفاض حجم الدخل الى تحويل نظامهم الغذائي من اللحوم الى الأغذية الأساسية التي تشكل الخضار والبقوليات بنيتها الواسعة .

مطرقة مستوردي الاعلاف

ينقل عبد الرحمن قرنفلة عن منتجي لحم الدجاج – وهو على صلة وثيقة بهم – تأكيدهم أن مستوردي الاعلاف يقومون باستغلال الدعم الذي تقدمه الدولة للقطاع (عبر تمويل أولئك المستوردين بالقطع الأجنبي اللازم لاستيراد الاعلاف بأسعار مدعومة ) ، بينما يقوم المستوردون ببيع الاعلاف للمنتجين من خلال احتساب سعر القطع الأجنبي بسعر السوق الموازية ( السوداء ) ومن المعروف ان هناك فرقا شاسعا بين السعرين .

وبالتالي فإن الدعم الذي خصصته الحكومة لدعم المنتجين يذهب مباشرة الى جيوب المستوردين، إضافة الى الأرباح الكبيرة التي يحصدونها ، في ظل غياب دور فاعل لأجهزة تسعير الاعلاف في فرض سعر محدد لبيع الاعلاف بما يتناسب والتكاليف الفعلية ونسب الأرباح المحددة ، ومن جانب اخر يشير منتجو الدواجن الى ان المستوردين يقومون بإغلاق مستودعاتهم والتوقف عن البيع مع كل تحرك لسعر صرف القطع الأجنبي كنموذج لحالات الاحتكار .

وتظهر كثير من حالات التحكم بالأسعار وفرض أسعار مرتفعة بعيدة عن الواقع من قبل المستوردين حال حدوث اختناقات في توفر المادة بالأسواق . وتثبت سجلات منتجي الدواجن وبعض مراسلاتهم مع الحكومة وجود مدى واسع من موجات ارتفاع أسعار المواد العلفية خلال فترات زمنية متقاربة جداً . وعلى النقيض من ذلك تحدث حالات تراجع طفيف لأسعار المواد العلفية عندما تكون هناك وفرة بالمادة وتنافس بين المستوردين .

وهنا أيضا لا بد من التنويه الى الجهود الكبيرة والدور الإيجابي اللذان قام بهما العاملون في استيراد وتوزيع المواد العلفية منذ فترة تراجع دور المؤسسة العامة للأعلاف عن قيامها بالدور المناط بها في توفير حاجة حيوانات القطر من المواد العلفية . وحتى خلال مرحلة الحرب والازمة التي تعرضت لها البلاد والمخاطر التي تحملوها جراء قيامهم بتأمين حاجة الثروة الحيوانية من الاعلاف .

وسندان أصحاب مسالخ الدجاج :

لفتَ قرنفلة إلى أن عمليات ذبح وتجهيز الدجاج ليصبح جاهزا للبيع ، هي جزء من العملية الإنتاجية ومكملة لها ، وتنتشر في البلاد اعداد كبيرة مما اصطلح على تسميتها / مسالخ الدجاج / رغم انه يصلح تسميتها بورشات ذبح وتوضيب الدجاج حيث أن اكثر من 90% منها يفتقر الى ادنى الحدود المطلوبة لتحقيق انتاج آمن صحيا من لحوم الدجاج ، فضلاً عن انتشارها العشوائي ، وغياب اطار قانوني وفني يؤطر وينظم عملها هذا في ظل غياب تام للإشراف الصحي على عمليات الذبح والتجهيز والحفظ والتداول .

ومن جانب اخر يشير منتجو الفروج الى ان أصحاب تلك المسالخ / وعلى غير النمط المطلوب منهم / يلعبون دوراً سلبيا في نمو قطاع انتاج لحوم الدجاج ، من خلال قيامهم بفرض الأسعار التي تحقق مصالحهم لشراء الفروج الحي من المداجن ، بغض النظر عن تكاليف الإنتاج ، وفي غالبية الحالات تؤدي تلك الأسعار الى وقوع المنتج في خسارة مما يضطره الى مغادرة ميدان الإنتاج . ومن خلال التحليل تظهر ثلاث حالات توضح العلاقة بين منتجي الفروج وأصحاب المسالخ من جهة وبين أصحاب المسالخ وبائعي التجزئة والمطاعم ومحلات الوجبات السريعة من جهة ثانية:

  • في حال وجود عرض كبير من الفروج الحي، يفرض أصحاب المسالخ أسعار متدنية ودون حدود التكلفة لاستجرار الفراريج من المداجن ، كما يحصدون أرباحا عالية من خلال التحكم بحجم عرض الفروج المذبوح والمنظف في السوق . مستغلين عدم قدرة المنتج على الاحتفاظ بالطيور بعد بلوغها الوزن التسويقي تجنبا لوقوعه بمزيد من الخسائر.
  • في حال تراجع مستوى عرض الفراريج الحية من المداجن يتنافس أصحاب المسالخ على تقديم السعر الأعلى لمنتجي الفروج لقاء استجرار انتاجهم . كما يفرضون أسعار مرتفعة على أصحاب محلات بيع التجزئة او محلات الفروج المشوي او المطاعم .
  • في حال حدوث توازن بين المعروض من طيور الفروج الحية وحجم الطلب على لحومها بالأسواق لا يلتزم أصحاب المسالخ بتعهداتهم للمنتجين ويقومون بمساومتهم للحصول على ادنى سعر ممكن ، في حين يستمرون بلعبة التحكم في حجم عرض المطروح بالسوق من الفروج المذبوح بهدف الحصول على اعلى سعر ممكن من جيوب المستهلكين.

هذا ما يؤكده منتجو لحم الدجاج والذي يشير الى وقوعهم حقيقة بين مطرقة مستوردي الاعلاف وسندان أصحاب المسالخ وهما الطرفان المستفيدان من عملية انتاج دجاج اللحم في حين ينسحق المربون تحت وقع الخسائر التراكمية ، وهذا الواقع يثبته عدم استقرار العاملين في مجال انتاج لحم الفروج على عكس الاستقرار النسبي الذي يتمتع به منتجو بيض الدجاج . ولعل المتابع لشؤون انتاج الفروج يلاحظ التبدل الكبير للعاملين في القطاع ودخول مراهنين جدد مقابل خروج مراهنين خسروا رؤوس أموالهم .

وزارة الزراعة مراقب خطوط تماس :

في صلب جدلية العلاقة بين اطراف العملية الإنتاجية / مستوردو الاعلاف – منتجو الفروج – أصحاب المسالخ / يفترض ان تأخذ وزارة الزراعة دور المنسق بين اللاعبين الأساسيين لضمان استقرار العملية الإنتاجية وتحقيق أرباح عادلة لكافة أطرافها ، لا سيما انها الوزارة الأكثر أهمية في محور الأمن الغذائي الوطني ، لكن المنتجين يؤكدون ان الوزارة تلعب دور مراقب خطوط التماس فقط دون ان ترفع الراية الحمراء في وجه من يتجاوز أصول اللعبة او تقوم بإنذاره كأضعف الايمان . ما يترك المنتجين يواجهون قدرهم بين فكي الكماشة على إيقاع صراخ المستهلكين. ويشير المنتجون الى انهم عرضوا هذا الواقع على وزارة الزراعة والتي وعدت باتخاذ خطوات متزنة للتنسيق بين كافة الأطراف إلا ان شيئا لم يتحقق حتى الان .. وطبعاً لن يتحقق فيما تبقى من عمر قصير لهذه الوزارة.

تشتت الدعم والحلول البديلة :

ما اوضحه المنتجون في مسألة الاعلاف وتسعيرها يظهر جليا ان الدعم الذي تقدمه الحكومة لقطاع الدواجن يذهب بالاتجاه غير الصحيح ، وهذا يستلزم العودة للمربين المستهدفين بالدعم ، والتشاور معهم حول أوجه الدعم الأكثر نفعا لهم وبما يوفر على الدولة الكثير من الجهد ويساهم بتصويب مسارات الدعم لتكون اكثر نفعاً .

وهنا قد يكون من الأفضل دعم فوائد القروض المخصصة لترميم وصيانة المداجن ، بحيث يغطي الدعم تلك الفوائد ويحصل المربي على قرض دون فائدة ، وتسهيل إجراءات منح القروض ، اذ تحتاج كثير من المداجن المتوقفة عن العمل الى صيانات مكلفة سواء في بنيتها الانشائية او في تجهيزاتها يعجز المربي عن تحملها ، كما يعجز مبلغ الدعم المقرر عن تغطيتها ، في ظل الارتفاع الجنوني لتكاليف الصيانة خلال الفترة الراهنة .

كما يمكن دعم مدخلات الإنتاج مباشرة حيث تقوم المؤسسة العامة للأعلاف بإنتاج اعلاف مصنعة وبيعها للمربين المستهدفين بالدعم بسعر مدعوم كما تقوم المؤسسة العامة للدواجن بإنتاج صيصان وبيعها للمربين بسعر مدعوم . وبذلك نكون حققنا تشغيل افضل لمبالغ الدعم وعائد مجزي لمؤسسات الدولة .

او دعم سعر المنتج النهائي عبر قيام مؤسسة السورية للتجارة بشراء لحم الفروج /بسعر تفضيلي مدعوم / من المربين أصحاب المداجن المستهدفة بالدعم ومن المدجنة مباشرة ويمكن وضع ضوابط لتدقيق مسارات الدعم بالتعاون مع الوحدات الارشادية المنتشرة في الكثير من القرى السورية ..

التنظيم ثم التنظيم ثم التنظيم :

ورغم ثقله في موازين الامن الغذائي ودوره المهم في بنية الاقتصاد الوطني والاستقرار الاجتماعي فإن قطاع انتاج لحوم الدجاج لا يزال بعيدا عن التنظيم مما يولد حالات مستمرة من موجات المد والجزر في حجم المعروض من اللحوم بالأسواق ويضع المستهلك في حالة عدم استقرار تجاه مكونات سلته الغذائية ويساهم في استمرار حالة عدم التوازن بين اطراف العملية الإنتاجية والتسويقية أيضا ،

هذه النقاط تستلزم العمل بجدية كبيرة لتنظيم قطاع الدواجن شاملاً كافة أصحاب العلاقة بالقطاع من مستوردي ومصنعي الاعلاف والعاملين في حقل الادوية البيطرية الى مسالخ الدجاج ووحدات الخزن والتبريد ووحدات تصنيع وتجهيز لحوم الدجاج وتسويقها وبما يضمن وضع استراتيجية وطنية لتنمية وتطوير انتاج لحوم الدجاج في البلاد لاسيما وان عوامل كثيرة تؤهل سوريا للعب دور محوري في تأمين لحوم الدجاج على مستوى المنطقة العربية .

إن هذا العرض – حسب المهندس قرنفلة – يشير الى ان قطاع انتاج منتجات الدجاج عموما وقطاع انتاج لحم الفروج بشكل خاص بحاجة الى اهتمام اكبر من قبل الحكومة لاسيما ان نسبة مساهمة المنتجين من القطاع الخاص تصل الى 85% من حجم الإنتاج المطروح بالأسواق ، ولا تتجاوز نسبة مساهمة المؤسسات الحكومية المعنية والتي تلقى الدعم الأكبر من الحكومة أكثر من 15% من حجم الإنتاج .

سنسيريا – علي محمود جديد

اقرأ أيضا: اتحاد المصدرين العرب: سورية ستكون وجهة استثمارية لفوائض الرساميل العربية

شام تايمز
شام تايمز