الثلاثاء , أبريل 23 2024
سوريا تنتظر.. هل يخرج الدخان الأبيض من الفندق التاريخي في فيينا؟

سوريا تنتظر.. هل يخرج الدخان الأبيض من الفندق التاريخي في فيينا؟

سوريا تنتظر.. هل يخرج الدخان الأبيض من الفندق التاريخي في فيينا؟

نبيه البرجي
«حين يترجل الكاوبوي عن صهوة الحصان ويمتطي ظهر… الدجاجة»!!
أحد معلقي «فوكس نيوز» يسخر من جو بايدن «متى نراك في قم تقبّل يد آية الله خامنئي؟». التعليق كان حول مفاوضات فيينا «حيث أذهلنا امتثال الجانب الأميركي للشروط الفظة التي فرضها الجانب الايراني».
وقال «اذا ما عدنا، خلال الأسبوع المقبل، الى الاتفاق النووي نكون كمن يشق الطريق أمام قوروش القرن لكي يطردنا من الشرق الأوسط مع قناعة الخبراء بأن لا شيء سيتبدل ان على المستوى الجيوسياسي، أو على المستوى الجيوستراتيجي، اذا ما صنع الايرانيون القنبلة التي لن تكون أكثر من آنية براقة على طاولة مرشد الجمهورية».
حقاً، لماذا يخشى الأميركيون من القنبلة الايرانية؟ ليس لأن الأخرين سيحذون حذو الايرانيين. حينذاك ستتحول المنطقة، بالأنظمة التوتاليتارية (والقبلية) الى فوهة للجحيم، بالتالي، تفجير الكرة الأرضية، ولتذهب البشرية هباء بحسب السناتور ليندسي غراهام.

ادارة جو بايدن تعتبر أن الحصار الذي فرضه دونالد ترامب، وبسياسة حافة الهاوية، على ايران زادها قوة، وشراسة، ان في مجال التكنولوجيا العسكرية، أو في مجال الانتشار الجيوسياسي. جيك سوليفان، وقبل تعيينه مستشاراً للأمن القومي، رأى أن الايرانيين يمتلكون مفتاح التفجير، ومفتاح اللاتفجير، في الشرق الأوسط.

الأميركيون لا يريدون أن ينقلوا خيامهم الى الشرق الأقصى وهم عالقون في نيران الشرق الأدنى. في اعتقادهم أن الايرانيين، وبمجرد دخولهم الى ردهة المفاوضات في فيينا، آثروا الخيار البراغماتي على الخيار الراديكالي دون الخوف من أن يخلف ابراهيم رئيسي، الآتي من أقاصي الايديولوجيا، حسن روحاني بديبلوماسية «الضحكة العريضة» التي يمثلها محمد جواد ظريف…

المتشددون قد يكونون أكثر قابلية لعقد الصفقات. مناحيم بيغن، عرّاب الرؤوس اليابسة في اليمين التوراتي (التلمودي) عقد اتفاقية كمب ديفيد مع أنور السادات. أدولف هتلر وجوزف ستالين اللذان يعكسان ذروة التجهم الايديولوجي عهدا الى وزيري الخارجية وينتروب ومولوتوف التوقيع على الصفقة الشهيرة في مدينة ميونيخ الألمانية عام 1939.

هذا دون اغفال اللقاء المخملي (أو اللقاء الغرامي) بين كيم جونغ ـ أون ودونالد ترامب عام 2019…

عربياً، بالموارد البشرية، والطبيعية، الهائلة (وحالنا حال)، نسأل: من أين يستمد الايرانيون، وهم يشدون على بطونهم الخاوية، القوة لكسر الغطرسة الأميركية ولاثارة الذعر داخل القيادات الاسرائيلية؟ تالياً، وضع الشرق الأوسط أمام مسارات استراتيجية لا بد أن تكون لمصلحتهم.

حتى في ذروة الحملة الضارية التي شنها، كان ترامب يشيد بـ «التراث الفارسي العظيم»، في حين بلغت التفاهة بيعض الساسة في لبنان حد وصف الايرانيين بـ «المجوس» لكأن الانتماء الى دين وثني نشأ قبل الميلاد بقرون، وبطقوس ونصوص تعكس رؤية معينة لله، كما للعالم وللعالم الآخر، تهمة مشينة وتستدعي الاهانة.

اذا تصاعد الدخان الأبيض من ذلك الفندق التاريخي في فيينا، أي تداعيات على المنطقة؟ وهل توقف واشنطن ضغوطها على بعض الدول العربية للتريث في اعادة العلاقات مع سوريا الى أن يتبلور «الحل السياسي» مع المعارضة. حتى الآن، ومن خلال متابعتنا لاتجاهات المعارضين، لا ندري أي نظام بديل يبغون اقامته. اسألوا فيصل القاسم. لعل الاجابة في… حوار القباقيب!

البداية في اسدال الستار على التراجيديا اليمنية. كيف يمكن اعادة ترميم الحطام، عبر عبد ربه منصور هادي، بكل مواصفات الدمية العجيبة، أم عبر الحوثيين الذين كانوا يحلمون بالدخول الى مأرب، والذهاب الى التفاوض بالورقة الذهبية؟ كل الأوراق المحترقة على الطاولة…

اذ ننتظر كلنا على صفيح ساخن، ثمة أكثر من ضوء يبدو في النفق. دبابات الميركافا التي كانت تختال فوق جثثنا، خشيت أن تتقدم خطوة واحدة في غزة (غزة الجريحة). شبح وادي الحجير حتى في… الفولاذ!!

إقرأ أيضاً: كمال خلف: ملامح المرحلة المقبلة في سورية

الديار