الجمعة , مارس 29 2024
الجمهوريون يتهمون بايدن بتجاهل مراقبة تنفيذ قانون “قيصر” في سوريا.. والسبب؟

عن سوريا في لقاء بايدن – بوتين المرتقَب

عن سوريا في لقاء بايدن – بوتين المرتقَب

شام تايمز

هدى رزق

شام تايمز

يذهب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى قِمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد قِمة “الناتو” التي أكدت التحالف الوثيق بين

الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، بينما تحدّث الرئيسان عن أهمية الاستقرار الاستراتيجي، والحدّ من التسلح، لكن لا تزال هناك

انقسامات أساسية.

لا تزال القوات الأميركية منتشرة، إلى جانب “قوات سوريا الديمقراطية” في الشمال الشرقي من سوريا. وبعد ستّ سنوات من

الوجود الروسي، وعلى الرغم من نتائج الحرب التي أدّت إلى منع انهيار النظام والدولة السوريين، بفضل الجهد الذي بذله كلٌّ من

إيران وروسيا والجيش السوري، فإن الولايات المتحدة ما زالت تفترض أن شريكها المحلي، أي “قوات سوريا الديمقراطية”، ليس

في حاجة إلى التوصّل إلى تسوية مع دمشق وموسكو، على الرغم من أن ما اصطلح الغرب على تسميته “معارضة سورية”،

وراهن عليه، يتشكَّل من مجموعة من الميليشيات المنقسمة، بين ما يسمى “الجيش الوطني” و”هيئة تحرير الشام”، المرتبطة

بمجموعات من تنظيم “القاعدة”، الذي صنفته الولايات المتحدة نفسها إرهابياً. وهذه المجموعات غير قادرة على الحكم أو التوافق

مع “قوات سوريا الديمقراطية”، كما كانت تتوقَّع واشنطن.

كانت “قوات سوريا الديمقراطية”، ولا تزال، أحد أهم عوامل تقويض العلاقات الأميركية بتركيا، بسبب صِلاتها بحزب العمال

الكردستاني. ولم تستطع واشنطن إقامة توازن في علاقتها بين هذه القوات وأنقرة، التي غزت سوريا ثلاث مرات لإفشال الشَّراكة

بين واشنطن وحليفها الكردي، فأرسلت قوات إلى إدلب، حيث اشتبكت مع الجيش السوري، وتسيطر فعلياً على جَيب تحكمه

“هيئة تحرير الشام”. وكانت موسكو وواشنطن اختلفتا على كيفية تحديد الجماعات الإرهابية في إدلب، وكيفية التعامل مع

مناطق تابعة لتنظيم “القاعدة”، والتي تسيطر عليها بحكم الأمر الواقع. وتعثَّرت الاتفاقيات التي تمَّت في هذا الشأن.

يمكن أن يكون باب المساعدات الدولية، التي تُشرف عليها الأمم المتحدة، سبيلاً إلى التفاوض، إذ ينتهي تفويض مجلس الأمن

الدولي بشأن معبر باب الهوى في 10 تموز/ يوليو. وروسيا امتنعت عن التصويت على المعبَر العام الماضي، أمّا الولايات المتحدة

فتشدّد على أنّه يمثّل أولوية بالنسبة إليها.

في اجتماعه بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من آيسلندا، ضرورة ضمان

وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري عن طريق باب الهوى.

أمّا روسيا فترى أن جميع المساعدات يجب أن تتدفّق من خلال الحكومة السورية، وليس عبر المناطق التي يسيطر عليها

الإرهابيون، وتعتبر أن الغرب في حاجة إلى معالجة دور الإرهابيين في محافظة إدلب، في شماليّ غربيّ سوريا، وتُعرب عن

مخاوفها من امتناع الغرب عن المساس بهم، وهم باتوا متجذِّرين في إدلب.

آلية بناء الثقة مفقودة بين موسكو والغرب، مع أنها الحل الوحيد الممكن لمشكلات إدلب الإنسانية، بالإضافة إلى أن روسيا ترفض

أن تتمتّع “قوات سوريا الديمقراطية” بمنطقة حكم ذاتي مدعومة من الولايات المتحدة، باعتبار أن هذا الأمر يقوّض السيادة

السورية.

وتؤكد أن إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد تعكس استقرار الحكومة السورية وشرعيتها. ومع أن الولايات المتحدة وصفت

الانتخابات بأنها صُوَرية، فإن موسكو تدعو إلى ضرورة عودة 5.6 ملايين لاجئ سوري، و6.7 ملايين نازح سوري، إلى ديارهم، بينما

تشجّع واشنطن الأممَ المتحدة على مساعدة اللاجئين بغية إبقائهم حيث هم، ومن أجل منع الدولة السورية من استعادة

سيادتها على أرضها وشعبها.

خبراء أميركيون: التفاوض مع موسكو أفضل خيار لواشنطن

هل للولايات المتحدة مصلحة في تعميق الحوار مع موسكو بشأن سوريا؟ من المؤكد أن التوسط لوقف دائم لإطلاق النار في

الشمال الشرقي، بين النظام السوري و”قوات سوريا الديمقراطية”، هو لمصلحة الأميركي وليس الدولة السورية وروسيا. أمّا

الاعتراف بوجود النظام على طول الحدود التركية السورية، فهو ضرورة. ينصح الخبراء إدارة بايدن بضرورة عقد اتقافية مع موسكو

تُضفي طابعاً رسمياً على آلية التحليق الجوي الأميركي المفتوح، وتبادل المعلومات الاستخبارية. وتكون هذه الاتفاقية، في

جوهرها، بمثابة نقطة انطلاق للتوصل إلى اتفاق بشأن سوريا، بحيث ستحتفظ واشنطن بالتأكيد بمصالح مكافحة الإرهاب أيضاً

في العراق. ويمكن للاتفاق أن يُضفي الطابع الرسمي على الوضع الراهن في إدلب، وإنشاء آلية لتبادل المعلومات المتعلقة

بـ”داعش”، في الصحراء الشرقية. وهذه الجهود المترابطة يمكن لها أن تساعد على المحافظة على أهداف الولايات المتحدة في

“مكافحة الإرهاب” في سوريا، وتقليل الضغط على “قوات سوريا الديمقراطية”، وإنشاء آلية للتفاوض بشأن نهاية أقل من مثالية

لأحد جوانب الحرب. ستمكّن هذه الإجراءات إدارة بايدن من التركيز على أولويات أخرى أكثر أهمية، في جميع أنحاء العالم وفي

المنطقة، مع الحفاظ على مجموعة قليلة من الأهداف الأميركية في شمالي شرقي سوريا.

ويرى الخبراء أنه يمكن لروسيا فرض الاتفاقيات الثنائية، والتي يمكن أن تُلزم القوات الروسية، بصورة أكبر، بصراع سيكون عليها

إدارته في المستقبل المنظور. لذلك، يقترحون بقاء القوات الروسية في سوريا. ويسمح هذا الاقتراح لواشنطن بتقليل التزامها تجاه

سوريا. ويؤكد الخبراء أنه ليس اتفاقاً مثالياً، لكن مثل هذا الإجراء قد يمكّن الولايات المتحدة من تحقيق مصالح أوسع من دون

التضحية بكل ما تحقَّق خلال الحرب ضد “داعش”.

أين روسيا من هذا الاقتراح؟

روسيا تريد حواراً أوسع مع الغرب بشأن مستقبل سوريا، وآلية لتسهيل المحادثات مع “قوات سوريا الديمقراطية” وإعادتها إلى

حضن الدولة السورية، وتضييقاً كبيراً على الأهداف الأميركية. وهي لن تقبل بإضفاء طابع رسمي على منطقتي إدلب وشمالي

شرقي سوريا، ولن تسمح من خلالهما لواشنطن بالتحليق بطائرات بدون طيّار، تحت حجة البحث عن “إرهابيين”، وستبدو حينها

كأنها تسلّم بتقسيم سوريا وتقوّض نقاطاً رئيسةً من نفوذها، من خلال الترويج لوقف إطلاق النار الرسمي بين النظام و”قوات

سوريا الديمقراطية”، وترسيخ الجهود الأميركية في سوريا. لذلك، فإن التكهّن بمآل هذه الاقتراحات قد يكون الفشل، ولاسيما أن

موسكو لا يمكنها التفاوض على ما تعتبره مكتسباتها، في الوقت الذي تعاني الولايات المتحدة فشلاً في سوريا، سببه الأساسي

عدمُ توافق حلفائها على مشروعها الأساسي في سوريا. لكن، هل يمكن أن تكون هناك اقتراحات أخرى في جعبة بايدن؟

الميادين

شام تايمز
شام تايمز