الخميس , أبريل 25 2024
ألسنة الأفاعي متشعبة

هل تساءلت يوماً لماذا ألسنة الأفاعي متشعبة؟

هل تساءلت يوماً لماذا ألسنة الأفاعي متشعبة؟

منذ ملايين السنين، كانت السحالي البدائية تعيش تحت أقدام الديناصورات دون أن يلاحظها أحد، ولتجنب التعرض للدهس لجأ العديد منها إلى باطن الأرض.

هناك تكيفت لتتغلب بذلك على الزوايا الضيقة والشقوق الأرضية. بدون أشعة الشمس تلاشت رؤيتهم ولكن حلت محلها حاسة شم حادة بشكل خاص.

أيضًا خلال تلك الفترة طورت الثعابين البدائية واحدة من أكثر سماتها المشهورة بها ( ألسنة طويلة، متشعبة، ذات حركة سريعة وخفيفة). بعد قرون عادت هذه الزواحف إلى السطح، وتعددت أنواعها بشكل لا يعد ولا يحصى.

لعدة قرون فتنت ألسنة الثعابين الغريبة جدًا علماء الطبيعة. حيث اعتقد أرسطو أن الأطراف المتشعبة توفر للثعابين متعة مزدوجة من حاسة الذوق. وبعضهم قال بأن الثعابين تستخدم ألسنتها “لتنظيف أنوفها من الأوساخ”. وجادل آخرون بأن لسان الثعبان متشعب حتى يستطيع التقاط طعامه وقوته.

وكان أحد أكثر المعتقدات ثباتًا لدى العديد هو أن اللسان المتشعب هو مصدر اللدغة السامة والمميتة. بعدها اعتقد بعض العلماء أن ألسنة الثعابين هي عبارة عن أداة اتصال تساعدهم على الشعور والإحساس بالأشياء.

في أوائل القرن العشرين بدأت الدلائل على أهمية ألسنة الأفاعي بالظهور. حيث وجدت العلماء عضوين شبيهين بالبصيلات يقعان فوق حنك الثعبان وأسفل أنفه. تعرف هذه الأعضاء باسم أعضاء جاكوبسون، كل منها يؤدي إلى فتحة صغيرة في الفم.

وجد العلماء أن هذين العضوين هما في الواقع فرع من الأنف، مبطنة بخلايا حسية مماثلة لخلايا الأنف ترسل نبضات إلى نفس الجزء من الدماغ تمامًا مثل الأنف. واكتشفوا أن الجسيمات الدقيقة التي تلتقطها أطراف اللسان ينتهي بها الأمر في عضوين جاكوبسون، ليس لتذوقها بل لشمها.

عندما تقوم الثعابين بأخذ عينات من المواد الكيميائية على الأرض، فإنها تفصل أطراف ألسنتها عن بعضها البعض بشكل تام وهذا يسمح لهم بأخذ عينات من جزيئات الرائحة من نقطتين منفصلتين على نطاق واسع وفي نفس الوقت. مما يسمح لدماغ الثعابين بالتقييم الفوري للجانب الذي يحتوي على رائحة أقوى. وهي مهارة مفيدة للغاية عند تتبع آثار الرائحة التي خلفتها فريستها المحتملة.

وعلى عكس السحالي، عندما تجمع الثعابين جزيئات الرائحة في الهواء لتشمها فإنها تقوم بتحريك ألسنتها المتشعبة لأعلى ولأسفل في حركة ضبابية سريعة. ينتج عن تحريك اللسان دوامات صغيرة في الهواء التي بدورها تؤدي إلى تكثيف الجزيئات العائمة بداخله.

اكتشف العلماء أن لسان الأفاعي ذو الضربات الخفيفة والسريعة يولد زوجين من كتل الهواء أو الدوامات التي تعمل كمراوح صغيرة تسحب الروائح من كل جانب وتدفعها مباشرة إلى مسار كل طرف من أطراف اللسان.

ونظرًا لأن جزيئات الرائحة في الهواء قليلة ومتباعدة، يعتقد العلماء أن شكل ألسنة الثعابين الفريدة تعمل على تركيز الجزيئات وتسريع تجميعها على أطراف اللسان. تشير البيانات الأولية أيضًا إلى أن تدفق الهواء على كل جانب يبقى منفصلاً بدرجة كافية عن الآخر حتى تستفيد الثعابين من الروائح التي تحصل عليها من الأرض.

اقرأ أيضا: أردني يتلقى جرعتين مختلفتين من لقاح كورونا.. وهذا ما حصل معه!