الأربعاء , أبريل 24 2024

مغترب سوري يوزع المياه المعدنية على عطشى الحسكة بعد حصار جائر للمدينة

مغترب سوري يوزع المياه المعدنية على عطشى الحسكة بعد حصار جائر للمدينة

أطلق أحد شيوخ القبائل العربية السوريين المقيمين في الخليج العربي، مبادرة خاصة في إطار التكافل الاجتماعي تهدف لتوزيع عشرات آلاف الطرود من المياه المعدنية على المدنيين في مدينة الحسكة وأحيائها وريفها.

وتضرب مدينة الحسكة موجة من العطش وشح المياه نتيجة استمرار جريمة قطع المياه عن مليون مدني في المدينة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها والريف الغربي للمحافظة بسبب توقف العمل في المصدر الوحيد لمياه الشرب وهو محطة علوك في ريف رأس العين شمال غربي الحسكة من قبل الفصائل “التركمانية” الخاضعة للجيش التركي من طرف، والفصائل “الكردية” الموالية للجيش الأمريكي من طرف آخر.

وأفاد مراسل “سبوتنيك” في الحسكة أن الشيخ عبد الله بن علي العاصي الجربا، أحد شيوخ قبيلة شمر العربية المقيمين خارج سوريا، أعلن عن إطلاق مبادرة إسعافية خاصة منه لسكان مدينة الحسكة من خلال تقديم آلاف الطرود من المياه المعدنية إلى 30 حياً سكنياً في مدينة الحسكة وريفها عبر 300 شاحنة كبيرة على نفقته الخاصة، كما أعلن في الوقت نفسه، عن جاهزيته لتقديم كل الإمكانيات لإيجاد حلول جذرية لمشكلة المياه في محافظة الحسكة.

وطالب الشيخ الجربا من زعماء الدول العربية والإقليمية وجميع المنظمات الدولية والإنسانية التدخل السريع لإيقاف الجريمة المرتكبة ضد مليون مدني سوري لا ذنب لهم في ظروف مناخية قاسية مع ارتفاع استثنائي لدرجات الحرارة، وظروف صحية عالمية نتيجة تفشي فايروس “كورونا”.

وتابع المراسل أن المبادرة انطلقت، اليوم الخميس 8 تموز/ يوليو، من وسط مدينة الحسكة حيث تضمن اليوم الأول توزيع 17 ألف رزمة من المياه المعدنية على منازل المواطنين والمؤسسات الحكومية والخاصة وللمدنيين بشكل مباشر ضمن مركز مدينة الحسكة بهدف تأمين مياه الشرب للأهالي.
مبادرة إسعافية

وقال المشرف على المبادرة الشيخ عبد السلام الباشا العاصي الجربا في تصريح لــ”سبوتنيك” إن مبادرة الشيخ عبد الله الجربا جاءت دعماً للمبادرات القائمة والمنفذة من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية والجمعيات الأهلية رغم محدوديتها، لكنها ضرورة وواجب إنساني ووطني للتخفيف عن سكان مدينة الحسكة.

وأضاف الشيخ الجربا: “وذلك ضمن إطار التكافل المجتمعي والتعاون للتخفيف من آثار جريمة قطع المياه عن أهالي مدينة الحسكة من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من دول الاحتلال، حيث نقوم اليوم بتلبية جزء بسيط من حاجة أهلنا في مدينة الحسكة عبر توفير المياه المعدنية للشرب ضمن المدينة وريفها وهذا واجب على كل مواطن للإسهام في التخفيف عنهم فالشعب السوري شعب متكاتف محب للخير”.

ارتياح شعبي

الشاب أحمد من سكان حي النشوة في مدينة الحسكة، عبّر من خلال “سبوتنيك” عن شكره لصاحب المبادرة ولكل سوري يقدم العون لأخيه السوري في هذه الظروف الصعبة، وتمنى من كل الخيرين السير على خطى الشيخ الجربا وإطلاق حملات ومبادرات سريعة وإسعافيه للسكان المحرومين من مياه الشرب منذ شهر كامل في ظل موجة الحر الشديد.

من جانبه، قال المواطن السوري حكمت الحوير لــ “سبوتنيك”: “نحن نعاني من العطش وقلة مصادر المياه ومواردها، ونوجه نداءً إلى كل مغترب سوري سواء في الخليج أو أو أي مكان في العالم إذا لم تستطيعوا أن تفعلوا ما فعله الشيخ الجربا عليكم الخروج بالمظاهرات تندد بجريمة قطع مياه الشرب عن إخوانكم وأهلكم من قبل العصابات المسلحة”.

في حين ثمن عدد آخر من المواطنين إطلاق المبادرة ودورها في تشجيع باقي الفعاليات الاجتماعية والأهلية لمساندة أهلهم في مدينة الحسكة وريفها والتخفيف من آثار الجريمة التي ترتكب بحق الإنسانية جمعاء في ظل الصمت الدولي المطبق أمام كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من مليون مواطن في محافظة الحسكة نتيجة ممارسات الفصائل المسلحة المدعومة من الخارج.
المحافظ يناشد السوريين

وخلال مشاركته بإطلاق المبادرة الشعبية، قال محافظ الحسكة اللواء غسان خليل لــ”سبوتنيك” أن أبناء مدينة الحسكة يعانون وهم اليوم أمام كارثة إنسانية بسبب قيام المحتل التركي بقطع مصدر المياه الوحيد عنهم، في ظل تقصير كبير من قبل المنظمات الدولية والإنسانية وصمت مطبق من قبل المجتمع الدولي المتخاذل.

وأهاب المحافظ بجميع السوريين الغيارى ممن يرغب بإطلاق حملة أو مبادرة أو لدية الإمكانية لتقديم الدعم الفوري بهدف تأمين المياه لسكان مدينة الحسكة في هذه الظروف الصعبة لأنهم بأمس الحاجة لها.

يشار أن مدينة الحسكة وريفها وبلدة تل تمر وقراها تعيش أزمات في انقطاع مياه الشرب والكهرباء بشكل متتال منذ سيطرة الجيش التركي على مدينة رأس العين شمالي الحسكة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، والتي تضم المصدر الوحيد لمياه الشرب (آبار علوك)، حيث فشلت كل المساعي في إيجاد حلول لتحييد المحطة عن الصراعات العسكرية بين المجموعات المسلحة “الكردية ” من طرف و”التركمانية” من طرف آخر، التي يدفع ثمنها المدنيون.