الجمعة , أبريل 19 2024
لماذا تعلق بعض الأغاني في ذهنك

لماذا تعلق بعض الأغاني في ذهنك وكيف يمكن التخلص منها؟

لماذا تعلق بعض الأغاني في ذهنك وكيف يمكن التخلص منها؟

شام تايمز

في طريقك إلى العمل، تسمع أغنية معينة على محطة الراديو، وبدل أن تمر هذه الأغنية مرور الكرام تجد نفسك ترددها وأنت شارد الذهن أو غارق في أفكارك.

شام تايمز

لماذا تعلق بعض الأغاني في ذاكرتنا ويعيد الدماغ استحضارها المرة تلو الأخرى؟

يسمي الخبراء هذه الظاهرة بـ”ديدان الأذن”، ولا يقصد بها بالطبع الديدان العادية، إنما هي ديدان بمعنى أنها تتسلل إلى الرأس وتخلق نوعاً من الحكة الدماغية، ليجد الدماغ نفسه بحاجة إلى ملء فراغ الأغنية أو استكمال الجملة كل حين وآخر.

فعندما نستمع إلى أغنية، يتفاعل جزء من الدماغ يسمى القشرة السمعية.

ووجد الباحثون بجامعة دارتموث أنه عندما قاموا بتشغيل جزء من أغنية مألوفة على مسمع عينة من الأشخاص، فإن القشرة السمعية للمشاركين تكمل البقية تلقائياً.

بمعنى آخر، استمرت أدمغتهم في “الغناء” فترة طويلة بعد انتهاء الأغنية، وكانت الطريقة الوحيدة لحك تلك الحاجة المُلحة في الدماغ هي تكرار الأغنية مراراً وتكراراً.

لسوء الحظ، كما هو الحال مع لدغات البعوض، كلما خدشت أكثر شعرت بالحاجة للحكة، وهكذا دواليك حتى تتعثر في دورة لا نهاية لها من تلك

وتقدم العديد من النظريات الأخرى أسباب التصاق هذه الأغاني بأذهاننا.

يقول بعض الباحثين إن الأغاني العالقة تشبه الأفكار التي نحاول قمعها؛ كلما حاولنا بشدة ألا نفكر فيها، زاد عدم قدرتنا على نسيانها، حسب ما نشره موقع How Stuff Works.

ويدَّعي خبراء آخرون أن ديدان الأذن هي ببساطة وسيلة لإبقاء الدماغ مشغولاً عندما يكون في وضع الخمول.

ووجدت ورقة بحثية نُشرت عام 2021 في مجلة علم النفس التجريبي، أن الأغاني التي تعلق بالرأس تساعد في تقوية ذكريات الحدث الذي تزامن معها، ما يعني أن التدخلات القائمة على الموسيقى ستكون مفيدة للأشخاص الذين يتعاملون مع الخرف ويجهدون من أجل تذكُّر الأحداث والأنشطة اليومية.

واختلفت تسمية هذه الظاهرة لتشمل “ديدان الأذن” و”التهاب النسج المتكرر” أو repetunitis و”ميلودي مانيا” أو melodymania.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه، ما سبب تكرار أغانٍ معينة دون غيرها؟ فلا تؤدي كل الأغاني التي تسمعها إلى هذه “الحكة الدماغية” ولا تحصل هذه الظاهرة كل يوم.

في دراسة أعدها بروفيسور بجامعة سينسيناتي يدعى جايمس كيراليس، تبين أن 99% من البشر يختبرون هذه الظاهرة في مرحلة ما.

وقال إن النساء والموسيقيين والأشخاص العصابيين أو المتعبين أو المجهدين هم الأكثر عرضة لهجمات دودة الأذن.

بالنسبة للموسيقيين، قد يكون الأمر طبيعياً؛ لكونهم يستمعون إلى الموسيقى باستمرار، لكن سبب تكرارها بين النساء أكثر من الرجال ما زال غير مفهوم.

كما فشل الباحثون في تحديد أسباب تأثير بعض الأغاني دون غيرها، فيختلف الأمر من شخص لآخر.

ورجحوا أن يكون السبب لحن معين أو كلمات معينة أو حتى إيقاع، وربما السبب الذي جعلها مشهورة أو ناجحة أصلاً.

وتبيّن أن ديدان الأذن تعتمد على شبكات الدماغ التي تشارك في الإدراك والعاطفة والذاكرة والتفكير التلقائي، حسب تقرير نشرته دورية جامعة هارفارد.

عادةً ما يتم تشغيلها من خلال سماع أغنية بالفعل، على الرغم من أنها قد تتسلل إليك عندما تشعر بالرضا، أو عندما تكون في حالة حالمة (غافلاً) أو حنين إلى الماضي.

وقد تظهر أيضاً عندما تكون متوتراً، وتدور في ذهنك أفكار عديدة.

وتم تشبيه الأمر كما لو أن العقل المرهق يتمسك بفكرة ما ويبدأ بتكرارها.

كيف تتخلص من الأغنية العالقة في ذهنك؟

لا توجد طريقة واحدة ناجحة للتخلص من هذا اللحن الذي سيطر فجأة على الأصوات الداخلية، قد تعلق الأغنية لساعات وحتى أيام، وفي كل الحالات تختفي هذه “الحكة وحدها” ودون أي تدخُّل.

ولكن لو كانت الأغنية تزعجك جداً أو تزعج من حولك إذا ما رددتها بصوت عالٍ، فيجب تقبُّلها بدلاً من محاولة كبتها عبر الطرق التالية:

1. ردِّد أغنية أخرى أو اعزف لحناً آخر إن كنت تجيد العزف.

2. الجأ إلى نشاط يُبقيك مشغولاً، مثل ممارسة الرياضة.

3. استمع إلى الأغنية نفسها حتى نهايتها.

4. شغِّل الراديو لسماع أغانٍ أخرى.

5. تناوَل العلكة، فأصوات المشغل الداخلية تطغى.

6. تخيَّل دودة الأذن كمخلوق حقيقي يزحف من رأسك، وتخيل أنك تدوس عليها!

وأخيراً، فإن ديدان الأذن في معظم الحالات أمر عادي جداً، قد يكون ممتعاً إنما ليس خطيراً، وقد يكون أيضاً جزءاً من عملية الإبداع في العقل.

في حالات قليلة، خاصة عندما تستمر أكثر من 24 ساعة، قد تشير إلى شيء أكثر خطورة، ما يستوجب استشارة الطبيب.

عربي بوست

اقرأ أيضا: كيف تعرف من حظرك على واتساب؟

شام تايمز
شام تايمز