الأربعاء , أبريل 24 2024

فاينانشيال تايمز: إعادة دول أوروبية علاقاتها مع دمشق تضعف موقف الاتحاد الأوربي

فاينانشيال تايمز: إعادة دول أوروبية علاقاتها مع دمشق تضعف موقف الاتحاد الأوربي

قال تقرير لصحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية الاثنين، إن إعادة دول أوروبية علاقاتها مع سوريا يضعف موقف الاتحاد الأوروبي المتمسك بموقفه من دمشق.
فسياساته لا تزال تمنع الدول الأعضاء من إقامة علاقات مع الحكومة السورية.
وأضافت الصحيفة أنه بعد أسابيع فقط من إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد، تعمل بعض الدول الأوروبية الصغرى على تحسين علاقاتها مع الأسد بصورة مبدئية.
وتنتقل قبرص إلى سفارة جديدة في دمشق، بينما سترسل صربيا سفيرا، وهي المرة الأولى التي تستبدل فيها دبلوماسيا كبيرا منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل 10 سنوات، بحسب الصحيفة.
خطوات صغيرة
واعتبرت الصحيفة ما يحدث خطوات صغيرة، وليست نقاط تحول، غير أنها استبعدت أن تتبعها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا وألمانيا، في أي وقت قريب، واعتبرت أن التحركات، رغم كونها مؤقتة، إلا أنها توضح التحدي الذي ستواجهه الكتلة الأوروبية مع عودة الوضع في سوريا إلى طبيعته بمرور الوقت.
ونقلت ”فاينانشيال تايمز“ عن لوري فوشير، كبيرة المحللين في ”كرايسيس جروب“، التي تركز على أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قولها إن تحركات الدول الصغيرة ”تُضعف موقف الاتحاد الأوروبي، والقيادة السورية تعرف تماما كيف تتعامل مع ذلك“.
وذكرت الصحيفة أنه مع سيطرة الأسد على 70% من البلاد التي مزقتها الحرب، تريد بعض الدول الأوربية فتح قنوات مباشرة مع دمشق، لأسباب عملية في الغالب، فأثينا أرسلت قائما جديدا بأعمال السفير إلى دمشق العام الماضي، ونقلت عن نيكولاوس بروتونوتاريوس، قوله ”اليونان مهتمة بالوجود في بلد تؤثر فيه التطورات على مصالحنا الوطنية مثل أزمة الهجرة“.
ومع وجود نحو 3.6 مليون لاجئ سوري في تركيا، ليس من المستغرب أن ”تساعد اليونان في إعادة بناء سوريا“، من أجل أن يتمكن السوريون الموجودون في اليونان وتركيا ،في يوم ما، من العودة إلى ديارهم، حسب ما نقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين.
وليست أثينا وحدها هي التي تريد ذلك، فقد زعمت الدنمارك في نيسان/ أبريل أن دمشق والبلدات المحيطة بها آمنة بما يكفي لعودة اللاجئين.
”سوريا آمنة“
وبحسب الصحيفة، حاولت روسيا، إقناع الدول بأن سوريا آمنة، وبينما يهدأ القتال، لا يزال الصراع محتدما في شمال غرب سوريا الذي يسيطر عليه فرع سابق لتنظيم القاعدة، وهؤلاء المقاتلون، الذين تضم صفوفهم أوروبيين، هم سبب آخر يدفع بعض الدول للتواصل مع دمشق، فوكالات الاستخبارات الأجنبية مهتمة ”بالمعلومات التي تمتلكها وكالات المخابرات السورية عن آلاف الإرهابيين الأجانب الحقيقيين والمشتبه فيهم“، حسب ما ذكرت إحاطة أمنية داخلية للأمم المتحدة العام الماضي.
ودفع الاتحاد الأوروبي المليارات من أجل المساعدة، إلا إنه يعارض مساعدة الحكومة السورية بمليارات الدولارات لإعادة الإعمار، فيما تهتم ألمانيا وفرنسا أكثر بتسوية طويلة الأمد للصراع، بحسب الصحيفة.
ورغم إحجام الاتحاد الأوروبي عن تمويل إعادة الإعمار، إلا أن العديد من دوله تمول مشاريع يمكن تصنيفها على هذا النحو، على سبيل المثال إعادة تأهيل المدارس.
وقال فوشير ”الموقف السياسي للاتحاد الأوروبي يمكن أن يستمر لفترة طويلة، والسؤال هو ماذا يحدث في الواقع؟ هناك فجوة بالفعل بين الموقف السياسي للاتحاد الأوروبي، وما يجري على الأرض فيما يتعلق بالمساعدات“.
في النهاية، يشكو بعض الدبلوماسيين الأوروبيين الجنوبيين من أن نظراءهم الشماليين لا يفهمون رغبتهم في إقامة علاقات جيدة مع جوارهم المتوسطي، إذ قال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي ”هذا يتعلق بالتنسيق (مع الأسد) وليس تقديم الدعم له“.
وكالات