الخميس , مارس 28 2024

بعد لقاءه الأسد.. ما الفوائد السياسية والاقتصادية لزيارة وزير الخارجية الصيني إلى سوريا؟

بعد لقاءه الأسد.. ما الفوائد السياسية والاقتصادية لزيارة وزير الخارجية الصيني إلى سوريا؟

شام تايمز

في زيارة وصفها مراقبون بالتاريخية والمهمة على المستويين الاقتصادي والسياسي، التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي وصل اليوم إلى دمشق في زيارة رسمية ناقش خلالها رزمة من الملفات.

شام تايمز

أكد وزير خارجية الصين دعم بلاده للشعب السوري في حربه ضد الإرهاب ومواجهة “الحصار والعقوبات اللا إنسانية المفروضة عليه.

وقال مراقبون إن الزيارة تحمل الكثير من الملفات السياسية وتأكيد الصين على دعم سوريا ضد الإرهاب، وأخرى اقتصادية استمرارًا لدعم بكين الدائم لاقتصاد دمشق، لا سيما في المجال الصحي في ظل أزمة كورونا، ومبادرة “الحزام والطريق”.

ملفات مهمة

جاء في بيان صادر عن الرئاسة السورية: “أكد وزير الخارجية الصيني استمرار بلاده في دعم الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب ومواجهة الحصار والعقوبات اللاإنسانية المفروضة عليه، والوقوف ضد التدخل في الشؤون الداخلية للشعب السوري وكل ما يمس سيادة سورية ووحدة أراضيها”.

وناقش الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله وزير الخارجية الصيني سبل تعزيز التعاون بين البلدين، والتوافق على الانطلاق نحو مرحلة جديدة في تعزيز العلاقات بين الجانبين.

وأضاف البيان أنه “تم خلال اللقاء التوافق على الانطلاق نحو مرحلة جديدة في تعزيز هذه العلاقات وفتح آفاق أوسع للتعاون الثنائي في كل المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين”.

الحزام والطريق

اعتبر الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، أن زيارة وزير الخارجية الصيني لسوريا تكتسب أهمية استثنائية تأتي أولاً، من كونها تعتبر خطوة كبيرة على طريق كسر طوق العزل الدبلوماسي الذي يسعى الغرب لإحكامه حول الدولة والحكومة السورية.

وأشار إلى أن زيارة وزير خارجية القطب العالمي الصاعد، الذي يعد وفق العديد من المراقبين الأقوى اقتصادياً في العالم، تعتبر تطوراً هاماً في خارطة التواصل السوري السياسي والدبلوماسي مع المجتمع الدولي والقوى الكبرى الفاعلة في العالم.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، في هذا الإطار يبدو من الواضح أن اتكاء الولايات المتحدة الأمريكية (والغرب عموماً) على سلاح العزل والعقوبات يفتح المجال واسعاً أمام أعداء الغرب ومنافسيه ليقوموا بملء الفراغ الذي يتركه الغربيون نتيجة ممارستهم استراتيجية الحصار والعزل.

ويرى دنورة أن هذا المشهد الذي يخص سوريا اليوم مرشح للتعميم على عدة ساحات أخرى تعاني من ظروف مشابهة، فما تعجز عنه روسيا في الاقتصاد تقدمه الصين، وما تحجم عنه الصين في العسكرة يتولاه الروس، ويشترك القطبان العالميان في الوقوف في وجه محاولات تجاوز القانون الدولي والشرعية الدولية من قبل الدول المارقة الحقيقية التي تمارس سياسات العدوان والهيمنة وزعزعة استقرار الدول والحكومات الوطنية.

وأكد أن التحالف أو التكامل اقتصادياً مع الصين يمثل نافذة كبيرة من الفرص الاقتصادية لأي دولة، فمبادرة الحزام والطريق تمنح إمكانية وجود استثمارات صينية هامة في الاقتصاد السوري، وعلى الرغم من أن الهيمنة الأمريكية على القطاع المالي العالمي تطرح العديد من العوائق أمام التعاون مع الدول التي يفرض الغرب حصاره عليها.

وتابع “إلا أن الإمكانيات الاقتصادية المتصاعدة للصين تطرح بديلاً متنامي الأهمية عن الهيمنة الأمريكية، وبالطبع فإن تبلور هذا البديل بحاجة إلى جهد دولي دؤوب لإيجاد البدائل التي تتيح التخلص من الاحتكار الأمريكي”.

وبحسب المحلل السوري، يشير الدور الذي لعبته الصين في مجلس الأمن خلال المناقشات حول القرار الدولي الأخير الخاص بالمعابر الإنسانية إلى تصاعد الانخراط الصيني في القضايا الدولية الهامة وفي مقدمتها المسألة السورية، مما يمنح ثقلاً نوعياً مضافاً للموقف السوري القائم على محاربة الإرهاب والتصدي للاحتلالات، ويدعم الموقف السوري في مواجهة العدوان الخارجي والضغوط الدولية والسعي الغربي المستمر لانتهاك السيادة السورية.

أهمية اقتصادية

اعتبر العميد عبد الحميد سلهب، الخبير السياسي والاستراتيجي السوري، أن زيارة وزير الخارجية الصيني إلى سوريا لها أهمية سياسية واقتصادية كبيرة، ويحمل ملفات عدة لتعزيز التعاون مع سوريا.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، الصين استخدمت الفيتو مع روسيا 9 مرات في مجلس الأمن الدولي ضد كل المخططات التي تستهدف النيل من استقلال وسيادة سوريا، وشكلت غطاءً معنويًا كبيرًا للدولة السورية وللجيش العربي السوري لتحرير أكثر من 80%، من الأراضي السورية من براثن الإرهابيين.

ويرى أن الصين لها دور كبير في إعادة الأعمار بسوريا، وتقديم كل المستلزمات والدعم المطلوب، وذلك نتيجة مواقفها الصادقة مع الدولة السورية، وأن هناك الكثير من الملفات الاقتصادية المهمة التي تدخل فيها بكين، منها ما قدمته وتقدمه من معدات وتجهيزات طبية ولقاحات ضد فيروس كورونا لإنقاذ الوضع الصحي في سوريا.

وأكد أن الصين تقدم كل الدعم والتسهيلات في كل القطاعات الاقتصادية، وبشروط سهلة جدًا وبسيطة منذ بداية الأزمة السورية، حيث تمتاز العلاقات السورية مع الصين بأنها قديمة وتاريخية وتتطور باستمرار.

وأعرب الرئيس الأسد خلال اللقاء عن شكره للصين على الدعم الذي تقدمه للشعب السوري، ومواقفها المهمة في المحافل الدولية وضد الإرهاب، وفقا لوكالة الأنباء السورية (سونا).

من جانبه أكد الوزير الصيني اهتمام بلاده بمشاركة سوريا في مبادرة “الحزام والطريق”، نظرًا لموقعها ودورها الإقليمي المهم.

شام تايمز
شام تايمز