الجمعة , مارس 29 2024
هجمات داعش المتكررة ... الخطر ما يزال قائماً

هجمات داعش المتكررة … الخطر ما يزال قائماً

هجمات داعش المتكررة … الخطر ما يزال قائماً

شام تايمز

شهدت الفترة الماضية عودة تصعيد تنظيم داعش الإرهابي لهجماته على القوات الحكومية السورية في عدة مناطق من البلاد من خلال تنفيذ عدة هجمات وتفجيرات وكمائن، حيث أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) في وقت سابق من هذا العام استشهاد 25 مواطناً وإصابة 13 آخرين بجروح جراء هجوم إرهابي على حافلتهم في منطقة كباجب على الطريق بين دير الزور وتدمر، وقد تم نقل المصابين لتلقي العلاج في مشافي دير الزور.

شام تايمز

من موقع هجوم تنظيم داعش الإرهابي. الصورة لوكالة الأنباء (سانا)

كما قالت صحيفة سبوتنيك الروسية في فبراير الماضي، من هذا العام أيضاً، أن عدداً من المجموعات التابعة لتنظيم “داعش” هاجمت بشكل متزامن نقاطاً ومواقع للجيش السوري في بادية الرصافة بريف الرقة. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصدرٍ ميداني أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش العربي السوري وعناصر من التنظيم الإرهابي الذين كانوا يستخدمون درجات نارية، وقد أدت تلك الاشتباكات لاستشهاد 3 عناصر من الجيش السوري وإصابة 5 آخرين.

هذه الاعتداءات والهجمات المتكررة من قبل تنظيم داعش الإرهابي فُسرت من قبل بعض المعارضين.

بأنها استمرار لوجود بعض الخلايا الإرهابية للتنظيم التي لم يتم القضاء عليها بعد، والتي تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار مناطق وجودها، وتنشط تلك الخلايا من حين لآخر في منطقة البادية السورية الممتدة من شرق محافظتي حماة وحمص وصولاً إلى أقصى شرق محافظة دير الزور.

وعلى الرغم من إعلان قوات سورية الديمقراطية (قسد)، تجمع لفصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، القضاء تماماً على داعش عام 2019 إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يخوض حرب استنزاف ضد الجيش السوري من جهة وضد قسد نفسها من جهة أخرى.

وكانت واشنطن نفسها أيضاً قد أعلنت القضاء تماماً على تنظيم داعش عام 2019، بعد أن قامت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بقصف مدفعي وشن غارات جوية قالت أنها تهدف إلى القضاء التام والنهائي على تنظيم داعش، إلا أنها مع الأسف تسببت بقتل مايزيد عن 1600 مدني في مدينة الرقة وحدها،

حتى أن التحالف نفسه اعترف بقتل 318 مدنياَ في الرقة عن طريق الخطأ، ناهيك عن الخسائر المادية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، والتي جعلت سكان المدينة يصفوها (بالمدينة المنكوبة). ومع كل ذلك فجرائم التنظيم استمرت وعملياته الغادرة أودت بحياة الكثير من الضحايا من مدنيين وعسكريين منذ تاريخ إعلان القضاء المزعوم على داعش وحتى الآن.

بعد اشتداد وطأة الإرهاب على سوريا حكومةً وشعباً، تصدى الجيش السوري في فترات متفرقة بين عامي 2016_2017، للهجمات التي كان يشنها تنظيم داعش الإرهابي، و نجح الجيش السوري في استعادة و تحرير العديد من المدن السورية مثل ( الرقة و دير الزور و السخنة و القريتين)، و قد تمكن من تحرير اغلب هذه المدن و البلدات بدعم العسكري وفني من جانب حلفاءه الروس, خاصة مجموعة فاغنر التي تمتلك خبرة كبيرة في خوض مثل هذه المعارك لما لها من تدريب و تسليح مناسبين.

وبناءً على ما تقدم يمكن القول بأنه من الصعب على الجيش السوري وحده محاربة داعش في مساحات شاسعة من البادية السورية، أما فيما يتعلق بحرب المدن فإنه سيكون من الأفضل الإستفادة من التجربة الهائلة لحلفائهم، الذين ساعدوهم بالفعل في الماضي على تحرير بعض المدن من الإرهابيين.

فبعد أكثر من عشر سنوات على الحرب في سوريا، خسر فيها السوريون آلاف الضحايا، إضافة إلى ملايين النازحين في الداخل والخارج، أصبح من الصعب تخصيص عدد كبير من القوات لمحاربة داعش في تلك المناطق الشاسعة في البادية السورية، مما يعني الحاجة الماسة لمزيد من الموارد البشرية والمالية لمواجهة هذا الخطر الذي ستكون عودته كابوساً لكل السوريين، فهل يمكن القول الآن أن داعش قد انتهت في سوريا أم سيكون هناك تهديدات أخرى مستقبلاً؟

المصدر: تحت المجهر

شام تايمز
شام تايمز