الجمعة , مارس 29 2024
خبراء عن "الإخفاقات" الأميركية في أفغانستان

خبراء عن “الإخفاقات” الأميركية في أفغانستان: خسرنا الحرب

خبراء عن “الإخفاقات” الأميركية في أفغانستان: خسرنا الحرب

شام تايمز

مع اقتراب انسحاب آخر القوات الأجنبية من أفغانستان خلال آب/أغسطس المقبل، خبراء يتحدثون عن الأسباب التي أدّت إلى الإخفاقات الأميركية.

شام تايمز

استنتج مجموعةٌ من الخبراء أسباب “الإخفاقات” الأميركية بعد 20 عاماً من القتال في أفغانستان، مُتحدثين عن الأكاذيب وغرور الجنرالات والاستراتيجيات القصيرة المدى والأهداف غير الواقعية.

وتأتي هذه الاستنتاجات مع اقتراب انسحاب آخر القوات الأجنبية من أفغانستان، خلال شهر آب/ أغسطس المقبل، بحسب ما أعلنته المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي.

ورأى “المفتّش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان” جون سوبكو، أنّه “من أسباب الوضع القاتم في أفغانستان أن الولايات المتحدة أصابها الغرور واعتقدت أنها قادرة على تحويل هذا البلد إلى نَرويج صغيرة”.

وأضاف سوبكو المُكلّف منذ 2012 من قبل الكونغرس مراقبة استخدام الأموال الأميركية في هذه الحرب أنّه “وصلنا إلى أفغانستان بفكرة تشكيل حكومة مركزية قوية وكان ذلك خطأ”، معرباً عن أسفه لأن “الخبراء كانوا يعرفون أن هذا البلد ليس مناسباً لبُنية حكومية من هذا النوع لكن لم يستمع إليهم أحد”.

وبيّن أن الجنرالات المتعاقبين في أفغانستان “وضعوا أهدافاً قصيرة المدى ليتمكنوا من إعلان نجاحهم عند مغادرتهم بعد عامين أو ثلاثة أعوام، بينما كان يجب تخصيص وقت لجهود إعادة الإعمار مع الاهتمام بالتحديات اللوجستية التي يشكلها هذا البلد الذي يحصل 30% فقط من سكانه على الكهرباء طوال اليوم”، متهماً الجنرالات بإخفاء حجم المشاكل.

وقال سوبكو إنّه “في كلّ مرّة كنا نذهب فيها إلى هذا البلد، كان العسكريون يُغيرون أهدافهم لتسهيل إعلان نجاح”، مضيفاً: “عندما لم يعودوا قادرين على فعل ذلك، فرضوا السرية الدفاعية على الأهداف”.

كما تابع أنهم “يعرفون إلى أي حد كان الجيش الأفغاني سيئاً”، موضحاً أن “الذين يستطيعون الإطلاع على الوثائق الخاضعة للسرية الدفاعية يعرفون ذلك أيضاً لكن المواطن الأميركي العادي ودافع الضرائب العادي والمسؤول المنتخب العادي والدبلوماسي العادي لا يستطيعون أن يعرفوا”.

كما رأى “المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان” جون سوبكو، أن “الولايات المتحدة تصرّفت في أفغانستان كما فعلت في العراق وكما فعلت في فيتنام”.

وقال: “لا تصدقوا الجنرالات أو السفراء أو مسؤولو الإدارة الذين يقولون: لن نفعل ذلك بعد الآن”، مشيراً إلى أن “هذا بالضبط ما قلناه بعد فيتنام: لن نفعل ذلك مرّة أخرى، والمفاجأة أننا فعلنا ذلك في العراق وفعلنا ذلك في أفغانستان”.

وكان “المفتّش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان” قال في تقرير إنَّ هجمات “طالبان” التي “تضاعفت منذ توقيع اتفاق شباط/فبراير 2020 الذي مهّد لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، تشكل خطراً وجودياً بالنسبة إلى الحكومة الأفغانية”.

مسؤول أميركي سابق: خسرنا الحرب في أفغانستان

بدوره، قال المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية كارتر مالكاسيان، الذي نشر مؤخراً كتاباً عن تاريخ الحرب في أفغانستان “لا شك إطلاقاً في أننا خسرنا الحرب”.

ورأى هذا الخبير أن “طالبان” برهنت على إرادتها في محاربة “الغزاة”، بينما بدا أن الجيش الأفغاني “مُباع” للأجانب، بحسب تعبيره.

وكتب مالكاسيان في كتابه أنّ “مجرّد وجود أميركيين في أفغانستان ينتهك فكرة هوية أفغانية تستند إلى كرامة وطنية وتاريخ طويل من محاربة الغزاة والتزام ديني بالدفاع عن الوطن”.

وأشار إلى أنّه “كنا نعتقد أن بعض الأمور كانت ممكنة في أفغانستان: هزيمة طالبان أو السماح للحكومة الأفغانية بأن تستقل (…) لكن الأمر لم يكن كذلك”.

منظمة غير حكومية: التصرفات الأميركية أثارت غضب الأفغان

ويشير تقرير حديث لـ “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية، إلى أنّ “عدم الاهتمام بضحايا الغارات الجوية ضد المدنيين بشكل كافٍ أو الانتهاكات التي يرتكبها أمراء حرب مُتحالفون مع الغرب، أثار التحالف غضب الشعب الأفغاني”.

ورأت المنظمة أن “ميل الولايات المتحدة إلى إعطاء الأولوية للمكاسب العسكرية في أمد قصير بدلاً من بناء مؤسسات ديموقراطية حقيقية أو حماية حقوق الإنسان، وجّه ضربةً قاضية للمهمة الأميركية وكل جهود إعادة الإعمار بعد 2001”.

وتابعت أن “استياء السكان وانعدام ثقتهم في الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، سمحا لطالبان بتحقيق مكاسب”.

يُشار إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، قال خلال نيسان/إبريل 2021، إن “الجيش الأميركي سيبدأ بالانسحاب تدريجياً من أفغانستان في الأول من أيار/مايو المقبل على أن يكتمل بحلول أيلول/سيبتمبر المقبل”.

الميادين نت

اقرأ المزيد: السفير السوري بالصين: سياسة التوجه شرقاً لا تعزل سوريا

شام تايمز
شام تايمز