الأربعاء , أبريل 24 2024
أطباء يفتتحون "مطعم – عيادة" بدمشق.. تخيل أسماء الوجبات!

أطباء يفتتحون “مطعم – عيادة” بدمشق.. تخيل أسماء الوجبات!

أطباء يفتتحون “مطعم – عيادة” بدمشق.. تخيل أسماء الوجبات!

بسماعاتهم وموازين حرارتهم، ولباسهم المهني الكامل، يتجول مجموعة من الأطباء بين طاولات الزبائن، لإسعافهم من نوبات الجوع.

حين يكون النُّدل (جمع نادل) من الأطباء، فلن يحتاجك الأمر خيالاً خصباً للتيقن من أن أدوات التقديم وأسماء الوجبات تم استيحاؤها من عالمهم المهني، مع تنويعات لا يمكن تجاهلها، ففي هذا (المطعم- العيادة)، يمكن لزبون المطعم مساءً، التمتع بوجبات سريعة يقدمها له طبيبه بكل ترحاب، بعد أن نهاه عنها صباحا لدى استقباله في العيادة.

“المطعم- العيادة” الذي افتتحه مجموعة من الأطباء وسط العاصمة السورية دمشق، يقدم وجبات مكنّاة بأسماء العقاقير والأدوية الداعمة والمسكنات.

يعتمد المطعم الذي حقق شهرته في وقت قياسي، طريقته الخاصة في تقديم الوجبات، مستخدما لذلك الأدوات الطبية من مباضع وأبر الحقن والسماعات وغيرها، في محاكاة لزيارة المريض إلى عيادة الطبيب.

الدكتور محمد شفيق البزم، أحد الشركاء الأربعة في مشروع “المطعم- العيادة” الذي أطلق عليه اسم (The Doctors Burger)، يقول لـ”سبوتنيك”: “استقينا الفكرة من وحي دراستنا كأطباء بشري وأسنان، وهو يمثل شراكة بين أربعة أطباء أصدقاء، وقد ناقشنا إقامة المشروع لكسر القاعدة التي تقول إن على الطبيب العمل والعيش في البيئة الاجتماعية للمشفى والعيادة وما يعنيه ذلك من التزام صارم بالممارسات الصحية وأنواع محددة من الأطعمة.. وبالفعل، خرجنا بفكرة افتتاح مطعم يؤدي هذا الغرض ويعود علينا بمردود مالي، إلى جانب عملنا الاعتيادي كأطباء”.

وأضاف البزم: “واجهنا صعوبة في العثور على المكان المناسب، وانتابنا القلق في البداية حول نجاح الفكرة بسبب ما تعيشه البلاد من أوضاع اقتصادية صعبة وبسبب أزمة العقارات وارتفاع أسعارها، لكننا تجاوزنا الأمر”.

وأضاف: “خلال مرحلة تصميم الديكور والأثاث والألوان حاولنا أن يكون المطعم من الداخل على شكل عيادة طبيب أو مشفى وتجاوزنا مشكلة انقطاع التيار الكهربائي من خلال استخدام الطاقة الشمسية للحفاظ على المواد الغذائية وبدأنا على هذا الأساس”.

وحول تقبّل الزبائن للفكرة قال: “في بداية الأمر بدت فكرة (المطعم العيادة) غريبة نوعا ما، وخصوصاً أن الوجبات والمأكولات أخذت أسماء أدوية لإيصال فكرة للناس أن الدواء يكمن في الغذاء وأن الإنسان لا يمكن أن يعيش بلا طعام، فمثلاً مسكن آلام الرأس (باراسيتامول paracetamol) تقابله ساندويش كلاسيكية خفيفة محشوة بقطعة من اللحم مع بندورة وخس ومايونيز فقط،

و(أنتي هيستامينanti-histamine ) المضاد للتحسس تقابله الوجبة الحارة لأنها قد تحدث ردة فعل في جسم الإنسان عند تناولها، أما (Spicy tramadol) فهو أقوى مسكن، وهي الوجبة التي تسكن آلام المعدة وتتميز بالصوص الحار، وهناك أيضاً وجبات بأسماء (Panadol ) وكودئين( codeine ) وبروفين(Brufen) و(B-complex) و(DNA chicken) وغير ذلك، وجميعها أسماء وجبات لها دلالة طبية”.

وأردف: أن “الزبائن اعتادوا على هذه الأسماء عند طلب الوجبات وعلى طريقة تقديم الصوص باستخدام السيرنغات الطبية (أبر الحقن)، والتي يتم تعقيمها يومياً وبذلك نوجه رسالة لكل شخص بأنك طبيب نفسك وقد انتشرت هذه الأفكار في عدد من مطاعم ومحال العصائر بدمشق”.

المشروع الخاص حاجة للسوريين

من جانبه، أوضح الطبيب الدكتور علاء كبتولة، وأحد مؤسسي المشروع، لـ”سبوتنيك” أن “الفرد في سوريا أصبح بحاجة إلى مشروع خاص، وهذا يشمل الأطباء ونجد في كثير من دول العالم أطباء يقيمون مشاريعهم الخاصة في عالم الـ business إضافة إلى مهنتهم الأساسية، كافتتاح مراكز تدريب مثلا أو غير ذلك من المشروعات، أما بالنسبة لنا فقد بدأنا بإطلاق هذا المشروع المشترك بحسب مقدرتنا المادية لتحقيق عائد مادي إضافي إلى جانب عملنا كأطباء وأطباء أسنان”.

وأضاف: “اعتمدنا في التسويق للمطعم على عالم سوشيال ميديا لجذب الزبائن كون المطعم يقع ضمن حي وليس على طريق عام أو ساحة عامة إضافة إلى جودة المأكولات، ونطمح في المرحلة المقبلة إلى تطوير المشروع سواء من حيث المكان أو بنوعية الوجبات والمأكولات الصحية المقدمة”.

11 موظفاً يعيلون 11 أسرة

الشيف عبد الرحمن صمادي وهو طالب هندسة في السنة الخامسة وخريج إدارة أعمال تحدث عن طاقم العمال وطريقة العمل فأوضح لـ سبوتنيك أن “هناك 11 موظف يعملون في المطعم على فترات وكل واحد منهم له طريقة عمل خاصة به” .

وأضاف: “نهتم جداً بطريقة تخزين المواد والمأكولات للحفاظ على الجودة والنكهة المطلوبة إضافة إلى طريقة التسويق الملائمة للمطعم والوجبات عبر وسائل سوشيال ميديا”.

وحول طريقة تقديم الوجبات قال: “كل ما نقدمه في المطعم مميز عن بقية المطاعم في سوريا نظراً لطريقة التقديم ذات الطابع الطبي، ولنوعية المواد الغذائية الصحية المستخدمة وطريقة تحضيرها، إضافة إلى عملية التنظيف والتعقيم اليومي للمعدات والطاولات والأدوات وغسل وتنظيف وتعقيم الخضار واستخدام اللحوم الطازجة غير المفرومة وتحضيرها في المطعم، إضافة إلى طريقة التخزين المناسبة الأمر الذي زاد الإقبال على المطعم لأن كثير من الزبائن تهتم بكل هذه التفاصيل وبنوعية الخدمة المقدمة، ولدينا أفكار جديدة سنقوم بتنفيذها مستقبلاً لإضافة وجبات ومأكولات جديدة على لائحة المطعم”.

“أحببت البروفين”

فكرة المطعم راقت للزبائن الذين عبروا عن دهشتهم بطريقة تقديم الوجبات عبر أدوات طبية وباستخدام أسماء أدوية.

في هذا السياق قالت الشابة “شام” لـ سبوتنيك: “فكرة المطعم غريبة لكنها جميلة خصوصاً وأنني كنت جائعة ولكني شعرت بتحسن بعد تناول وجبة البروفين اللذيذة المسكنة للمعدة”.

وبدورها تحدثت الشابة هيام لـ سبوتنيك وقالت: “تابعت أخبار المطعم من خلال الإنترنت وأعجبتني الفكرة كونها جديدة والوجبات لذيذة كما أحببت تجربة أن أكون دكتورة”.

يشار إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا دفعت الكثير من أصحاب المهن الكثيرة نحو إقامة المشاريع الصغيرة لتغطية الاحتياجات اليومية وكمورد مالي إضافي لتحسين أوضاعهم المعيشية في وقت تشهد فيه البلاد أزمة غلاء وارتفاع كبير في أسعار المواد والخدمات الأساسية.

سبوتنيك

اقرأ ايضاً:مع وصول “باصات خضراء”.. مصدر سوري : اتخذنا استعداداتنا لتنفيذ اتفاق (درعا البلد)