الجمعة , مارس 29 2024

هل تستطيع طالبان استخدام الأسلحة التي تركتها القوات الأمريكية وراءها؟

هل تستطيع طالبان استخدام الأسلحة التي تركتها القوات الأمريكية وراءها؟

شام تايمز

اعتدنا على رؤية عناصر طالبان تحمل أسلحة بدائية أكثرها تطورًا أسلحة كلاشينكوف (AK-47) الروسية، ومدافع رشاشة من طراز (PK)، لكن الآن بعد سيطرة طالبان على أجزاء واسعة من أفغانستان وصولًا إلى العاصمة كابول، تغير المشهد 180 درجة.

شام تايمز

فقد انتشرت مؤخرًا مقاطع فيديو يظهر فيها مقاتلو طالبان وهم يحتفلون بالسيطرة على أجهزة وأسلحة أمريكية، ويحملون بنادق ومدافع رشاشة أمريكية الصنع، ويقودون شاحنات بيك آب فورد رينجر ومركبات مدرعة، ونراهم متحكمين في طائرات عسكرية بدون طيار، وحاملين في أيديهم أجهزة قياس حيوية، فما قصة هذه الأجهزة والأسلحة التي تركتها القوات الأمريكية خلفها؟

أسلحة أمريكية في أيدي حركة طالبان!
بحسب وكالة «أسوشيتيد برس»، استولى مقاتلون من حركة طالبان على معدات وأسلحة متمثلة في بنادق وذخائر وعربات مدرعة وطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة، كانت القوات الأمريكية قد منحتها للقوات الأفغانية التي دربتها قبل الانسحاب من أفغانستان. جاء ذلك بعد سيطرة الحركة على عواصم المحافظات والعاصمة الأفغانية كابول والقواعد العسكرية.

ووفقًا للوكالة، فإن من بين ما يقرب من 145 مليار دولار أنفقتها الحكومة الأمريكية على محاولة إعادة بناء أفغانستان، كان هناك حوالي 83 مليار دولار مخصصة لتطوير ودعم قوات الجيش والشرطة. ووفقًا لمكتب المفتش العام، المختص بإعادة إعمار أفغانستان، المعروف باسم (SIGAR) فقد أنفقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 18 مليار دولار للجيش الأفغاني من أجل المعدات والنقل بين عامي 2005 و2021.

حلفاء أمريكا الأفغان في مرمى نيران طالبان بسبب جهاز «HIIDE»!
أفاد تقرير إعلامي نُشر يوم الأربعاء 18 أغسطس (آب) عبر موقع «إنترسبت»، باستيلاء طالبان على أجهزة خاصة بالجيش الأمريكي مخصصة لعرض بيانات مهمة، خاصة بعناصر الجيش وأفغان محليين ساعدوا أمريكا خلال فترة الحرب.

استولت حركة طالبان على أجهزة «Handheld Interagency Identity Detection Equipment» أو ما يعرف اختصارًا بـ«HIIDE» التي تستخدم للكشف عن الهوية عن طريق فحوصات قزحية العين، وبصمات الأصابع، ومعلومات شخصية للأفراد المسجلين على قاعدة بياناتها، ويمكن استخدامها للوصول إلى قواعد البيانات المركزية الكبيرة للجيش الأمريكي الخاصة بالسكان الأفغان.

ورغم أن حجم البيانات التي اخترقتها طالبان لا يزال غير واضح، فإن هناك تخوفًا كبيرًا من أن تستخدمها طالبان لاستهداف حلفاء أمريكا من المدنيين الأفغان.

ووفقًا لما قاله أحد المحاربين القدامى لموقع «إنترسبت»، فمن المحتمل أن تحتاج طالبان إلى أدوات إضافية لمعالجة بيانات أجهزة «HIIDE»، وقد أعرب عن تخوفه من مساعدة باكستان، حيث إن وكالة الاستخبارات الباكستانية لديها المعدات اللازمة لاستخدام البيانات.

ووفقًا للمراسلة الاستقصائية، آني جاكوبسن، كان لدى البنتاجون هدف يتمثل في جمع بيانات حيوية عن 80% من السكان الأفغان لتحديد مواقع الإرهابيين والمجرمين.

«HIIDE»: أقوى أداة لتحديد الهوية بالمقاييس الحيوية
وفقًا لتقرير منشور عام 2010 عبر مجلة «نيو أطلس»، تعد أجهزة «HIIDE» أقوى أداة جرى تطويرها على الإطلاق لتحديد الهوية باستخدام المقاييس الحيوية. وتُستخدم أجهزة «HIIDE» المحمولة لتحديد الهوية باستخدام ثلاثة مقاييس حيوية منفصلة، وهي: قزحية العين، وبصمات الأصابع، والتعرف إلى الوجه.

قدرة الجهاز التخزينية تصل إلى 22 ألف ملف تعريف، يتضمن الملف الخاص بكل شخص نموذجين لقزحيتيه، وبصمات أصابعه العشرة، وغرة وجهه، بالإضافة إلى بعض بيانات من سيرته الذاتية.

والجهاز مزود بكاميرا (640*480) لالتقاط صورة القزحية والوجه، ومستشعر ضوئي حساسيته (500 DPI) نقطة لكل بوصة لمسح بصمات الأصابع. ويأتي الجهاز بذاكرة داخلية سعة 256 ميجا بايت، وعند استخدامه والتقاط صورة للوجه أو القزحية أو مسح بصمات الأصابع، يبدأ الجهاز في البحث داخل قاعدة بياناته الداخلية، كما يمكنه البحث من خلال عدد من قواعد البيانات العالمية لاسلكيًّا، ليظهر بعدها هل عُثر على تطابق أم لا.

يمكن للجهاز أن يعمل منفصلًا أو متصلًا بأجهزة الكمبيوتر، كما يمكن إضافة بعض الملحقات إليه مثل الفأرة، أو لوحة المفاتيح، أو أجهزة قراءة البيانات المشفرة في جواز السفر.

ورغم أن التقرير نُشر منذ ما يزيد على 11 عامًا، فإنه أشار في نهايته إلى وجود أكثر من 65 ألف جهاز في جميع أنحاء العالم، أغلبها في أفغانستان والعراق.

وبنادق هجومية ومدافع رشاشة وآلاف من نظارات الرؤية الليلية!
تمكنت عناصر حركة طالبان أيضًا من الاستيلاء على بنادق هجومية أمريكية «M16A4» والمدافع الرشاشة «M240»، التي تستخدم خراطيش 5.56 ملم و7.62 ملم. ويظهر الفارق بينها وبين البنادق هجومية من طراز «AK-47» ومدافع رشاشة من طراز «PK» التي استخدمتها طالبان سابقًا، وكانت تعتمد على خراطيش الأسلحة الصغيرة 7.62 × 39 ملم و«7.62 × 54 آر» ذات التصميم السوفيتي.

وفقًا لموقع «بوبيولر ماشينز»، فإن بندقية «M16» أفضل من «كلاشينكوف AK-47K» من ناحية الدقة وأفضلية التصنيع، وإمكانية التصويب على أهداف بعيدة تصل إلى 600 متر، مقارنة بـ«AK-47» التي يبلغ مداها 400 متر، كذلك سيطرت طالبان على نظارات الرؤية الليلية، وكانت أمريكا قد زودت القوات الأفغانية منذ عام 2003 بنحو 16 ألف نظارة.

عربات مدرعة أمريكية وطائرات هليكوبتر وأخرى بدون طيار في حوزة طالبان!
ذكر موقع «رويترز» أن مقاتلي طالبان يسيطرون على الأرجح على أكثر من ألفي عربة مدرعة، من بينها عربات همفي أمريكية، وما يصل إلى 40 طائرة هليكوبتر من طراز «MD-530»، وأربع طائرات على الأقل طراز «UH-60 بلاك هوك» تكلفة الواحدة 10 ملايين دولار، وطائرات هليكوبتر هجومية استكشافية من طراز «A-29 Super Tucano»، تمت ترقية بعضها لإسقاط قنابل موجهة بالليزر، وطائرات بدون طيار من طراز «ScanEagle».

كذلك، سيطرت طالبان على شاحنات بيك آب فورد رينجر طراز «J97 Light Tactical Vehicle Police variant» التي كانت مملوكة لقوات الجيش الأفغانية، وتتميز الشاحنات بكابينة مزدوجة، ودفع رباعي، ومحرك تربو ديزيل «2.2L TDCi».

لكن.. هل يمكن لطالبان استخدام الأسلحة التي تركتها القوات الأمريكية؟
وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فقد استخدمت طالبان منذ التسعينيات قوة جوية صغيرة من طائرة روسية الصنع من طراز «MiG-21»، ولذا يعتقد الخبراء أن طالبان ستحاول استخدام الأجهزة الجديدة لتوسيع قدراتها العسكرية مع استبعاد بيعها. وقد أظهرت طالبان رغبتها في استخدام التكنولوجيا المصنوعة في الولايات المتحدة مثل أجهزة الكشف عن الهوية، والأسلحة الصغيرة.

لكن، يعتقد الخبراء أن طالبان ليس بإمكانها استخدام التكنولوجيا الأكثر تعقيدًا التي تتطلبها الطائرات الأمريكية لأنها تتطلب صيانة متقدمة ومعقدة.
وكالات

شام تايمز
شام تايمز