الجمعة , مارس 29 2024

سوريا… نزوح جماعي وخسائر بعد قصف ناري متبادل بين التنظيمات الكردية والتركمانية

سوريا… نزوح جماعي وخسائر بعد قصف ناري متبادل بين التنظيمات الكردية والتركمانية

شام تايمز

ازدادت وتيرة القصف المتبادل والعنيف بين الفصائل الكردية الموالية للجيش الأمريكي من طرف، والفصائل”التركمانية” الموالية للجيش التركي في ريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي من طرف آخر، مما ألحق أضرارا كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة وتهجير مئات الأسر من منازلها.

شام تايمز

وأفاد مراسل “سبوتنيك” في محافظة الحسكة، بأنه تجدّدت الاشتباكات والقصف المتبادل على محاور ريفي تل تمر وأبو راسين (زركان) شمالي غربي الحسكة، بالتزامن مع قصفٍ بري مكثف نفّذته القوات التركية والفصائل الخاضعة لها، على مواقع تنظيم “قسد” في قرى تل الورد ونويحات وخربة شعير وربيعات والعبوش وباب الخير وخضراوي وأم الكيف والكوزلية وتل اللبن، مع وقوع أضرار كبيرة في ممتلكات الخاصة والعامة.

انقطاع الكهرباء

وتسبب القصف المدفعي والصاروخي للقوات التركية، عصر اليوم الثلاثاء 24 أب/ أغسطس، على ريف تل تمر الشمالي بقطع الكهرباء من الخط 66 ك.ف وعن بلدة تل تمر وقراها.

وبين مدير عام شركة كهرباء محافظة الحسكة الحكومية، المهندس أنور عكلة، لمراسل “سبوتنيك”، أن “محطة تحويل كهرباء بلدة تل تمر (20/66) خرجت عن الخدمة نتيجة قصف المحتل التركي لخط الــ66 ك. ف المغذي للمحطة بعدد من القذائف في قرية أم الكيف بريف تل تمر شمالي الحسكة”.

مضيفًا أن خروج المحطة عن الخدمة أدى لانقطاع التغذية الكهربائية عن منطقة تل تمر والتجمعات والقرى المحيطة بها، وأشار المهندس عكلة إلى أن عمال الصيانة غير قادرين على دخول المنطقة حاليا نتيجة العدوان المستمر منذ ما يقارب الأسبوع، مؤكدا أن الورشات ستباشر بأعمال الصيانة فور تأمين المنطقة وتوقف العدوان.

إصابات بين المدنيين

وأشارت مصادر محلية لــ”سبوتنيك” إلى إصابة شابٍ وسيدة بجروحٍ جراء قصف الفصائل “التركمانية” الخاضعة للجيش التركي الذي استهدف قرية الدردارة ومحيطها في ريف تل تمر، فيما ردّت قوات تنظيم “قسد” بالقصف المدفعي على مواقع الفصائل الخاضعة لتركيا.

وأضافت المصادر بتجوال أربع عربات للشرطة العسكرية الروسية في ريف الدرباسية الغربي وصولاً إلى قرية كسرى، المتخامة لقرى بلدة أبو راسين، وذلك لمراقبة الأوضاع الميدانية والخروقات العسكرية بين الفصائل المسلحة بالتزامن مع تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة.

يَذكر بأنّ بلدة زركان (أبو راسين) والقرى المتاخمة لها تعرّضت لخسائر مادية كبيرة، وفقد مدنيين حياتهم جراء قصف الفصائل “التركمانية” الخاضعة للجيش التركي للمناطق السكنية المؤهلة.

وبينت المصادر أن “القصف العنيف والتحركات العسكرية وعمليات التسلل التي كان يقومها مسلحي تنظيم “قسد”، سبقها وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للفصائل “الكردية” و”التركمانية” تنطوي على أسلحة ثقيلة ومدافع ميدان وعتاد عسكري، مع عدد كبير من المسلحين، ما ينذر بقيام الجيش التركي بعملية عسكرية هدفها السيطرة على مواقع “قسد” في بلدة أبوراسين الاستراتيجية”.

نزوح وتهجير جماعي

وفي المنحى نفسه، تواصلت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل الحكومية في الحسكة لتقديم المساعدات المختلفة في إطار الاستجابة الطارئة للعائلات المهجرة من الريف الغربي في المحافظة نتيجة التصعيد العسكري رغم المضايقات التي تقوم بها مؤسسات تنظيم “قسد”.

وأشار مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في الحسكة الحكومي، إبراهيم عواد خلف، لمراسل “سبوتنيك”، إلى أن استمرار العدوان التركي على مناطق أبو راسين وزركان وريف تل تمر الشمالي أدى إلى تهجير المزيد من العائلات من تلك المناطق باتجاه مدينة الحسكة وريف الدرباسية.

مبيناً أنه من خلال التتبع والرصد والمسح الأولي في مراكز الإيواء ضمن مدينة الحسكة، فقد بلغ عدد العائلات المهجرة لتاريخه من بلدة أبو راسين بريف الحسكة نتيجة القصف والاشتباكات بين الاحتلال التركي وقوات “قسد” 420 أسرة، وصلت منها 339 أسرة إلى مراكز الإيواء بأحياء المشيرفة والناصرة والعزيزية بمدينة الحسكة و81 أسرة إلى بلدتي القيروان وظهر العرب بريف الدرباسية، فيما هناك أسر لجئت إلى أقرابها.

وأشار خلف إلى أن الجهود مستمرة لتأمين مستلزمات العائلات المهجرة وفقاً لبيانات المسح والتدقيق التي تتم ضمن مراكز الإيواء، وذلك بالتعاون مع أعضاء لجنة الإغاثة الفرعية، من خلال إرسال فرق صحية وصحة إنجابية وتأمين طرود مياه وسلات صحية وغذائية وغيرها من الاحتياجات.

وأكد خلف أن الأسر المهجرة بحاجة لدعم من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري و اللجنة الدولية للصليب الأحمر بما يخص السلال الغذائية والمفروشات بشكل عاجل وكبير.

في حين رفضت الأسر المهجرة، بحسب مصادر لــ”سبوتنيك”، نية تنظيم “قسد” إرسال الأسر المهجرة إلى مخيم (عين الخضرا) بريف المالكية شمال شرقي الحسكة، على الحدود السورية – العراقية – التركية، وهو ما اعتبره السكان عملية تهجير جديدة هدفها إبعاد الفلاحين والمزارعين عن قراهم وأرضيهم الزراعية الخصبة بهدف السيطرة عليها من قبل تنظيم “قسد”.

وكانت اتهمت مصادر محلية من داخل بلدة أبو راسين بريف محافظة الحسكة في حديثها لوكالة “سبوتنيك”، في وقت سابق، مسلحي تنظيم “قسد” بافتعال التصعيد العسكري من خلال قيامها بقصف المواقع التركية والفصائل “التركمانية” في قرى التماس الممتدة من الجهة الشمالية إلى الجنوبية وصولاً إلى الطريق الرابط بين بلدتي أبو راسين وتل تمر، وهي قرى (باب الفرج – أم عشبية – باب الخير- الداودية- عنيق الهوى- خربة جمو- المناخ)، والتي تضم جميعها نقاط وقواعد عسكرية للجيش التركي، وتنسق عملياتها مع القاعدة الروسية في بلدة تل تمر، وفق تفاهمات (سوتشي) التي عقدت نهاية عام 2019.

وتابعت المصادر أن تمركز الفصائل الكردية من مسلحي تنظيم “قسد”، في قرى (الأسدية وخضراوي ونويحات وأم حرملة وداد عبدال وابوراسين وربيعات وتل الورد وباب الخير الحجاج والعبوش وقبر صغير والدرادارة)، والتي هي أيضاً تمتد من الجهة الشمالية إلى الجنوبية ويفصلها مسافة واحد كيلو متر فقط عن القرى التي يتمركز فيها الجيش التركي، تقوم باستفزازات وعمليات تسلل وقصف متكرر، هدفه إجبار السكان المدنيين على النزوح من قراهم وبلداتهم لتسهل حركتهم ضمنها عبر الأنفاق والخنادق المحفورة من طرفها، إضافة لإفشال المساعي الحكومية السورية والروسية على تثبيت الاستقرار والأمن والآمان في المناطق المذكورة.

يذكر أن وزارة الدفاع التركية تعلن بين الحين والآخر عن تحييدها عددا من مسلحي تنظيم “قسد” بعد عمليات تسلل يقومون بها باتجاه مواقع وقواعد الجيش التركي والفصائل “التركمانية” في قرى التماس بريفي تل تمر وأبو راسين، كان آخرها تحييد 14 مسلحاً منهم مع مقتل عدد من مسلحي الفصائل”التركمانية” خلال هذه العمليات.

شام تايمز
شام تايمز